أطباء وأكاديميون يحذرون من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية!
حذر المشاركون في المؤتمر العلمي الأول للمضادات الحيوية و الاستخدام الرشيد ٢٠١٩م من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية وآثارها السلبية على صحة الفرد والمجتمع .
وأكد المشاركون في المؤتمر العلمي الأول للمضادات الحيوية والاستخدام الرشيد وتدشين التوأمة بين كليتي الصيدلة بجامعتي صنعاء و21 سبتمبر والذي نظمته اليوم بصنعاء كلية الصيدلة بجامعة صنعاء بالتعاون مع الهيئة العليا للأدوية والاتحاد اليمني لمنتجي الأدوية، أهمية دعم الأبحاث العلمية التي تخدم المجتمع في مجال الرعاية الصحية وتفعيل دور الجامعات في إقامة الفعاليات التوعوية في التثقيف الدوائي بشكل مستمر .
وطالبت التوصيات، الجهات المعنية بالتعليم العالي والجامعات اليمنية بضرورة إضافة مفردات الوقاية من مقاومة مضادات الحيوية في المقررات الدراسية بكليات الصيدلة و الكليات الطبية والصحية والطب البيطري بالجامعات اليمنية و الحرص على تطبيق المعايير الأكاديمية وفقا للتخصص في كليات الصيدلة وكليات الطب للمساهمة في رفد سوق العمل بمخرجات ذات كفاءة عالية.
ودعا المشاركون إلى إبلاغ مركز الترصد بعدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية وتعريفهم بمعلومات المضادات الحيوية من حيث خواص وتصنيف الدواء وقياس مدى فعالية الدواء داخل الجسم ومتابعة الابحاث وكل المعلومات عن الوقاية من مقاومة المضادات الحيوية.
وشددت التوصيات على أهمية التحليل الصيدلاني الدوري للمضادات الحيوية من المواد الخام و أثناء التصنيع والتوزيع والتسويق والتخزين في المستشفيات والصيدليات لضمان استقرارها خلال فترة الصلاحية لضمان الفعالية اثناء الاستخدام وحث الصيدليات والتسويق الدوائي بعدم التعامل مع أي أدوية غير رسمية أو مهربة او مجهولة المصدر.
وطالبت الأطباء والمهنيين والعاملين في فريق الرعاية الصحية بعدم وصف المضادات الحيوية الا وفقا لخطة علمية تأخذ في الاعتبار الفعالية واختيار المضاد الحيوي المناسب بدقة وكذا عدم وصفها في حالات العدوى الفيروسية التي لا تستجيب للمضادات الحيوية وتوعية المرضى بمعلومات الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية.
كما دعت التوصيات المرضى إلى عدم استخدام وتناول المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية والالتزام بتعليمات الصيدلي و الطبيب عند تناول المضادات الحيوية وعدم استخدامها بشكل عشوائي او استخدام مضادات حيوية موصوفة لشخص اخر، وإبلاغ اقرب مركز صحي عن حدوث اعراض او مضاعفات ناجمة عن سوء استخدام المضادات الحيوية.
ودعت التوصيات، منظمة الصحة العالمية بخطة عمل تشمل جميع المؤسسات الصحية و كليات الصيدلة وكليات الطب تضمن الوقاية من الأمراض المعدية وعلاجها بأدوية مأمونة وناجعة وانشاء مركز معلوماتي اخصائي بالتعاون مع المنظمة العالمية، وتفعيل دور الإعلام للتوعية الدورية عن الوقاية من مقاومة المضادات الحيوية وتخصيص برنامج اسبوعيا للتثقيف الدوائي في القنوات الفضائية.
وفي الافتتاح اشار نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين إلى مخاطر تعاطي المضادات الحيوية من دون وصفات طبية أو الأفراط في تعاطيها.
وأكد أن جامعة صنعاء سباقة في الأبحاث والدراسات العلمية في هذا المساق.. معرباً عن امله عن تمكن المؤتمر من مخرجات تعزز دور وزارة الصحة والجهات المعنية في التوعية الطبية في هذا المجال.
بدوره اعتبر رئيس الجامعة الدكتور القاسم عباس أهمية المؤتمر في اهتمامه بالبحث العلمي وتفعيل دوره في النهوض بالقطاع الطبي ومتطلباته من البحوث والدراسات العلمية.
وذكر أن قوة جامعة صنعاء والجامعات اليمنية تكمن في البحث العلمي وبرامج الماجستير والدكتوراه .. مبينا أن التوأمة بين كليتي الصيدلة مع جامعة 21 سبتمبر تشمل جميع التخصصات وهيئات التدريس.. مؤكدا أن بنى وإمكانيات جامعة صنعاء متاحة لتلبية احتياجات كلية صيدلة 21 سبتمبر.
فيما نبه رئيس جامعة 21 سبتمبر للعلوم الطبية والتطبيقية الدكتور مجاهد معصار من مخاطر الاستخدام العشوائي والمفرط للمضادات الحيوية ، داعياً الاطباء الى الالتزام بالدقة عند وصف المضادات الحيوية للمرضى وفق الحاجات والفعالية المطلوبة، والتأكيد على فهم الطلاب للاستخدام الطبي للمضادات وفق معايير تضمن فاعليته وتأثيره.
بدورهما ذكر وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي الدكتور علي جحاف ورئيس المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي الدكتور يوسف الحاضري، أن ثورة 21 سبتمبر تقدس العلم ما يحتم الانطلاق من هذا الاطار في مثل هذه المؤتمرات والفعاليات.
ودلل جحاف والحاضري على اهتمام الثورة بالعلم في هذا المنحى، بالتصنيع الحربي وارتكازه عليه في اطار أخلاقي .. ولفتا إلى افتقار الرأسمالية الغربية للجانب الأخلاقي واتصافها بالإنسانية والوحشية وضرورة إعادة صياغة التقدم العلمي في اطار الأخلاق الإسلامية الشاملة.
في حين أوضح عميد كلية الصيدلة بجامعة صنعاء الدكتور محمد عباس أن المؤتمر يأتي انطلاقا من الرؤية المشتركة بين كلية الصيدلة والهيئة العليا للأدوية والاتحاد اليمني لمنتجي الأدوية لتعزيز الامن الدوائي باليمن وتحقيق خطوات عملية في تنفيذ اهداف الرؤية الوطنية وخاصة فيما يتعلق ببرنامج التدريب التطبيقي العملي في مصانع الأدوية .
وأشار إلى انه تم اعتماد الخطة الدراسية المطورة والمحدثة لكلية الصيدلة وتطبيقيها لجميع المستويات الدراسية من مجالس الأقسام واللجنة الاكاديمية ومجلس الكلية والمجلس الاكاديمي بالجامعة وكذا تدشين اعمال التوأمة بين كليتي الصيدلة بجامعتي صنعاء و و21 سبتمبر في مجال تبادل الخبرات والمعارف والتجارب والكادر الاكاديمي.
وتطرق إلى الشراكة الحقيقية بين الجامعات الحكومية والأهلية اثمرت عن الحصول على إذاعة العطاء التعليمية للتثقيف الدوائي والأبحاث العلمية بكلية الصيدلة بجامعة صنعاء والمقدمة من جامعة العطاء للعلوم والتكنولوجيا.
من جهته أشار رئيس الهيئة العليا للأدوية الدكتور محمد المداني ورئيس اتحاد منتجي الأدوية الدكتور عبد الحكيم شوكت إلى أهمية التشجيع على اتباع افضل الممارسات في مابين الجمهور والعاملين في المجال الصحي ودعم الجهود المبذولة في مكافحة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية من خلال تحسين وصف المضادات واستخدامها الرشيد بحسب الحاجة.
وناقش المؤتمر عدد من الاوراق العلمية في جلسات نقاش ادارها رئيس وحدة الجودة بكلية الصيدلة بجامعة صنعاء الدكتور محمود البريهي تطرقت إلى مقاومة المضادات الحيوية وكيفية مكافحتها والية ترشيد استخدام المضادات الحيوية .
حضر المؤتمر نائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي، ووكيل وزارة التعليم العالي الدكتور غالب القانس ونواب رئيس الجامعة لشئون الطالب الدكتور محمد شكري ولشئون الدراسات العليا الدكتورة نجيبة مطهر ، ورؤساء وعمداء بعض الجامعات والكليات الأهلية وعدد من المسئولين من الجهات المعنية .