الشيخ الحريزي لصحيفة لندنية: أنصار الله أفشلوا مخططات السعودية والأخيرة لجأت لتشكيل كيان البحر الأحمر ويجب رفضه
يمانيون – متابعات
نشرت صحيفة رأي اليوم اللندنية أمس الأحد حواراً صحفياً أجرته الصحفية اليمنية منى صفوان مع الشيخ علي سالم الحريزي أحد أبرز مشايخ محافظة المهرة وقائد الحراك الشعبي المناهض للاحتلال السعودي، تطرق خلاله للأطماع السعودية في المهرة واليمن عموماً وأشار إلى إسهام أنصار الله في التصدي لعدوانها ومنعها من تحقيق أهدافها في اليمن.
وفيما يلي نص الحوار:
-بداية لماذا تركز السعودية على محافظة المهرة -بوابة اليمن الشرقية – ماهي اهميتها بالنسبة للسعودية؟
السعودية تعي أهمية المهرة، بموقعها وثرواتها، وحتى تهديد المهرة للسعودية، حيث انها قادرة على إحباط كل مخططات السعودية ان لم تسيطر عليها، فحاليا السعودية في اضعف فترات حكمها، وهي تحاول منذ عقود ان تمد أنبوب نفط عبر اليمن، بشكل ينتقص من السيادة اليمنية، لكنها فعلت ذلك في الوقت الضائع، فلو كانت تحركت في بداية الحرب على اليمن، وقتما كان الرأي العام يؤيد تدخلها، لكان يمكنها تحقيق شيء، لكن الان بعد انكشاف أجندتها، وانها جاءت لاضعاف الدولة اليمنية ومؤسساتها واحتلال اليمن، فإن الأمر أكثر من مستحيل، الا أنها تتمسك بالبقاء في المهرة لاهميتها بالنسبة لها، ويمكن توقع انسحاب السعودية من كل مناطق اليمن الا المهرة لهذه الاسباب، أولا للسيطرة على اهم المنافذ البحرية والبرية، ولوجود مخزون هائل من النفط والغاز برا وبحرا، ولتمرير انبوبها النفطي، واخيرا لتهديد سلطنة عمان ومحاصرتها.
-لماذا تريد السعودية تهدد السلطنة؟
سلطنة عمان رفضت الاشتراك في الحرب على اليمن، وكذلك الكويت التي قدمت دعما لوجستيا باستحياء، ولهذا كانت خطة السعودية التضييق علي السلطنة والكويت بعد قطر، بسبب رفضهم للرضوخ للقرار السعودي،الذي يعمد لتأجيج الصراع في المنطقة واليمن.
الازمة بين السعودية وسلطنة عمان ودولة الكويت سببها الرغبة السعودية بالسيطرة على القرار الخليجي.
وسلطنة عمان لها سياسة حكيمة في المنطقة، واليمن، وهي تحتضن جميع الاطراف اليمنية دون استثناء ولديها علاقات اكثر من ممتازة مع أطراف الصراع في اليمن، حيث اصبحت هي الجامع والمؤثر والضامن، واخذت الدور الاهم الذي كانت تستأثر به السعودية، وتطمح له من خلال حرب اليمن.
وقرار مجلس التعاون أصبح سعوديا، فالسعودية تريد ان تدير كل دول مجلس التعاون، وكذلك تريد ان تدير اليمن، وبسبب عدم انخراط سلطنة عمان، فان هذا جعل السعودية تفكر بتهديد السلطنة من المهرة.
فعمان هي الهدف المقبل، ويريدون تهديد عمان من خلال السيطرة على منافذ المهرة .
لن نسمح ان يكون اليمن مركز تهديد لدول الجوار، واي تواجد سعودي في المهرة، على المدى البعيد هو تهديد لعمان وتهديد لليمن.
وعلى العالم ان يدرك ان السعودية لم تعد المرجع للقضية اليمنية بعد الحرب، ولا تصلح ان تتسيد القرار العربي والإقليمي، فهي غير مؤهلة لذلك. فهي لم تعد مركز القرار الاقليمي في المنطقة بعد ان فجرت الصراعات مع الجميع، واصبحت اجندتها مكشوفة.
هناك اتهام لكم ان كل هدفكم ان يكون للمهرة وسقطرى اقليم منفصل، خلافا لما ورد في وثيقة الإقاليم كمخرجات للحوار الوطني بضمها ضمن اقليم حضرموت ؟
أولا، انا لا اصدق ان قرار الاقاليم بأنه قرار يمني متفق عليه، فمؤتمر الحوار كانت هناك إشكالية كثيرة حوله، والسعودية اعتادت على الكذب على كل العالم.
ونحن نرفض هذه المخرجات، التي تقسم اليمن إلى أقاليم بحسب الرؤية السعودية، فقناعتي انه لابد لليمن ان يكون موحدا، وان يبقي اليمن دولة تسودها العدالة والقوانين الصارمة، التي تحمي موارد اليمن، وتحمي اليمن من نزعات الانفصال.
فاذا ضمن اليمنيون إقليم للمهرة وسقطري، كاقليم سابع، فان اليمن بذلك ضمن اقليم ضد نزعات الانفصال في الجنوب، وضد تواجد السعودية او اي قوى خارجية.
-كيف؟
لاننا في المهرة وحدويون، وضد الانفصال الذي تسعى اليه السعودية، حيث تريد فصل اقليم حضرموت المهرة مع شبوه والجوف .
لكن يمكن للمهرة افشال هذا المخطط لأننا ضد الانفصال، ولان لنا جار عماني مع وحدة اليمن.
فالاقاليم وفق وجهة النظر السعودية ضد وحدة اليمن، حيث تشجع على النزعات الانفصالية.
-هل يمكن ان تنفجر مواجهة مسلحة بينكم وبين السعودية في المهرة؟
لا نسعى لذلك، ولا نتوقع أن تفعلها السعودية، لان العالم كله سيكون ضدها، فهو يسعى لتهدئة ملف حرب اليمن، فما هو المبرر لها امام العالم لتحارب في أقصى شرق اليمن
وان حدث فان لدينا المقدرة على صد هجومها العسكري، كما ان عشرات الآلاف من المقاتلين اليمنيين ممن لهم ثارات مع السعودية شمالا وجنوبا، سيتوافدون الينا للدفاع عن المهرة، واننا خلال هذه الحرب، عرفنا كيف يمكن ان تهزم السعودية عسكريا.
-لماذا تحذر من إنشاء كيان البحر الاحمر الذي أعلنت عنه الرياض قبل أيام ؟
نعم احذر من إنشاء كيان البحر الاحمر، لانه يخلق مبررا جديدا للتواجد السعودي في مواقع اليمن الاستراتيجية على البحر الأحمر، وباب المندب، تحت دواعي مزيفة وهشة، بعد ان افشل الحوثيون مخططها وتصدوا لها بالقوة .
والسبب الحقيقي ان العالم بات يرفض وجودها في الحديدة، والساحل الغربي، بعد مقاومة اليمنيين لها، وبعد أن فشلت بالسيطرة على الساحل الغربي والموانئ التي سوف تسلم لادارة يمنية تحت إشراف الامم المتحدة.
ومن هنا خرجت السعودية بمبرر جديد، ولتعلن انها تحارب التواجد الإيراني المزعوم في البحر الاحمر، وتحمي الملاحة البحرية من الحوثيين، فقط لتعوض فشلها الذي ارادت تحقيقه من خلال الحرب.
لتبقى مطبقة على منافذ اليمن البحرية، مع ان الحماية هي امر يخص الامم المتحدة، والقوى والدول الكبرى، والدول المطلة، والسعودية نفسها تشكل خطرا جديدا في هذه المنطقة.
وفي هذا السياق، اشعر بالقلق من اي استهداف قد يهاجم الامم المتحدة في اليمن، تحت دعوى هجمات القاعدة وداعش.
ان وجود قاعدة عسكرية سعودية في جزيرة ميون، لهو امر بالغ الخطورة، فمن الذي أعطى السعودية هذه الصلاحية والشرعية للتواجد، بعد افراغ الجزيرة من سكانها، خاصة ان للجزيرة موقع إستراتيجي وعسكري مهم.
-هل إشراف الامم المتحدة يمكنه ان يوقف مخطط احتلال الجزر اليمنية من قبل السعودية ؟
ان هناك احتلال لجزر اليمن ومواقعها البحرية الهامة، وبعد مقاومة الحوثيين لها في الساحل الغربي وفشلها في السيطرة، تسعى للعودة من خلال إنشاء كيان البحر الاحمر، الذي أعلنت عنه بمشاركة دول القرن الأفريقي واليمن ومصر، ولا استبعد ان يكون لإسرائيل تواجد فيه.
لهذا ستعود من خلال بوابة الرعاية الدولية والأمم المتحدة، بعد التسوية السياسة في اليمن، ولهذا احذر من هذا الكيان.
فكيان البحر الاحمر يضيف وقت إضافي، ومبرر جديد للتواجد على الشريط الساحلي الغربي لليمن، تحت غطاء دولي، بعد رفض العالم التواجد المباشر بعد قدرة الحوثيين على افشال مخطط الاحتلال للساحل الغربي.
المبرر الجديد تحت كيان البحر الاحمر، لن يصمد، وهو يريد خلق فرصة للتواجد خلال ال20 سنة القادمة، ويمكن للسعودية في سبيل ذلك التنازل عن عدن والمكلا لتحاصر اليمن وتتواجد في الساحل الغربي وباب المندب.
على اليمنيين ان ينتبهوا لمثل هذه المخططات، وان يكونوا حذرين ويقضين.
-هل تتوقع ان تلتزم السعودية بوقف اطلاق النار في الحديدة والساحل الغربي ؟
نعم، سوف تلتزم، السعودية الان أضعف من اي وقت مضى، وهي تريد تخفيف الضغوط عليها، وهذا قد لا يعني إنهاء دعمها للمليشيات التي انشاتها في الجنوب، والتي ارادت بها احتلال الساحل الغربي، هي ستوقف ضربات الطيران، لكن قد تواصل الحرب بطريقة أخرى كما انها ستواصل محاولة السيطرة على المهرة، واعتقد ان السعودية مقبلة على تغيير كبير في داخلها.
-هل تتوقع تغير في نظام حكم ال سعود؟
اتوقع ان يحدث تغيير داخلي، حرب اليمن غيرت كل خطط السعودية، انها تتجه ان تؤمن اكثر بحقوق الإنسان وعدم التدخل بشؤون الدول، وعدم اختلاق الصراع، واحترام حقوق الجوار، اعتقد ان داخل نظام الحكم قد يحدث تغيير بطيء يحول السعودية الى مؤسسات حكم معاصرة، بضغط من الحلفاء الأمريكان، لان الرأي العام الأمريكي أصبح غاضبا من دعم نظام همجي متخلف غير معاصر لا يؤمن بحقوق الإنسان.