بالمختصر المفيد… قانون الدولة القومية وصفقة القرن
يمانيون – مقالات – عبدالفتاح علي البنوس
يغرق العدو الصهيوني المحتل في عدوانه الإجرامي على قطاع غزة للتنكيل بأبنائها الذين نجحوا في تسليط الضوء على المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد القضية الفلسطينية والتي يقودها ويخطط لها ويمولها ويعمل على الترويج لها الشيطان الأكبر ( أمريكا ) وقرنه اللعين ( آل سعود ) والتي باتت تعرف بصفقة القرن والتي تمثل الضربة القاضية للقضية الفلسطينية التي تمثل قضية العرب المركزية والمصيرية والتي يراد وأدها والقضاء عليها من أجل تمكين المحتل الصهيوني من إحكام قبضته على فلسطين عقب قيام دونالد ترامب المدعوم من اللوبي اليهودي بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني المسمى ( إسرائيل ) ، ونقل سفارة بلاده لدى هذا الكيان من تل أبيب إلى القدس ، تمهيدا لإعلان صفقة القرن والتي يراد لها أن تكون المشرعنة للسيطرة الصهيونية على الأراضي الفلسطينية وإقتطاع أجزاء من الأردن ومصر للفلسطينيين لإقامة دولتهم عليها بحسب التسريبات الأولية لمضامين هذه الصفقة المشبوهة.
اليوم تقصف غزة المقاومة من قبل الطيران الصهيوني وترتكب في حق سكانها أبشع الجرائم المجازر الوحشية لأنهم خرجوا في مسيرات الغضب العارمة لفضح مخططات الأعداء ومؤامراتهم ضد القضية الفلسطينية ، مسيرات العودة التي يشهدها القطاع كل جمعة للتعبير عن رفضهم المطلق وعدم قبولهم بأي صفقات أو تفاهمات تمس بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وكأن الصهاينة يريدون من وراء قصف غزة تأديب أهلها وإجبارهم على الخنوع وعدم الخروج في مسيرات العودة مجددا ليقبلوا بصفقة القرن وهذا ما يمثل لدى الفلسطينيين المستحيل بذاته الذي لا يمكن تحقيقه مهما بلغت التضحيات .
الأسبوع المنصرم أصدر الكنيست الإسرائيلي قانونا تحت مسمى قانون “الدولة القومية” اليهودية والذي يسعى من خلاله الكيان الصهيوني المحتل نحو يهودة دولة فلسطين وتجريدها من عروبتها وصبغها بالصبغة اليهودية ، كما أنه يندرج في إطار محاولات طمس الهوية والقومية العربية والإسلامية حيث يَعتبر قانون ما سُمى “بالدولة القومية” اليهودية أن لليهود حق فريد بتقرير مصيرهم، كما يجعل من العبرية اللغة الأساسية للدولة في محاولة يائسة لقوننة العرقية والعنصرية اليهودية وإلغاء حق العودة وتصفية القضية الفلسطينية ، بحسب ما أشار إليه بيان الإدانة الصادر عن أحزاب اللقاء المشترك بهذا الخصوص .
بالمختصر المفيد هذا القانون الذي يضاف إلى سلسلة القوانين العنصرية والعرقية القذرة التي اتضح جليا بأنها كانت ممهدة للأرضية والأجواء والظروف المناسبة لإشهار صفقة القرن وإنفاذها بواسطة الإدارة الأمريكية التي على ما يبدو أن إنجاز هذه الصفقة وإبصارها النور كان بمثابة الثمن الذي من أجله عمل اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة الأمريكية على ترجيح كفة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، هذا القانون يستدعي الوقوف ضده والتنديد به وتبيان أهدافه ومخاطره وانعكاساته على القضية الفلسطينية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، أين الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي من كل ما يجري ؟! وهل فعلا تعمل هذه الكيانات المحسوبة على العروبة والإسلام مع الأمريكان والصهاينة تحت غطاء سعودي وهابي على التحضير لإعلان هذه الصفقة ؟! شخصيا لا أستبعد ذلك فلا خير منها يرتجى ، ولنا في اليمن مع هذه الكيانات مواقف مماثلة مخزية ومذلة ومهينة بعد أن تحولت إلى أدوات بيد السعودي والإماراتي لتدمير اليمن وقتل شعبه بدم بارد ، وأمام ذلك لا مناص عن المقاومة والمواجهة باعتبارها السبيل الأمثل والحل الأنجع للدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والاستقلال .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .