الزبيدي “يبايع” أحمد علي في لقاء سري بأبوظبي
يمانيون -متابعات
لم يعد الثأر الجنوبي من صالح وعائلته حاضراً في ذاكرة ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي استخدمه لدغدغة عواطف الجنوبيين الذين ما زالوا يتذكرون بمرارة اساءة صالح عفاش لهم منذ حرب صيف 1994 وما تلاها من سنوات قضوها مسلوبين الإرادة والحقوق.
الانتقالي الذي صنعته الإمارات ، يبدو أن قيادته قد بايعت لعائلة عفاش (أحمد وطارق) بالسمع والطاعة، هكذا جاءت توجيهات محمد بن زايد وما على الزبيدي وبن بريك إلا التنفيذ بانصياع تام.
ويوماً بعد أخر، تتضح الصورة الكاملة لحقيقة وطبيعة العلاقة بين الإمارات وعائلة “صالح”، فالإمارة الخليجية احتضنت عائلة صالح وأمواله التي نهبها الرئيس المخلوع صالح طيلة فترة حكمه، في حين عاشت اليمن أسوء أحوالها الاقتصادية.
وليس ثمة مصادفة في تعيين أحمد علي سفيراً لليمن في أبوظبي، ثم تحرك أخوه خالد بتوكيل من والدهما لنقل حساباتهم المالية وتحويلها من دول عدة إلى مصارف الإمارات وما تبعها من تفاصيل تزامنت مع تواجد أحمد هناك ، فضلاً عن استثمار مالي ضخم تمثل في قرية سياحية على الطراز الصنعاني بلغت كلفتها قرابة 12 مليار دولار (أي ما يوازي ميزانية اليمن لعام كامل في فترة حكم صالح).
ومع مشاركة الإمارات في تحالف العدوان على اليمن، وعلى عكس ما كان معلن في بداية الحرب العدوانية تعمقت العلاقة النفعية التآمرية بين محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وصالح وعائلته وجاءت نتائجها فتنة افتعلها صالح وابن أخيه في العاصمة صنعاء مطلع ديسمبر الفائت وانتهت سريعاً بسقوطه قتيلاً.
ومن أجل الإمارات ومصالحها، ومن أجل اعادة عائلته للحكم، سعى صالح – كما يفعل أبناء أخيه الآن – لتدمير اليمن وإخضاع ما تبقى منها – خاصة في أماكن الثروة – ، وقتل اليمنيين.. لكن المؤامرة ارتدت عليه خزياً وطبعت على خاتمة حياته بختم “العمالة”.
أجندة الإمارات ممتلئة بالأطماع، وكي تلتهم اليمن بأكمله فقد عملت بعقلية محتل محتال، متبعة سياسة “فرق تسد”، وها هي الآن تتجه صوب تقسيم اليمن بشكل رسمي، مستعينة بأبناء صالح عفاش “أحمد، خالد، طارق ، عمار، يحيى” في الشمال، وبقيادات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي “عيدروس الزبيدي، هاني بن بريك”.
وتؤكد تسريبات وصلت لوكالة الصحافة اليمنية من مصادر وثيقة الصلة بما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، أن الإمارات وعدت أحمد علي عبدالله صالح جعله حاكماً على شمال اليمن، فيما وعدت عيدروس الزبيدي بحكم الجنوب كمكافأة لجهودهما في خدمتها، ومشترطة أن يظلا خاضعين لها مؤتمرين بأوامرها.
لذلك – وبحسب المصادر – عاد الزبيدي يوم أمس من أبوظبي بعد زيارة استغرقت قرابة الشهر، إلى عدن ليوجه من فوره برفع أعلام الجنوب في سارية عدن وشوارعها، وقد وصف زيارته للإمارات بالناجحة والايجابية، وقد بدا متفائلاً جداً.
المصادر أكدت أن الزبيدي سيكون شريكاً لأحمد علي، بناءً على توجيهات أبوظبي في لقاء سري بين الرجلين برعاية محمد بن زايد شخصياً، حيث تم مناقشة ضرورة دعم الجنوبيين لقيادة طارق عفاش وقواته، وفتح معسكرات جديدة في عدن لاستقبال ضباط وأفراد الحرس الجمهوري الموالي لأحمد علي وإعادة تأهليهم تمهيداً لإعادة بناء تلك القوات وفقاً للمواصفات الإماراتية.
كما أن تعز كانت حاضرة في ذلك اللقاء السري الذي عقد قبل يومين في أبوظبي، وبحسب المصادر، فإنه تم الاتفاق على تسليم مهمة ما يسمى بتحرير تعز لقوات الحرس الجمهوري، وعدم السماح لبقية القوات الموالية للرئيس المستقيل هادي خاصة تلك التابعة لحزب الإصلاح في المشاركة في المعركة المقبلة.
وفي اجتماع سري وهام رعاه ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات، فمن المؤكد وضع خطة للحد من تواجد حزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية (عدن، شبوة، أبين، حضرموت) وأيضاً في (تعز) ثم (مأرب)، وذلك لإتاحة فرصة استعادة حزب المؤتمر نشاطه وفق قيادة جديدة لا علاقة لها بهادي بل على العكس فقد شددت أطراف لقاء أبوظبي السري على ضرورة دعم القيادات المؤتمرية الجنوبية البارزة لتصعيد معارضتها لسياسة حكومة بن دغر وهادي.. وكل تلك الخطوات تم الاتفاق أن تصب في مصلحة أحمد علي.
تتعامل الإمارات مع اليمنيين باستخفاف لا ينفع معه إلا قتالها بضراوة لتخرج من اليمن مذمومة مدحورة، وإلا فإن كرامة شعب عريق ستذُل، وستنتهك الأعراض ، ولعل ما يحصل في المحافظات المحتلة دليل دامغ.
بإمكان اليمنيين تدارك “المهانة” وهتك “العرض” واستلاب “السيادة ” و نهب “الثروة” إذا تحركوا سريعاً ، معلنين النفير العام لمحاربة “الاحتلال” وطرده خارج اليمن، وخارج التاريخ والحضارة كونهم -“أعراباً وصفهم الله تعالى بالأشد كفراً ونفاقاً” – غير لائقين بها … مالم فسيصبح اليمنيين على ما فعلوا في حق أنفسهم وبلدهم خاسرين.