ماذا تطبخ السعودية للأردن بشأن “صفقة القرن”؟ (تفاصيل)
يمانيون – متابعات
دعت السعودية إلى لقاء رباعي يجمع ملكها سلمان، بنظيره الأردني وأمير الكويت وولي عهد أبو ظبي، تحت شعار دعم الحكومة الأردنية امام المشاكل بعد الاحتجاجات العامة بسبب قانون ضريبة الدخل وارتفاع الأسعار.. فما دوافع هذه الدعوة؟ وما هي علاقتها بصفقة القرن ؟ و هل السعودية والامارات وراء الاحتجاجات في الاردن لتشديد الضغوطات علي عمان لقبول الصفقة المزعومة؟ وهل هي خالصة لوجه الأخوّة العربية أم أنّ لها اعتبارات أخرى؟
سرقة دور الاردن
من المعروف ان الأردن كان يعتبر جسراً للعلاقات بين الخليجيين و الكيان الصهيوني خلال العقود الماضية والتي كانت فيها العلاقات العربية – الاسرائيلية شبه معدومة او مخفية تماماً. لكن مع ركض البلدان العربية نحو التطبيع مع العدو المحتل، فلم يبقى هناك دور لعمان، بل أراد أل سعود سرقة دور الأردن التاريخية في قضية فلسطين.
ومع مجي ء بن سلمان و رغبته الشديدة للوصول علي العرش الحكم في المملكة، حاولت رياض و تحت املاءات أمريكية لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني والذي كان محرماً للسعودية في العلن.
تداعيات صفقة القرن
من جانب أخر ترفض عمان ضغوطا يقودها بشكل رئيس ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان لإقناعها بالانخراط بما يعرف بـ”صفقة القرن”، لا سيما في الشق المتعلق بقضايا الوضع النهائي، خاصة ما يتعلق بقضيتي القدس -التي يتمتع الأردن بالولاية عليها- واللاجئين، حيث يستضيف الأردن أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين.
الأردن يعارض صفقة القرن في قمة اسطنبول
و اكد الاردن علي رفضه للقبول بصفقة القرن في القمة الاخيرة لمنظمة التعاون الاسلامي والتي عقدت في اسطنبول عقب قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس .
وتشير المصادر إلى حديث الملك الأردني المتكرر عن هذه الضغوط ورفضه لأي صيغة تنال من القدس والحقوق الفلسطينية، باعتبار ذلك جزءا من الأمن الوطني الأردني.
وهذه المشاركة أظهرت الملك الأردني عبد الله الثاني عصيا على الانخراط في قبول التفريط بالسيادة الهاشمية التاريخية على المقدسات الدينية وهو ما يؤرق حلما سعوديا يجري الحديث عنه بنقل رعاية القدس ومقدساتها إلى السعودية التي منعت بدورها مائتين وخمسين مليون دولار من مساعدة موعودة بعد أن شهد ملك الأردن قمة إسطنبول.
كما تتحدث المصادر عن تأثر علاقات الأردن بالإدارة الأميركية بفعل تأثير محور يتكون من وليي عهد السعودية وأبو ظبي، وجاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي، الذي استثنى الأردن من زيارات هامة للإعداد لصفقة القرن زار خلالها السعودية وإسرائيل.
ثمة من يضغط اقتصاديا على الأردن من الخارج عبر قطع المساعدات التي يعتمد عليها اقتصاد البلاد بشكل أساسي فالاقتصاد الأردني هو الأكثر اعتمادا عربيا على المنح والمساعدات الخارجية.
والنقطة الهامه هي ان الاحتجاجات في الاردن بدأت بعد اسابيع من هذا الرفض الاردني!
و يبدو ان الاحتجاجات في الاردن طبخت في مطبخ الرياض و أبوظبي لكي لا يتجرأ احد للاعلان عم عدم قبوله ب”صفقة القرن” و هي صفقة أمريكيه – صهيونية تماماً.
علاقة أزمة الأردن بملفات إقليمية
وكان الملك الاردني قد كرر مرات عدة خلال أيام الأزمة الأخيرة تأكيده ارتباط أزمة الأردن الاقتصادية بموقفه من ملفات إقليمية، وورد ذلك بوضوح خلال ترؤسه اجتماع مجلس السياسات الوطني الذي يضم كبار مسؤولي الدولة السياسيين والعسكريين والأمنيين، وفي لقائه مع إعلاميين بعد قراره إقالة حكومة الملقي.
وترى مصادر أردنية، أن عمان لن تسدد فواتير المساعدات المتوقعة من اجتماع مكة من مواقفها في ملفات رئيسية كانت سبب فتور علاقاتها بالسعودية والإمارات تحديدا وتوقف مساعداتهما للمملكة. وأبرز هذه الملفات ما يلي:
-صفقة القرن:
ترفض عمان ضغوطا يقودها بشكل رئيس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإقناعها بالانخراط بما يعرف بصفقة القرن، لا سيما في الشق المتعلق بقضايا الوضع النهائي، خاصة ما يتعلق بقضيتي القدس -التي يتمتع الأردن بالولاية عليها- واللاجئين، حيث يستضيف الأردن أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين.
ويصر الأردن على موقفه السياسي لأسباب مصيرية تتجاوز مجرد الدوافع المبدئية يعني القضية مش قضية قبول او غير قبول وقضية موقف مبدئي وكذلك قضية مصالح إستراتيجية المصالح الإستراتيجية الأردنية مرتبطة ارتباطا كبيرا بأيلولة الحل النهائي للقضية الفلسطينية فقبول صفقة القرن وفق ما يتسرب تباعا من تفاصيلها لن يؤدي فقط لزوال الوصاية الهاشمية عن مقدسات القدس المحتلة بل قد يعني بحسب مراقبين تهديدا لوجود الدولة الأردنية نفسها عبر إحياء فكرة الوطن البديل التي كان يدعو إليها شارون قديما والتي ستعني توطين ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن بما يمثله ذلك من زلزال أمني وديموغرافي .
كما تتحدث المصادر عن تأثر علاقات الأردن بالإدارة الأميركية بفعل تأثير محور يتكون من وليي عهد السعودية وأبو ظبي، وجاريد كوشنير مستشار الرئيس الأميركي، الذي استثنى الأردن من زيارات هامة للإعداد لصفقة القرن زار خلالها السعودية وفلسطين المحتلة.
-الأزمة الخليجية:
رغم قرار الأردن تنزيل مستوى علاقاته بقطر استجابة لضغوط دول الحصار، فإن الحياة عادت مجددا للعلاقات الأردنية القطرية، التي أخذت جانبا اقتصاديا، بانتظار انعكاسها على عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ولا تخفي مصادر أردنية أن هناك ضغوطا لم تتوقف من الرياض وأبو ظبي على عمان لقطع العلاقات نهائيا مع الدوحة، وتستبعد هذه المصادر انصياع الأردن لهذه الضغوط نتيجة دروس الأزمة الأخيرة.
-إيران بدل “إسرائيل”:
بعد قطع علاقات السعودية بإيران، اتخذ الأردن قرارا بسحب سفيره من طهران دون قطع العلاقات الدبلوماسية بإيران، لكن ذلك لم يجعل عمان تنخرط في موجة التصعيد السعودية مع إيران، كما أنها لا توافق على سياسة استبدال العداء لإسرائيل بإيران. كما التقي العاهل الأردني بالرئيس الإيراني حسن روحاني في اسطنبول لأول مرة خلال عقدين الماضيين .
-العدوان على اليمن:
لم يخف مسؤولون أردنيون وجود ضغوط سعودية على بلادهم لإرسال جنود للمشاركة في العدوان على اليمن، وهو الأمر الذي اعتذرت عنه عمان رغم عضويتها في التحالف السعودي.
وقد رجّح مسؤول أردني، في حديث مع “العربي الجديد”، أن تقدم السعودية والكويت والإمارات دعماً مالياً للأردن عاجلاً سيعلن عنه خلال الاجتماع.
وبحسب المسؤول الأردني الذي لم يذكر الموقع اسمه، فإن ما يعزز تقديم الدول الخليجية الثلاث دعماً اقتصاديا للأردن هو خشيتها من اندماج الأردن بتحالفات إقليمية، خصوصاً بعد مصافحة الملك الأردني للرئيس الإيراني حسن روحاني في القمة الإسلامية الثانية التي انعقدت في إسطنبول الشهر الماضي ما فسر على أنه مؤشر على إمكانية حدوث تقارب أردني إيراني.
ويرى الخبراء ان الدعم الاقتصادي المتوقع خصوصاً من السعودية لا بد أن يكون خلفه طلب مواقف سياسية معينة، إلا أن للأردن مواقف واضحة تماماً من بعض القضايا خصوصاً صفقة القرن والتسويات السياسية في المنطقة و لا يمكن ان نجزم بان الاحتجاجات في الأردن سوف تتوقف فور قبول الأردن بشروط خليجية .