أفق نيوز
الخبر بلا حدود

عودة الأمير أحمد بن عبدالعزيز إلى السعودية .. هل من دورٍ قادم له في إحداث انقلاب على “ولاية العهد”؟ ..تفاصيل

158

يمانيون – متابعات

تُشير المعلومات القادِمة من العربيّة السعوديّة، إلى وجود عاصفةٍ قويّةٍ تَضرِب في مضارب الحُكم السعوديّ، وعلى خلفيّة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وفي جريمةٍ يبدو أنه لم يتم الإعداد لها جيّداً، فكانت أكثر جرائم التاريخ سذاجةً وكشفاً، فالقاتل والمقتول معروفان، ولا خلاف عليهما، حتى بعد الاعتراف السعودي بالجريمة وتحميل 18 رجلاً أمنيّاً المسؤوليّة، والذي يبدو أنه لم يُقنع العالم، فالمُتّهم الكبير لا يزال حُرّاً طليقاً.

يعود إذاً الأمير أحمد بن عبدالعزيز، آخر أشقاء الملك سلمان، وآخر أبناء الملك عبدالعزيز إلى جانب الأمير مقرن، إلى العاصمة الرياض، ويبدو كما ذكرت صحيفة “الإندبندنت” أنه حصل على ضمانات من الملك سلمان بعدم التعرّض لحياته وبدعم أوروبي، وهو المُنتقد لسياسات الأمير محمد بن سلمان، وغير المُبايع له، بل والرافض لسياساته الحازمة في اليمن، فالرجل وأمام عدد من المُتظاهرين في لندن، حمل مسؤوليّة الحرب للملك وابنه، لكن تصريحاً مَنسوباً له، ونُشِر في وكالة “واس” السعوديّة للأنباء، كان قد أكّد أنّ تصريحه حول الحرب، فُهِم في غير السِّياق.

الأمير أحمد يبدو أنّه بدأ العمل على قَدَمٍ وساق، وبحسب معلومات الصحيفة البريطانيّة ذاتها ومصادرها، فقد التقى بعد وصوله الرياض الثلاثاء، ومُباشرةً الأربعاء، أخوته غير الأشقّاء، وهُما الأمير طلال، والأمير مقرن، وذلك في منزل العائلة، ويَتردَّد أن الأمير أحمد ينوي عقد لقاءات بطابع ملكي، ولن يكون الأمير محمد بن سلمان حاضِراً إليها.

مُؤشّراتٌ عَديدةٌ، تُشير إلى أنّ الأمير بن سلمان فقد الكثير من حُضوره المُؤثّر على الصَّعيدين المحلِّيّ والدوليّ، وأنّه بات يتراجع عن مواقفه الصارمة، فتارةً “يُغازل” اقتصاد قطر، وتارةً يُرسِل لها الوفود، أمّا عن حليفة قطر، تركيا، فلقد تراجعت أو اختفت سلسلة الهجمات الافتراضيّة على رئيسها رجب طيّب أردوغان، بل جرى وضع تسهيلات على تصدير المنتوجات التركيّة الزراعيّة من مكتب الأمير بن سلمان نفسه، وكل هذا أمَلاً في طَيّ صفحة خاشقجي، الذي كان تأثير اغتياله على عرش بن سلمان، أكبر من وقع كلمات مقاله وهو حيّ، مِثلما يُشير مُراقبون.

لطالما كان الأمير أحمد بن عبدالعزيز، آخر أبناء الملك المُؤسس، مُرشَّحاً ليكون الملك القادِم للبِلاد، فهو يُوصَف بأنّه مِن الأكثر حِكمةً، وقُدرَةً، بل وهَيبَةً كما تنقل عنه الأوساط السعوديّة، بل إنّه الوحيد وهذا يطرح علامات استفهام، الذي استطاع أن يُغادِر المملكة إلى لندن، ولم يُلقِ القبض عليه الأمير بن سلمان، ضمن حملاته المُتوالية، للتخلّص من المُنافسين الأقوياء، وها هو اليوم يعود الأمير أحمد، وسط تساؤلات مطروحة عن دوره القادم بعد عودته، وضمان سلامته، وتحت أنظار الأمير الشاب بن سلمان، الذي لم يترك حتى مجالاً للنقد الكلامي لسياساته لكائنٍ من كان.

ونقلت مصادر لوكالة الأنباء العالميّة “رويترز″، أنّ الأمير محمد بن سلمان كان في استقبال عمّه الأمير أحمد، وجرى الاستقبال وفق الوكالة بعيداً عن أعين الإعلام، بالرغم أنّ الأمير أحمد يُعارِض سياسات ابن أخيه علناً، وكان من المُقرّبين من الأمير محمد بن نايف، ورافِضاً لعزله من ولاية العهد، حيث جرى تعيين بن سلمان مكانه، بعد أن كان يشغل منصب وليّ وليّ العهد، الذي جرى استحداثه أيّام الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وكشفت معلومات أنّ عودة الأخير تأتي فِعلاً لإحداث زلزالٍ سياسيّ، قد يؤدي إلى “عزل” الأمير بن سلمان عن وِلاية العهد، وبمُساندة العائلة الحاكمة التي عادت لاجتماعاتها تحت عنوان “هيئة البيعة” بحسب ما نقل أحد الأُمراء المُعارضين، وهي الهيئة التي لم تجتمع منذ العام 2012، وتشكّلت بهدف الإعلان عن الخِلافة لولاية العرش.

وقد تُفضِي اجتماعاتها إلى إعلان الأمير أحمد وليّاً للعهد، لكن يبقى السؤال حول مدى الدعم التي تحظى به هذه الخطوة من الإدارة الأمريكيّة، ورئيسها دونالد ترامب، الذي تجمعه مع بن سلمان مصالح شخصيّة، ثم ماذا عن سطوة الأمير بن سلمان الأمنيّة، وماذا ستكون ردّة فعله على هكذا خطوة استفزازيّة، فالرجل وفي مؤتمر الاستثمار الأخير الذي عُقِد في عاصمة بلاده الرياض، لا يبدو أنّه يُفَكِّر بالاعتزال أو العَزل السياسيّ، فلقد وَعَدَ بمَملكةٍ مُختَلفةٍ، خِلال خمس سَنواتٍ قادِمَة.

كما ان معلومات أخرى تقول أنّ الأمير محمد بن سلمان، وافق على تقديم الضمانات بعدم التعرّض للأمير أحمد بن عبدالعزيز، وحرص على عودته إلى الرياض أمام العالم، بل وسَرَّب لوكالات الأنباء خبر استقباله له، وهي التفافةٌ مُتأخِّرةٌ منه وعودة إلى تقاليد العائلة التاريخيّة، التي عادةً تَترُك لكِبارِها التَّصرُّف في هكذا أزَمَات، على الأقل حتى طيّ صفحة اغتيال خاشقجي الدمويّة.

يُذكَر أنّ الأمير أحمد بن عبدالعزيز، هو من السُّلالةِ السديريّة، أي من أبناء زوجة الملك عبدالعزيز، الأميرة حصّة بنت أحمد السديري، وقد تولّى اثنان منهما حُكم السعوديّة، وهُما الملك فهد بن عبدالعزيز، والملك الحالي سلمان بن عبدالعزيز، وهي السُّلالة الأكثَر قُوّةً وتأثيراً داخل العائلة المالكة السعوديّة.

ولاحظ مُراقبون أنّ الأمير بن سلمان يَبْذُل جُهداً كبيراً للاستعانة بأُمراء من الأُسرة الحاكمة لدعمه في هذا الظرف الصعب الذي يَمُر به حاليّاً، فكان لافِتاً إرساله الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكّة إلى تركيا للتَّوصُّل إلى اتفاق تهدئة مع رئيسها رجب طيّب أردوغان، وأوفد الأمير تركي الفيصل، رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأسبق، الذي عمل معه الخاشقجي مُستشاراً عندما كان سفيراً في كُل من لندن وواشنطن، وأوفده إلى العاصمة الأمريكيّة في جولة “علاقات عامّة” بهدف استخدام نفوذه وشبكة معارفه لصالح الأمير بن سلمان، ومُواجَهة ما وصفه بالمُحاولات التي تُريد “شَيْطَنَة” المملكة.

عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز من لندن إلى الرياض، وهو الذي لم يُبايِع الأمير بن سلمان، ولم يَضَع صُورته في صالون منزله إلى جانِب الملك سلمان، والملك المُؤسِّس عبد العزيز، تُوحِي بتَطوُّراتٍ خَطيرةٍ في المملكة في الأسابيع المُقبِلة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com