أفق نيوز
الخبر بلا حدود

قبول سعودي “خجول” بمبادرة السلام اليمنية

471

أفق نيوز – تقارير / 

على إيقاع التوتر في المنطقة، اختار الحوثي التهدئة. وبعيداً عن تغريدات القوى الإقليمية التي تتهمه بالتبعية لإيران؛ ألقى منفرداً بالكرة في ملعب السعودية، بمبادرة من طرف واحد تضمنت وقف هجماته عليها، مقابل وقف ما وصفه مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين، بـ”العدوان والحصار”.
 
اختياره هذا التوقيت يشير إلى رسائل عدة. دولياً، يحاول الحوثي التأكيد على استقلالية قراره، في ظل التصعيد الأمريكي في #الخليج، على أمل الابتعاد عن صراع أقطاب النفوذ في المنطقة، وقد نجح فعلياً في تسويق ما يسميها بـ”القضية اليمنية”، بتحركات دبلوماسية غرباً، سواء في الاتحاد الاوروبي أو روسيا، وحتى الولايات المتحدة، التي تحاول تسويقه كفزاعة “إيرانية” في سياق ابتزازها لدول الخليج، أعلن رئيسها نيته التفاوض مع الحوثيين، في وقت أكد رئيس أركان قواتهم المشتركة، دانفورد، ما ذكرته #البنتاغون، في تقرير سابق عن #قوة_الحوثيين، باستحالة الحسم عسكرياً في اليمن، بتبريره فشل الباتريوت في اعتراض طائراتهم المسيرة.
 
على الصعيد الإقليمي يحاول الحوثيون خلط أوراق التحالف، فتوقيت إعلان المبادرة يشير إلى مسارين؛ أولهما أن المبادرة، التي تأتي في ظل صدمة سعودية من الهجوم الأخير، جاءت من مصدر قوة، لاسيما بعد تلويح قائد الحوثيين، عبدالملك، من أن الهجمات المقبلة ستكون أكثر إيلاماً وفي عمق #دول_التحالف، ناهيك عن التهديد الذي أطلقه محمد علي الحوثي، #رئيس_اللجنة_الثورية_العليا، من مغبة تجاهل المبادرة، وتحذير ناطق الجماعة، محمد عبدالسلام، من أن الهجمات المقبلة لن تقتصر على السعودية فقط؛ بل قد تشمل الإمارات أيضاً. وهي بكل تأكيد ستُنفذ، نظراً لما اقترن به خطاب الحوثي سابقاً بعمليات جماعته.
 
ثانياً، يستبق الحوثيون التحركات الدولية لإبرام اتفاق سلام بالمبادرة، وقد نالت الأخيرة ترحيب المبعوث الأممي، كمقدمة لمباركة دولية، لاسيما وأن من شأنها كسر الجمود السياسي في الملف اليمني، في حال نفذت.
 
وهذه المبادرة بالأساس امتداد لمبادرات سابقة تقدم بها الحوثيون، وامتثل التحالف في نهاية المطاف لبنودها، وأولها اتفاق الحديدة وإعادة الانتشار.
 
قد تقامر السعودية كعادتها ولن تعلن قبولها بالمبادرة كما اشترط الحوثيون، وربما تصعد هجماتها كما حدث خلال الساعات الماضية بغارات على صعده وعمران والحديدة، لكن ذلك لا يعني بأنها لا تريد المبادرة للخروج من المستنقع.
 
تتلهف الرياض لهذه المبادرة بقوة. يؤكد ذلك نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان والذي اعقب اعلان المبادرة بتغريده يغازل فيها الحوثيون بتسويق المملكة بمهاجمة إيران ناهيك عن تصريح وزير الدولة للشئون الخارجية عادل الجبير عن تطلعهم للمبادرة التي وصفها بـأنها “اختبار لنوايا الحوثيون”.
 
مع أن المبادرة كانت موجهه للخارج، لم ينسى الحوثيون انصارهم في الداخل، فاختيارهم عشية الاحتفال بثورة 21 سبتمبر لإعلانها يشير إلى مساعيهم طمأنة الداخل بأنهم لن يفرطوا في اهداف ثورتهم وأن عليهم اليقظة التامة خصوصا وأن الجماعة سبق وأن عرضت العديد من الاتفاقيات من عمران حتى السلم والشراكة في صنعاء.
 
بين سلام المشاط وتهديد محمد علي، وتشديد عبدالملك؛ يؤكد الحوثيون تناغم مواقف قياداتهم السياسية والعسكرية، عكس التحالف الذي بدا تائهاً بين انسحاب الإمارات وتصعيد السعودية عسكرياً، مع أنهما جميعاً يبحثان عن مخرج سياسي للحرب، التي باتت تلتهم المنطقة بأسرها، آخذة الجميع إلى جحيم قد لا تُطفأ ألسنته قريباً، إذا ما اشتعلت في المنطقة.

وكالة عدن الاخبارية

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com