مشروع بريطانيا في طريقه إلى التصويت.. الفريق الأممي يصل إلى الحديدة السبت
يمانيون – تقارير
ينتظر أن يصل الفريق الأممي، الذي يرأسه الجنرال الهولندي باتريك كامييرت، السبت المقبل إلى مدينة الحديدة، حيث يفترض أن يبدأ مهمّته في مراقبة تنفيذ اتفاقات السويد. مهمة يُتوقع أن يصوّت مجلس الأمن في غضون ساعات على مشروع قرار داعم لها، في وقت تنتقل فيه عملية تبادل الأسرى والمعتقلين إلى مرحلة أكثر تقدماً، من شأنها تعزيز التفاؤل بمسار التهدئة.
لليوم الثاني على التوالي، خيّم الهدوء على محافظة الحديدة، على رغم وقوع خروقات محدودة في عدد من مديرياتها. هدوء عزّز دلالات استمراره انطلاق اجتماعات «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المعنية بتنفيذ اتفاق الحديدة، في خطوة تستبق وصول الفريق الأممي الذي سيرأس اللجنة هذا الأسبوع إلى اليمن. وفيما بدأت الخطوات العملية لتنفيذ أول تفاهمات السويد، المتمثل بصفقة تبادل الأسرى، أعلنت بريطانيا أن مشروعها المطروح على مجلس الأمن الدولي سيُصوَّت عليه خلال الساعات المقبلة، بما من شأنه تقوية المسار الذي أطلقته المشاورات الأخيرة.
وأفادت مصادر عسكرية من «أنصار الله»، «الأخبار»، بأن رئيس «لجنة التنسيق»، الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كامييرت، عقد، أمس، اجتماعاً عبر الإنترنت، مع ممثّلي كلّ من سلطات صنعاء والحكومة الموالية للرياض. ووصفت المصادر الاجتماع بـ«الناجح»، كاشفة أن رئيس اللجنة سيصل برفقة فريق مكوّن من عشرين عنصراً إلى صنعاء السبت المقبل، على أن يتوجّه إلى الحديدة في اليوم نفسه، لتبدأ في اليوم التالي، أي الأحد، الاجتماعات بين الطرفين برئاسته. وأشارت إلى أن اليوم الخميس سيشهد انطلاق الترتيبات اللوجستية لشروع الفريق الأممي في تنفيذ مهماته، المتمثلة بالإشراف على عمل «لجنة التنسيق»، ورفع تقارير أسبوعية عن مدى امتثال طرفيها للالتزامات المطلوبة منهما.
يتوقّع الصليب الأحمر أن تستغرق عملية تبادل الأسرى 10 أيام
وجاء التواصل الأول بين كامييرت وبين أعضاء اللجنة، في وقت حافظت فيه الهدنة في محافظة الحديدة، التي دخلت حيز التنفيذ ليل الاثنين ـــ الثلاثاء، على تماسكها، على رغم وقوع اختراقات إضافية. اختراقات حمّل المتحدث باسم الجيش واللجان الشعبية، يحيى سريع، «التحالف» المسؤولية عنها، لافتاً إلى أن «الطيران لا يزال يحلّق بكثافة في سماء الحديدة، فيما تستحدث الجرافات تحصينات ومتاريس وخنادق»، مشيراً كذلك إلى وقوع عمليات قصف عند أطراف المدينة وفي مديريتي الدريهمي والتحيتا. لكن سريع أكد، في الوقت نفسه، أن «قواتنا المسلّحة ملتزمة قرار وقف إطلاق النار، وتتحلّى بأعلى درجات ضبط النفس». وفي المقابل، اتهم مصدر في «التحالف»، «أنصار الله»، بـ«أنهم اختاروا أن يتجاهلوا الاتفاق»، معتبراً أنه «إذا استلزم دخول الأمم المتحدة إلى مسرح العمليات وقتاً طويلاً، فإنها ستفقد هذه الفرصة وسيفشل الاتفاق»، في ما بدا نوعاً من التهويل الذي لم ينسحب على أوساط المنظمة الدولية، التي شدد مصدر من داخلها على أن الهدنة «متماسكة»، معرباً عن «ثقتنا بنية الطرفين التزام وقف إطلاق النار والعمل على إعادة الانتشار».
هذه الثقة تجلّي اطمئناناً أممياً إلى أن الضغط الدولي المطلوب لتنفيذ تفاهمات استوكهولم لا يزال سارياً، وهو ما يُفترض أن يُترجم خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، مع تصويت مرتقب داخل مجلس الأمن على مشروع قرار بريطاني داعم لاتفاق الحديدة، وفقاً لما أعلنه وزير خارجية المملكة المتحدة جيريمي هانت، أمس. وقال هانت: «(إننا) سنطلب من مجلس الأمن التصويت على مشروع القرار» في غضون اليومين القادمين، داعياً جميع الأطراف إلى «التزام الشروط التي اتُّفق عليها الأسبوع الماضي». ويؤيد المشروع البريطاني هدنة الحديدة، التي وصفها هانت بأنها «هشة للغاية، ولكنها صامدة حتى الآن»، ويمنح الأمم المتحدة صلاحيات «مراقبة تطبيقها»، ويطالب أيضاً باتخاذ «خطوات عاجلة لتخفيف الأزمة الإنسانية».
وعلى خط موازٍ لتواصل خطوات تنفيذ اتفاق الحديدة، سُجّل تقدم إضافي على طريق إتمام صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين، مع إعلان اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن طرفي النزاع تبادلا قوائم تتضمّن أسماء 16 ألف شخص. خطوة يُفترض أن يعقبها قيام الطرفين بـ«التأكد من دقة القوائم»، بحسب ما أفاد به المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر، فابريزيو كاربوني. وأوضح كاربوني أن قائمة كل طرف تضمّ ثمانية آلاف اسم، من بينهم «معتقلون خارج اليمن، وبعض الأجانب المحتجزين في البلاد»، مبيّناً أن «البعض قد يكون مات أو فُقد، وقد تكون هناك أسماء مكرّرة». وتوقّع أن تستغرق عملية التبادل 10 أيام، منبهاً إلى أن «الأمر لن يكون خالياً من العراقيل»، مشدداً على ضرورة أن «يضمن التحالف سلامة المجال الجوي للطيران» من أجل تأمين العملية.
«التحالف» يستهدف مطار صنعاء
للمرة الأولى منذ اختتام مشاورات السويد، أغار طيران تحالف العدوان، أمس، على مطار صنعاء الدولي. وادعى «التحالف»، في بيان، «تدمير طائرة من دون طيار ومنصة إطلاقها في المطار»، متحدثاً عن «تدمير الطائرة في مرحلة الإعداد لإطلاقها، وتحييد هجوم إرهابي وشيك»، ومتهماً «أنصار الله» بـ«استخدام مطار صنعاء كثكنة عسكرية في مخالفة للقانون الدولي الإنساني». واستنكر المتحدث باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية، يحيى سريع، استهداف المطار «بحجج وذرائع واهية لا أساس لها من الصحة»، معتبراً أن «هذه الجريمة تعكس نيات العدوان الحقيقية في عرقلة جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لفتح مطار صنعاء». ودعا سريع، المنظمة الدولية، إلى «تحمّل مسؤوليتها في إيقاف العدوان وإنهاء معاناة اليمنيين».
*جريدة الأخبار اللبانية