أفق نيوز
الخبر بلا حدود

لهذا تسعى “إسرائيل” للسيطرة على السواحل اليمنية

257

يمانيون – قوات المتحالفة ضد الحوثيين في اليمن تلقت هزیمة غیر متوقعة فی جنوب مدینة الحدیدة وتعتبر معرکة الساحل الغربی فی الحدیدة التی بدأت فی أوائل شهر یونیو من أشد المعارك التی تم التجهیز لها من قبل التحالف العربی بشکل کبیر وغیر مسبوق..

أن ضعف القدرات في القيادة هي السبب الرئيسي في إطالة أمد الحرب والجبهة البحرية والبرية خير دليل على ذلك إذ كان من المتوقع أن تنتهي هذه المعركة خلال أشهر قليلة، ولكن بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات مازالت الحرب مستمرة والقوات العربية بقيادة السعودية بكل معداتها ومعلوماتها وحصارها الذي فرضته على ميليشيا الحوثي ما استطاعت أن تحقق أي تقدم يذكر.

هكذا تحدث وزير الجيش الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، فی ببان له.. مؤكدا أنه مع قبول هزيمة القوات العربية يتوجب على إسرائيل تأمين مصالحها في البحر الأحمر ومواجهة كل التهديدات لأن استمرار الحرب على هذه الوتيرة قد يحسم المعركة لصالح ميليشيا الحوثي وهذا ما تعتبره إسرائيل تهديدا لملاحتها في البحر الأحمر وأمنها القومي والإقليمي.

إعتراف لا يدع مجالا للشك حول حقيقة الأطماع الاستعمارية للانظمة الخليجية التي تقوم بدور الوكيل لتنفيذ السياسات الأمريكية في المنطقة العربية ومن بينها العدوان على اليمن في ظل تواطئ أممي- بهدف السيطرة على السواحل اليمنية والبحر الأحمر وميناء الحديدة نظرا لما تمثلة من أهمية استراتيجية للكيان الإسرائيلي.

ويسعى تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات، وبدعم أمريكي منذ بداية بداية العدوان في 26 مارس 2015  في لفرض سيطرته على الموانئ والسوحل اليمنية نظرا لما تمتلكة من ثروة بحرية هائلة، وما تحتله بموقعها الجغرافي المتميز من مكانة هامة في الشرق الأوسط..

ويرى مراقبون أن ما يحدث في المياه الإقليمية لليمن يدخل ضمن صراع إقليمي دولي، يتمحور بين المصالح الاقتصادية والنفوذ السياسي، وتقوم الشركات العابرة للقارات وشركات عربية وإقليمية، مدعومة عسكرياً، باحتلال هذه المياه، والاستفادة من الموقع الاستراتيجي لليمن.

“يمانيون” يرصد الاهمية الإستراتيجية للساحل اليمني وهي كالتالي:

تحتل اليمن مكانة بحرية هامة في الشرق الأوسط بموقعها الجغرافي المتميز وتبلغ مساحتها حوالي 555 ألف كيلو متر مربع بدون الربع الخالي، وتشمل السهول الساحلية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وهي متصلة ببعضها البعض ومكونة شريطاً ساحلياً وتمتد من الحدود العمانية باتجاه جنوب غرب باب المندب، ويتغير الاتجاه شمالاً حتى حدود السعودية ويبلغ طولها 2000 كيلو متر تقريباً.

وتشرف على مضيق دولي هام هو باب المندب الذي تعبر منه مئات السفن القادمة من الشرق الأقصى والهند ودول الخليج العربي وشرق أفريقيا إلى موانئ البحر الأحمر، وتتجه معظمها عبر قناة السويس المصرية إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال أوروبا وتتجه بعضها إلى أمريكا الشمالية والجنوبية محملة بالنفط والبضائع المختلفة، ولأهمية موقع اليمن وشواطئه على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي جعل اليمن وجذره ومياهه الوطنية منذ القرن السادس عشر موقعاً للأطماع والصراع السياسي والعسكري والاقتصادي من قبل الدول الاستعمارية.

لليمن على ضفاف ساحله  أكثر من 20 ميناء منها 6 موانئ تجارية تتوزع من ساحل الحديدة إلى المكلا وهي : ميناء الصليف وميناء الحديدة وميناء المخاء وميناء عدن وميناء المكلا وميناء نشطون ولليمن 3 موانئ نفطية هامة هي : ميناء الشحر وميناء بلحاف وميناء رأس عيسى، وتتجاوز الموانئ المحلية الـ14ميناء وتعد موانئ اليمن التجارية ذات أهمية إستراتيجية كبيرة كمركز ربط أساسي للحركة التجارية حول العالم ونستعرض هنا أهم هذه الموانئ ..

ميناء عدن

كانت عدن في الماضي تعرف أنها ميناء الجزيرة العربية كلها وكذلك أهم ميناء بين السويس وبومباي ويتمتع ميناء عدن بمزايا هامة يأتي على رأسها الموقع الجغرافي الفريد الذي يربط  الشرق بالغرب الواقع على الطريق التجاري الرئيسي حول العالم وميناء عدن واحد من أفضل خمسة موانئ طبيعية على مستوى العالم كما يتميز هذا الميناء بـإمكانية توفير خدمات الترانزيت إلى شرق إفريقيا والبحر الأحمر وشبه القارة الهندية والخليج العربي وقد عطل دوره الغزاة لحساب موانئ دبي وسابقا عطل دوره عن طريق الصفقات التي عقدها نظام صالح لصالح الإمارات ..

ميناء المخا

من أقدم موانئ شبه الجزيرة العربية، ومن أهم المراكز التجارية الواقعة على البحر الأحمر وتكمن أهمية الميناء في قربه من الممر الدولي بمسافة 6 كيلومترات، أي 3 ميل بحري وقربه من مضيق باب المندب ودول القرن الأفريقي وبحر العرب.

ميناء الحديدة

يقع في منتصف الساحل اليمني للبحر الأحمر ويعد من أبرز الموانئ المطلة على البحر الأحمر ويتميز بــ :قربه من الخطوط الملاحية العالمية وكونه معرض للرياح الموسمية ومحمي حماية طبيعية من الأمواج.. وقد أكدت عدد من الدراسات الاقتصادية أن محاذاة السواحل اليمنية للخطوط الملاحية الدولية تؤهل المنطقة الممتدة من شقرة إلى المخا موقعا استراتيجيا منافسا لإقامة المناطق الحرة لأغراض إعادة التصدير إلى القارة “السمراء” وغيرها، كما أن الموانئ اليمنية هي الأنسب لتقديم مختلف الخدمات الملاحية في المنطقة وهو ما يحاربه الغزاة وأدواتهم في المنطقة …

الجزر اليمنية الاستراتيجية

لليمن جناحان هما شبه الجزيرة العربية والإطلال على بحرين اثنين وخليج ومحيط تطرز تلك الجغرافيا المائية الفريدة الكثير من الجزر ذاتُ الأهمية الاستراتيجية القصوى والتي يعده الكثير كنزا استراتيجيا يضاعف من أهمية موقع اليمن ويبلغ عدد المسجلة في الجهاز المركزي للإحصاء 216جزيرة وتتوزع على اربعة قطاعات رئيسية 7 منها في المحيط الهندي و5 في البحر العربي و23في خليج عدن و181 في البحر الأحمر، منها 112على ساحل الحديدة ..

المياه الدافئة

موازة خارطة اليمن مع خارطة أهداف العدوان يؤكد أن السيطرة على هذه الرقعة الجغرافية يأتي على رأس أسباب العدوان الأمريكي السعودي وهو ما أكده قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطابه بعد مرور عامين من المواجهة مع نظامي واشنطن والرياض وفي تحليله لأهداف وأسباب العدوان ” يستهدف هذا العدوان اليمن في جغرافيته لاحتلال رقعة جغرافية من أهم المناطق في المنطقة العربية والعالم الإسلامي من حيث موقعه المطل على باب المندب من حيث جزره في البحر الأحمر والبحر العربي وفي مقدمتها ميون وجزيرة سقطرى وغيرها من عشرات بل مئات الجزر مئات الجزر في هذا البلد “،.. ويدرج قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي العدوان على اليمن ضمن المؤامرات التي تستهدف المنطقة من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط وشعوبها وفي طليعتها الشعوب الفعالة الشعوب الحرة الشعوب التي يرى فيها نظام القطب الواحد عائقًا أمام مشاريعهم الاستعمارية وأمام مشاريع الهيمنة والاحتلال ..

جزيرة ميون

تقع في قلب باب المندب وتشرف عليه اشرافا كاملا وتقسِمه الى ممرين ملاحيين.  مساحتها اثنا عشرَ كيلو متر تبعد ثلاثةَ كيلو مترات فقط عن الساحل اليمني و عشرينَ كيلومترات عن الساحل الافريقي وميون ذاتُ قيمة اقتصادية لصلتها بالأمن الغذائي من جهة ومصادر الثروة المعدنية من جهة أخرى وهي عسكريا الحارسُ الأهم للأمن القومي اليمني والعربي تجاه الأخطار الغربية والصهيونية ..

من الشواهد العملية لذلك؛ نجاح قوات البحرية العربية في محاصرة العدو الصهيوني ومنع الملاحة الصهيونية من العبور في باب المندب خلال حرب أكتوبر عام ثلاثةٍ وسبعين وتسعِ مائة وألف بفعل التمركز العسكري العربي في جزيرة ميون والتنسيق اليمني المصري ..

تعرضت جزيرة ميون للغزو البرتغالي ثم الفرنسي والبريطاني وحاليا الإماراتي الأمريكي بهدف السطو على الميزات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي يوفرها موقع الجزيرة وبسط النفوذ على اليمن …

جزيرة صيرة حامية عدن والخليج

جزيرة صيرة هي الأهم بين الجزر اليمنية في خليج عدن وتقع أمام مدينة عدن كحارس أمين للمدينة والخليج الشرقي وكثيرا ما لعبت دورا استراتيجيا في مقاومة الغزاة وتعود أهمية خليج عدن إلى ارتباطه المباشر بمضيق باب المندب من حيثُ مرور السفن والملاحة الدولية والثروات.

جزيرة سقطرى

تقع في المحيط الهندي ويحدها من الشمال والشرق البحرُ العربي وجنوبا مياهِ المحيط الهندي ومن الغرب ساحلُ القرن الافريقي وتبلغ مساحة سقطرى حوالي ثلاثةِ آلاف وستِ مائةٍ وخمسينَ  كيلومترٍ مربع أي خمسةُ اضعاف مساحة مملكة البحرين، ويعتبر رأس فرتك الواقع شرقَ المكلا أقربَ نقطة للجزيرة ويبعد عنها ثلاث مائةٍ وثمانينَ كيلو متر وسقطرى أكبرُ جزيرة يمنية وأهمُ جزيرة في كل المسرح البحري الجنوبي وتمتد أهميتها إلى عدة قرون قبل الميلاد، وقديما اطلق عليها الغزاة “درة التاج”…، تعرضت للغزو الاوروبي فغزاها البرتغاليون في القرن السادس عشر ثم غزاها البريطانيون عام اربعة وثلاثين ثمانِ مائة وألف  ثم حاول الفرنسيون الغزاة احتلالها منتصف القرن التاسع عشر، كما تطلع الغزاة العثمانيون والايطاليون للجزيرة في سبعينات القرن التاسع عشر .. وهي الآن تحت الغزو الإماراتي الأمريكي تنتظر موعد التحرير وتكمنُ أهميتُها في الآتي:

• إشرافها على طرق الملاحة المارة من أمام رأس جورد فوي على ساحل الصومال والمحيط الهندي، بما فيها الطريقُ البحري إلى رأس الرجاء الصالح وشبهِ القارة الهندية وشرقَ آسيا.
• نقطة اسناد عسكرية قوية لظهير باب المندب من الناحية الجنوبية ..
• تنوعُ تضاريسِها وتفردُها الطبيعي النباتي ..
• جيولوجيةُ جزيرة سقطرى تكتنز أيضا ثرواتٍ اقتصاديةً مهمة .. كالنفط والغاز والمعادن الفلزية.
اليمن مفتاح الباب الجنوبي للبحر الأحمر.
تعد اليمن أهم الدول المطلة على البحر الأحمر ومرد ذلك امتلاكها لمجموعة كبيرة من الجزر على ساحله ومن هنا يحاول الغزاة قضم شريان تتوزع جزره على أربعة قطاعات رئيسية:

قطاع ميدي.

يضم سبعة وستين جزيرة أهمها جزيرة بكلان وتقع شمال غرب جزيرة كمران وتبعد عن الساحل اليمني ثلاثون كيلو متر  وجزيرة ذو حراب تبعد عن ساحل ميدي 90 كيلو وتشرف على الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر  …

قطاع اللحية

يضم ثمانيةً واربعين جزيرة، أهمها جزيرة طقفاش وهي اكبر الجزر المواجهة لميناء اللحية  تبلغ مساحتها 35كيلو مترا مربعا وتبعد اثنينِ وعشرين كيلو متر غرب ميناء اللحية وهي جزيرة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية

جزيرة جبل الطير

هي إلى غرب ميناء اللحية وتبعد عن الساحل اليمني لجزيرة كمران بـ 90 كيلو مترا وتزيد مساحتها عن العشرة كيلو متر مربع وترتفع عن سطح البحر مائة واثنين وستين مترا  ويكمن تميزها في كونها تقع في منتصف خط الملاحة الدولي وتشرف عليه إشرافا مباشرا …

قطاع كمران

يضم سبعةَ عشرَ جزيرةً أهمها جزيرة كمران وتقع غرب ميناء الصليف وتبعد عن الساحل بـ الفي متر وتبلغ مساحتها أكثرَ من مائة كيلو متر وللجزيرة أهمية استراتيجية اقتصادية وعسكرية لارتفاع مناسيبها ولقربها من الممرات الملاحية في البحر الاحمر كما تمثل حزاما امنيا لميناء الصليف وكانت على مر العصور محط انظار القوى الطامعة لاستعمارها وتوظيفها كقاعدة انطلاق للوثوب منها إلى أي جزء في البحر الأحمر أو الدول المشاطئة له ..

أرخبيل الزبير

يتكون من مجموعة جزر متجاورة تبعد 45 كيلو من شاطئ جزيرة كمران وهي ذات اهمية استراتيجية نظرا لقربها من الممرات الملاحية الرئيسية في وسط البحر  كما يمكن تحقيق منها مراقبة على مختلف  التحركات البحرية ..

قطاع حنيش وزقر

يضم ثلاثة وثلاثين جزيرة أهمها جزيرة زقر تقابل مدينة التحيتا وتبعد عن الساحل اثنينِ وثلاثينَ كيلو متر ومساحتها مائةٌ وخمسةٌ وثمانون كيلو متر مربع ..

الجزيرة ذات موقع حاكم على خطوط الملاحة الرئيسية ، يوجد فيها أعلى قمة جبلية في البحر الأحمر، بارتفاع يصل إلى (ستِ مائة واربعة وعشرين متر) فوق مستوى سطح البحر وهي من أكبر جزر البحر الاحمر …

في العام واحد وسبعين .. تسع مائة وألف حاول العدو الصهيوني اقتطاع الجزيرة من الجسد اليمني وتحويلها الى ثكنة عسكرية لحساب مشروعه الاستعماري الذي ينفذه اليوم عن طريق الأنظمة الوظيفية في الخليج…

أرخبيل حُنيش

يقع على بعد ما يقارب 135 كيلو  شمال مضيق باب المندب وتنتظم جزره قبالة سواحل مديرية الخوخة وتقترب جزره اقترابا شديدا من خطوط الملاحة وتبلغ مساحتها نحو تسعينَ كيلومترا مربعا واعلى مرتفع فيها يصل إلى أربع مائة وثلاثين مترا عن سطح البحر ..

لأهميتها الاستراتيجية أسالت جزر حنيش لعاب الغزاة ووفق المصادر التاريخية تعرضت جزيرة حنيش الكبرى للغزو أربع مرات خلال الفترة الممتدة من العام الف وخمسِ مائة وثلاثة عشر إلى العام خمسةٍ وتسعينَ ، تسعِ مائة والف من قبل الغزو البرتغالي والفرنسي والبريطاني والإرتيري .. وما بين الاخيرين وقبيل اندلاع حرب 73 أنزل العدو الصهيوني وحدات قتالية على أرض الجزيرة في محاولة لم تنجح لاختطاف الجزيرة انذاك ويسعى العدو لتثبيت ذلك حاليا.

وهنا تظهر الأبعاد الاستعمارية الأمريكية للسيطرة على المناطق الحيوية في اليمن من خلال قيام الوكيل السعودي الإماراتي والسعودي بالانتشار العسكري والاحتلال المباشر للجزر والسواحل اليمنية وصولا إلى محاولة السيطرة العسكرية على الحديدة والشريط الساحلي الغربي.
يذكر أن موانئ اليمن تلعب منذ القدم دورا حيويا ليس في الاقتصاد اليمني فحسب، بل وفي حياة شبه جزيرة العرب بأكملها، إذ مثل العديد منها مراكز كبيرة للتجارة على سواحل بحري الأحمر والعربي منذ القدم.
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com