أول الغيث صاروخ
لا تحتاج للكثير من الذكاء لتقوم بتحليل عملية صاروخية، من نوع الصاروخ يمكنك أن تخمن نوع الكارثة التي سببها الصاروخ لدول العدوان المحبطة، هذه المرة صاروخ بدر الذكي الأول هو من نال شرف المبادرة ليعلن انتهاء مبكراً لفصل الهدنة البارد في جبهات الحدود، توقيته يعني أن الجيش واللجان الشعبية قرروا أن يشعلوا الجبهات في الشتاء طالما والعدو مستمر في غطرسته، ليست هناك متعة كهذه حين يحاول شخص متغطرس أن يثبت قوته فتسدد له ضربة فجأة وتسقطه أرضا..
أما عن اختيار صاروخ بدر فتأكد أن هناك صيداً دسماً ربما كان في اجتماع مفاجئ، فنحن قد عرفنا خلال سنوات العدوان أن صاروخ بركان يستهدف المواقع الدسمة والبعيدة، بينما الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى كقاصم تستهدف معسكرات الأعداء وتجمعاتهم، بينما يتم استخدام بدر كسلاح دقيق لتنفيذ عمليات قنص صاروخية لأهداف لوجستية هامة، وهو ما تم بالتأكيد..
لقد اعتدنا أيضا من قوى العدوان أنها بعد تنفيذ عملية بواسطة صاروخ بدر تنتظر لأيام حتى لا تظهر نتائج العملية، ولكنها تقوم مضطرة لا مختارة بإجراء معين بعد فترة، مثلا هم يعلنون أن القائد الفلاني مات بسبب جلطة أو وعكة صحية ألمت به كما حدث مع مقتل قائد قواتهم الجوية في سني العدوان الأولى، أو أن يقوموا بإجراءات أخرى قد تكون شراء منظومات دفاعية جديدة او تغيير هيكلي في الجبهة التي استهدفها الصاروخ، وغالبا ما تكون هناك إجراءات قاسية للتحقيق والبحث بين المرتزقة لمعرفة الشخص الذي نقل أخبار تحركاتهم واجتماعاتهم للجيش واللجان الشعبية، وطبعا من المخزي أن نتحدث كيف تتم التحقيقات مع المرتزقة الذين يقاسون أصناف الذل والهوان على يد من يخدمونهم لاحتلال بلدهم، وأقل ما يقال عنها إنها تفقدهم رجولتهم لو كانوا رجالا أصلا.
الصاروخ مهم فلا تقللوا من اهميته، فالبعض يظن أنه كان حرياً بنا أن نطلق صاروخاً أكبر من نوع بركان مثلا، والبعض الآخر كان يتمنى أن نطلق عدة صواريخ دفعة واحدة، أما بالنسبة للقيادة فإن المهم هو التوقيت والهدف، ولكي نستوعب الأمر فلنسأل مثلا كم يبلغ ثمن طلقة المسدس؟ ستقول لي إنها لا تتجاوز الدولارين، هذا خطأ فادح، ثمن الرصاصة يساوي ثمن الرأس الذي تستقر فيه؛ فقد تطلق رصاصة لتقتل سحلية، كما أنك يمكن أن تطلق ذات الرصاصة لتقتل بها رئيساً أو قائداً عسكرياً، هنا اختلف ثمن الرصاصة بحجم الهدف الذي أسقطته، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى..
التوقيت الذي أطلق فيه الصاروخ مهم جدا كونه أدى لإسقاط خطة زحف للأعداء، والأهم أنه جاء بعد فترة هدوء في جبهات الحدود بغية إعطاء العدو فرصة ليكف عدوانه ويحفظ ماء وجهه الذي أريق بعد عملية “نصر من الله الكبرى”.. قد يكون الصاروخ إنذاراً لقوى العدوان بأننا موجودون حتى لا يتمادى، وهذا ما اكده المؤتمر الصحفي الذي عقده ناطق الجيش أمس الأول والذي أكد فيه وجود تسعة أهداف دسمة جاهزة للنسف في دويلتي السعودية والإمارات، وهي رسالة لدول العدوان التي غالبا لن تفهمها كالعادة لأنها مازالت حبيسة كبريائها الأحمق والذي اعتاد دوما التقليل من شأن قوة اليمنيين الفقراء، ولم تتعلم دول العدوان الدرس بعد.
أنا من الناس الذين فرحوا كثيرا بخبر إطلاق صارخ بدر بي 1 على موقع معاد في نجران، ولا اتوقع أن تظهر نتائج هذه الصاروخ على المدى القريب، فقط أدرك أنه علي أن ألاحظ التغييرات التي ستحدث بعد فترة سواء كانت في ملف المفاوضات إذا اختارت دول العدوان صوت العقل والمنطق، أو المزيد من عمليات التنكيل إذا وقع اختيارها – كالعادة – على الاستمرار في التغطرس أكثر والإيغال في الدم اليمني أكثر.. ثقتنا في الله وفي المجاهدين الأحرار يفوق أي تصور، والغد القريب سيحمل المزيد من المفاجآت السعيدة لشعبنا الصامد بإذن الله..