ماذا لو هطلت آلاف الصواريخ على “اسرائيل”!!
في محاولة لتقييم نتائج العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة خرجت الصحافة الاسرائيلية بمحصلة أصبحت موضع اهتمام من قبل المراقبين السياسيين.
الصحافة الاسرائيلية تابعت موضوع العدوان على غزة بمقالاتها وتقاريرها وكشفت تحليلاتها عن إخفاقات عديدة واجهت جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإشكاليات وقع فيها الكيان الإسرائيلي خلال يومين من العدوان على غزة.
فقد كشف المحلل السياسي في القناة الـ 12 الاسرائيلية “أمنون أبروموفيتش” عن مدى استغرابه بقدرة الجهاد لااسلامي، باحداث شلل في الكيان الاسرائيلي قائلا: أن “ما حصل من تسبب حركة الجهاد الإسلامي، التنظيم الفلسطيني الصغير (حسب تعبيره)، بإحداث شلل في الدولة كلها يعطينا إشارة عن تصور ما قد يحصل في حال انضمت حماس وحزب الله وايران لهذا القتال، ماذا سيحصل آنذاك، حينها سوف يتطلب الأمر تشكيل لجنة تحقيق رسمية”.
وحاول المحلل السياسي الاسرائيلي ان يطلق العنان لمخيلته ويتساءل ماذا سيحصل للكيان الاسرائيلي فيما لو شاركت بقية الفصائل الفلسطينية وكذا اللبنانية وقوى المقاومة الاخرى في الرد على العدوان الاسرائيلي وقال في مقالة له بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “إسرائيل حينها لن تحصي مئات القذائف الصاروخية ذات الرؤوس المتفجرة المتواضعة، بل مائة ألف صاروخ وزيادة، وذات رؤوس متفجرة ضخمة، بعشرات أضعاف ما شهدته في المواجهة الأخيرة، مما سيتطلب الوضع آنذاك إقامة لجنة تحقيق رسمية في إسرائيل”.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي الاسرائيلي الى وجود نوع من التفرد في اتخاذ القرار في الحكومة الاسرائيلية وغياب التنسيق بين اصحاب القرار وقال: أن “ما حصل سببه غياب التنسيق بين الأداء السياسي من جهة، وغياب الأمن من جهة أخرى، والحاجة إلى معرفة أضرار هذه الثغرات الخطيرة، صحيح أن أعداء “إسرائيل” لم يستطيعوا إخضاع الجيش الإسرائيلي كليا، لكنهم يشعرون بالفرح اليوم، وهم يرون الدولة كاملة في حالة شلل وتعطيل.
المحلل الاسرائيلي يشير الى حالة خطرة واجهتها الحكومة الاسرائيلية وهي انكشاف نقاط ضعف الكيان في حال وقوع مناوشات عسكرية على هذا المستوى من التصعيد بين غزة وحكومة الاحتلال وحالة الشلل التي اصيب الاحتلال نتيجة العمليات العسكرية.
محللون آخرون اعترضوا على طريقة تعامل حكومة نتنياهو مع القضية وقال غلعاد شارون، “كيف تسمح لإسرائيل أن تصاب بحالة شلل كاملة، ومؤتمرات صحفية، وتبريرات إسرائيلية، عقب الاغتيال الأخير (اغتيال القيادي في سرايا القدس الشهيد بهاء ابو العطا)، وما أعقبه من تصعيد عسكري في غزة”.
وفي مقالة كتبها في صحيفة “يديعوت احرونوت” تحت عنوان “فشلنا في غزة”، اضاف أن “ما بدا لافتا وغريبا خلال هذه الجولة أن الفلسطينيين في غزة نجحوا في أن يجعلونا نعتاد على أن تتلقى المستوطنات في غلاف غزة الضربات المتتالية، وأن تعطل نصف الدولة، وكل ذلك بسبب غياب الردع والفشل الذي نعيشه اليوم”.
واعتبر غلعاد شارون أن كل مايواجهه الكيان من فشل هو بسبب “السياسة الضعيفة التي تتبعها إسرائيل أمام الفلسطينيين في غزة، ونتيجة طبيعية للسياسة السائدة القائلة بأن حماس تحتجز مليوني إنسان في غزة، لأن الحقيقة أن هؤلاء المليونين انتخبوا حماس، وأصبح لديها سلطة شرعية، والغزيون لا يكرهون حماس، بل يكرهون “إسرائيل”، ويريدون القضاء عليها”.
فالكاتب الاسرائيلي لايتحدث عن فشل عسكري فقط بل يتحدث عن فشل سياسي وعن عدم مقبولية في الشارع الفلسطيني للواقع الاحتلالي الموجود ومن ضمن ذلك المستوطنات.
وختم بالقول أن “الفلسطينيين في القطاع لا يعترفون بالحدود التي خرجنا منها بعد الانسحاب من هناك، هم يرون أن مدن أسدود وعسقلان ويافا وحيفا لهم، مما يتطلب الإعلان عن غزة، كل غزة، كيانا معاديا بالكامل، ويجب محاربتها كلها، مع العلم أننا لو بقينا في غزة حتى اليوم، ولم ننسحب منها، فإننا فضلا عن تلقينا للضربات الصاروخية، فإننا سنكون مشغولين بإخراج جثث المستوطنين والجنود من هناك”.