ابتكارات واختراعات يمانية في مواجهة آلة العدوان!!
لم تثن الحرب على اليمن شبابه عن الإبداع والابتكار والنهوض من بين أنقاض الدمار الذي سببه العدوان للمضي قدما في رسم معالم المستقبل والتأكيد على أن أبناء اليمن قادرون على التغلب على الصعاب والتفوق في مختلف المجالات.
فقد احتضنت العاصمة صنعاء مؤخراً المعرض اليمني الثالث للاختراعات الذي تضمن مجموعة من الابتكارات والمشاريع الإبداعية لعشرات المخترعين اليمنيين في مختلف مجالات العلوم الطبية والتقنية والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاتصالات والذين تمكنوا من إنجازها بإمكانات بسيطة، تعبر عن أصالة وقدرة الإنسان اليمني على مواجهة آلة الحرب بالإبداع والتطوير والابتكار.
وتضمنت الاختراعات في المعرض مشاريع “خدمة العملاء الالكتروني وتشغيل سيارة باستخدام الماء عن طريق توليد الهيدروجين وسيارة كاشفة الألغام وربوت إطفاء الحرائق عن بعد، ونظام حماية الخزائن، والبيت الذكي والتحكم به عن طريق الصوت باللغة العربية، وربوت كاشف ونازع الألغام، وعصا المكفوفين.
كما شمل معرض الاختراعات نماذج من الابتكارات في مجال هندسة التكييف والتبريد والتكنولوجيا الهندسية في العمارة الداخلية والديكور وتصميم المجسمات والعلوم التطبيقية في الجرافيكس والوسائل الإعلامية وتقنية المعلومات والاتصالات ونظم المعلومات والكهروميكانيك.
وتضمنت المشاريع أيضاً ابتكارات في مجال هندسة المعدات الطبية من بينها جهاز الغسيل الكلوي المنزلي، وجهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم ونبضات القلب وقياس المدة، وجهاز قياس السكر بدون وخز، والسرير الطبي الذكي، وجهاز التعقيم ثلاثي الوظائف، والمعقمة الذكية، وجهاز كاشف وحاقن للوريد، وجهاز توليد الأكسجين من الهواء الجوي، لطلاب وطالبات كلية المجتمع صنعاء.
ومن بين هؤلاء برزت شابة ابتكرت جهازاً منزلياً عالي الدقة للغسيل الكلوي لتخفيف معاناة مرضى الفشل الكلوي الذين يصل عددهم إلى أكثر من ثمانية آلاف مريض في عموم المحافظات.
وبجهودها الذاتية استطاعت المهندسة ريهام المختاري إحدى خريجات قسم هندسة المعدات الطبية في كلية المجتمع صنعاء، وضع اسمها في قائمة الابتكارات التي ستخدم البشرية من خلال اختراعها المتمثل في جهاز الغسيل الكلوي المنزلي على هيئة سترة طبية يرتديها المريض وتمكنه من إجراء جلسة الغسيل في منزله أو أي مكان آخر بأقل التكاليف وبأمانٍ عال.
وقالت المهندسة المختاري الحائزة على المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية التي تبنتها وزارة الصناعة والتجارة خلال شهر رمضان الماضي إن ابتكارها عبارة عن جهاز طبي يساعد مرضى الفشل الكلوي في عملية الغسيل بالمنزل بإشراف أخصائي كلى.
وأوضحت أن الجهاز الذي أطلقت عليه(Reham Hemodialysis ) جاء على هيئة سترة تتمتع بنسبة عالية من الأمان والتعقيم وتتميز بسهولة استخدامها في المنزل أو أي مكان آخر ما يوفر الراحة للمريض والمحيطين به، فضلاً عن تكلفتها الزهيدة واحتوائها على جهاز وزن الحساس الذي يمكن المريض من قياس نسبة السموم في جسمه قبل وبعد الغسيل.
وذكرت المهندسة المختاري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الجهاز لايحتاج إلى محطة مياه، ويسهم في تقليل معدل الإصابة أثناء الجلسات لأنه مصمم للاستخدام الشخصي، كما يسهم في الحد من الازدحام أمام مراكز غسيل الكلى والانتظار لأوقات طويلة للحصول على جلسة الغسيل، ما يتسبب غالباً في مضاعفات خطيرة على المرضى.
وأكدت أن الفكرة بدأت خلال زيارتها لمركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى الثورة بصنعاء أثناء دراستها في تخصص هندسة المعداتْ الطبية بكلية المجتمع، ومشاهدتها للمعاناة الكبيرة للمرضى وتكبد كثيرين منهم مشاق السفر والتنقل من محافظة إلى أخرى للحصول على جلسات الغسيل في ظل توقف الكثير من المراكز عن العمل بسبب العدوان ونقص مستلزمات الغسيل.
وأشارت إلى أن حديثها الدائم مع المرضى ساعدها في ابتكار جهاز لتخفيف معاناتهم وإنقاذهم من كابوس التنقل والانتظار الطويل والمضاعفات الخطيرة التي قد تصل إلى الوفاة.
وأضافت “بدأتُ فعلا أفكر في صنع جهاز محمول للغسيل الكلوي، يحتوي على نسبة عالية من الأمان والتعقيم، وحساس الوزن، وغيرها من المميزات التي تحد من معاناة المرضى وخاصة في المناطق البعيدة والنائية”.
وأفادت بأن هذا الجهاز كان مشروع تخرجها من قسم المعدات الطبية الذي يتطلب صناعة جهاز طبي.
ووفقاً للمختصين فإن هذه الابتكارات التي تحمل الكثير من الدلالات لمستقبل الاختراعات في اليمن وبناء نهضته واقتصاده، بحاجة إلى الأخذ بأيدي صناعها ومساعدتهم لتطويرها وإنتاجها وتسويقها.