أنصار الله اليوم أقوى من أي وقت عسكرياً و دبلوماسياً
التحالف السعودي يلجأ للحرب الاقتصادية ويعرقل مشاورات جنيف..
يمانيون – كتابات – زين العابدين عثمان
بعد ان ظهرت حقائق الفشل العسكري المترامي الأطراف للعدوان التحالفي الكوني الذي تقوده السعودية على اليمن منذ أربعة أعوام وعدم تحقق أي من أهدافه الأساسية التي رسمت في إطار هذا العدوان والتي وصلت الى طرق مسدودة رغم توفر كل الإمكانات والتجهيزات العسكرية الأمريكية والأوروبية الحديثة جدا لقوات التحالف السعودي ،، .
ذهبت السعودية وحلفاؤها الى إعلان الحرب الاقتصادية الشاملة على الشعب اليمني بغية رفع مستوى معاناته الى مستويات كارثية عبر تضييق الحصار المفروض ومنع الواردات الغذائية والنفطية الأساسية من الدخول لميناء الحديدة وللأسواق المحلية والتركيز على استهداف ما تبقى من اقتصاد الشعب اليمني من خلال مخطط جديد يتمثل في ضرب قيمة العملة المحلية”الريال” امام العملات الصعبة وبالأخص الدولار الذي وصل حاليا الى أكثر من 600 ريال مقابل الدرلار الواحد بعد ان كان قبل العدوان على اليمن بـ210 ريالات للدولار.
هذا المخطط غير الأخلاقي الذي يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية كونه يستهدف القوت الأساسي لعيش 30 مليون يمني ويدفعهم نحو مجاعة شاملة وكارثة إنسانية غير مسبوقة مؤكدة الحدوث يعتمده التحالف السعودي اليوم كاستراتيجية أخيرة ووحيدة في يده لإركاع قيادة أنصار الله ودفعهم لتقديم تنازلات ميدانية باليمن لم يستطع أي التحالف تحقيقها عسكريا ،حيث من ضمن هذه التنازلات ملفات اسراتيجية بالغة الأهمية كملف ميناء الحديدة الذي يعد الملف الأكثر أهمية لدى هذا التحالف وبالأخص الأمريكان والكيان الإسرائيلي كونه سيحدد مصير الحرب العسكرية باليمن بالكامل ومآلاتها الجيوسياسية.
الشعب اليمني اليوم أصبح يعيش ضائقة معيشية وإنسانية وصلت مستوى الكارثة على كل المستويات وتعد هي الأسوأ بالعالم حسب تقارير الأمم المتحدة الأخيرة والحالية وكل هذا نتيجة إمعان التحالف السعودي الأمريكي في ارتكاب المجازر شبه اليومية وقصف المدنيين ومواصلة تشديد الحصار من جهة وتركيزه على سحق ما تبقى من مصادر اقتصادية واعاشية أساسية للمواطن اليمني الفقير بضرب العملة المحلية لزيادة أسعار المواد الغذائية الى مستويات جنونية تجعل من المواطن اليمني امام انهيار اقتصادي كامل وأمام مجاعة محققة .
مشاورات جنيف التي حضرتها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص الى اليمن مارتن غريفث من أجل عقدها خلال الـ6 من الشهر الجاري والتي كان من المفترض ان تبد قبل ثلاثة أيام لبحث سبل تحقيق السلام باليمن إلا أن التحالف السعودي اقدم على منع وصول الطائرة الأممية الى صنعاء لأخذ وفد أنصار الله الى مشاورات جنيف المرتقبة لليوم الثالث على التوالي ،مما حط كثير من التساؤلات التي بدت تخذ صعيدا استفهاميا حادا يتمحور حول ما قد يكون خلف هذه العرقلة المتعمدة من قبل التحالف السعودي هذه المرة خصوصا مع قيامه بشن حرب اقتصادية شاملة على الشعب اليمني وهل لها جانب استفادة جيوسياسية وتمرير مخططات جديدة في صعيد العدوان على اليمن?
بالنظر عن كثب وفي عمق الأحداث العسكرية والسياسية في تفاصيل الحرب باليمن سنجد أن التحالف السعودي وبعد اتضاح فشله الشامل في الحرب القائمة وفي جميع أصعدتها العسكرية، ذهب للحرب الاقتصادية كورقة واستراتيجية أخيرة لكن أن يقدم على أشلال مشاورات جنيف فان هذا يحدد لنا مجموعة من الاحتمالات منها ان هناك مشروعاً مخفياً جديداً للتحالف السعودي يتضمن إفشال مباحثات السلام في جنيف والثبات على موقف استمرار العدوان على اليمن ، كذلك هناك احتمال آخر يتمثل في ان هناك مخططاً كبيراً وخطيراً جدا بإشراف وهندسة أمريكية يجري العمل عليه حيث قد ظهر جليا بعض من تفاصيله منها.
زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية الوسطى جوزيف فوتيل الى عدن ولقائه قيادات مرتزقة هادي *المظاهرات المناهضة للتحالف السعودي الإماراتي في ظل صمت الأخير المريب والذي لايعكس سوى انه مسار يأتي ليدعم المخطط الأمريكي المحتمل بشكل أو بآخر لا نتوقعه- ذهاب هادي الى أمريكا في زيارة غير واضحة المعالم وفي ظرف طارئ مثير للاستغراب المؤكد بوجود أبعاد سياسية اكبر من مستوى شرعية هادي والتحالف السعودي.
في النهاية لا تزال هذه مجرد احتمالات وننتظر الأيام المقبلة المزيد من الوضوح وانكشاف الضبابية الدبلوماسية المستعرة تحت الطاولة.