مواصفات مدهشة لمنظومات الدفاع الجوي المطورة محليا
جرى تطويرها بخبرات يمنية لتردع مختلف أنواع طائرات العدوان
أفق نيوز | الثورة | إبراهيم يحيى
نجاحات باهرة وانجازات خارقة، تعكس قدرات فذة وطموحات رحبة.. ذلك ما تجسده مواصفات منظومات الدفاع الجوي الأربع المطورة محليا، والتي أزاح الستار عنها رسميا، أمس الأحد، القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، ومعه عضو المجلس محمد علي الحوثي، ورئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي، ورئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبد العزيز بن حبتور، وعدد من الوزراء.
“فاطر1″ و”ثاقب1″ و”ثاقب2″ و”ثاقب3” .. أربع منظومات دفاع جوي، جرى تطويرها محليا تحت ضغط ظروف العدوان والحصار المطبق على البلاد برا وبحرا وجوا، لتجسد صلابة الإرادة اليمنية وقهرها المستحيل، وتمثل بواكير الجهود الحثيثة لامتلاك قوة دفاعية جوية في معركة التحرر ومواجهة التفوق العسكري الجوي لتحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي.
استطاعت المنظومات الدفاعية الجوية الأربع، كبح استباحة طيران العدوان للأجواء اليمنية وردع ما يزيد عن 280 طائرة عسكرية متنوعة حشدها تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي من دوله السبع عشرة، وتحقيق انجازات فارقة في معركة الجو، أجبرت تحالف العدوان على إعادة حساباته والحد من عدد غاراته الجوية واتخاذ إجراءات احترازية عدة، بينها التحليق على علو شاهق جدا.
ترجمة للوعد
إنجاز نوعي، أكد القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط أنه «جاء ترجمة لوعد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في تعزيز وتطوير القدرات الدفاعية وتأكيداً بأن العام 2020م سيكون عاماً للدفاع الجوي». مضيفا: «وجدنا ما يبعث على الفخر والاعتزاز في هذا المعرض وترسخت لدينا حقيقة أن طموح اليمنيين يناطح السحاب».
وكان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أعلن في 25 مارس 2019 ضمن خطابه بمناسبة إنهاء عام الصمود الرابع بوجه العدوان، أن «العام الخامس هو عام تطوير القدرات العسكرية وفق الرؤية الوطنية التي تبنى على أساس هوية شعبنا الإيمانية والاستفادة من التقنيات العصرية». مضيفا: «سيندم أعداؤنا لأنهم سيدركون أن بلدنا أصبح منتجاً للقدرات العسكرية ليتبوأ مكاناً مهماً على مستوى التصنيع العسكري. نمتلك تقنيات مهمة على مستوى التصنيع العسكري لا تمتلكها السعودية والإمارات».
السيد القائد جدد في 22 إبريل 2019م، وعده في أول مقابلة تلفزيونية معه، قائلا: «نسعى لتوفير المزيد من التطوير للقدرة الإنتاجية في مختلف الوحدات العسكرية. هناك سعي حثيث لدى الخبراء العسكريين في اكتساب الخبرة والمعرفة في مجال التقنيات العسكرية رغم الحصار والوضع الاقتصادي الصعب». مضيفا:» شعبنا جدير بأن يكون منتجاً ومبتكراً، والإنسان اليمني تواق للمعرفة والإنتاج والابتكار. الشعب عاش ظروفاً صعبة بشكل مستمر، ما ساهم في تعزيز الجهود والابتكار في التحرك لمواجهة الحصار الاقتصادي».
وأضاف: «هناك إنتاج لأسلحة مهمة وفعالة في السلاح البحري إضافة لوسائل مؤثرة باتت جاهزة للاستخدام عند الحاجة. لدى القوات المسلحة اليمنية تقنيات مهمة، وامتلاك التقنية والمعرفة والخبرة لدى خبرائنا ساهمت في هذا الجانب. السعودي والاماراتي يعتمد على الشراء في موضوع التسليح ولا يستطيع أن يستقل بنفسه في الاستفادة من هذه الأسلحة أو أن يصنع بنفسه». مردفا: «صواريخنا قادرة على الوصول إلى الرياض وما بعد الرياض، إلى دبي وأبوظبي وأهداف حيوية وحساسة لدى قوى العدوان».
ويأتي تطوير منظومات الدفاع الجوي «المستمر بوتيرة عالية» وفق تأكيد قيادة وزير الدفاع وهيئة الأركان العامة، ومتحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، على طريق استعادة زمام حماية السيادة اليمنية بالكامل وتحييد طيران العدوان عن الأجواء اليمنية بنسبة 100% ، حسب وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، مؤكدا: «سيأتي اليوم الذي تصبح فيه سماء اليمن محرمة على طيران العدوان».
فاطر 1
بالانتقال إلى مواصفات منظومات الدفاع الجوي المطورة محليا بخبرات يمنية خالصة، حصلت «الثورة» بصورة خاصة على ابرز خصائص المنظومات الاربع، تتقدمها منظومة «فاطر 1»، وهي تتألف من صاروخ «أرض-جو» مطور محليا من صاروخ روسي الصنع متوسط وبعيد المدى. طوله 5.8 متر، ووزنه 600 كيلو جرام، وسرعته 2.8 ماخ، ومداه يتجاوز 22.6 كلم.
المنظومة التي تعمل بنظام توجيه حراري، دقيق ووفق تقنية متطورة لا تستطيع الطائرات اكتشاف صاروخها إلا وقد اقترب منها جدا؛ دخلت الخدمة مطلع أكتوبر 2017م، ونجحت وفق متحدث القوات المسلحة في «إفشال عمليات جوية معادية عدة وعمليات إنزال في محافظة حجة، واعتراض طائرات معادية من طراز F16 و F16 وميراج، وإسقاط طائرة تايفون في سماء نهم وطائرتي تورنادو في سماء صعدة ومحور عسير، وأصبحت مطلع العام 2019م تعمل في مناطق العمليات العسكرية الشمالية».
ثاقب 1
أما منظومة صواريخ «ثاقب1» الدفاعية الجوية، فقد تم تطويرها محليا في مركز الدراسات والبحوث للقوات الجوية، من صاروخ “R-37” جو-جو، روسي الصنع، واستطاعت الكوادر اليمنية في القوات الجوية إضافة تعديلات تقنية نوعية على الصاروخ، زادت من دقة إصابة الصاروخ للهدف. ويبلغ طوله 2.93 متر، ووزنه 105 كيلو جرامات، وسرعته 1.5 ماخ، ومداه يصل إلى 9 كيلو مترات.
يعمل صاروخ «ثاقب 1» أيضاً بنظام توجيه حراري وفق تقنية متطورة، ودخل إلى الخدمة مطلع سبتمبر عام 2017م، واستطاع بفعالية إسقاط طائرات متنوعة للعدوان، أبزرها 3 طائرات درون (بلا طيار) مقاتلة، من طرازات : MQ9 الامريكية، وطائرتي Wing Loong و CH-4، الصينية الصنع، في سماء الحديدة وذمار وصعدة، بجانب التصدي واعتراض عشرات الطائرات الحربية وإرغامها على مغادرة الأجواء اليمنية في مختلف الجبهات.
ثاقب 2
وبمواصفات أكثر تطورا، تأتي منظومة صواريخ «ثاقب2» الدفاعية الجوية، وقد تمت تطويرها محليا، بتحويل صاروخ R-27″ ” جو- جو، روسي الصنع، إلى صاروخ «أرض-جو»، وإدخال تعديلات تقنية عليه، بخبرات يمنية، للتغلب على التشويش الإلكتروني والحراري الذي تصدره الطائرات.
يبلغ طول صاروخ «ثاقب2» 3.9 م، ويزن 125 كيلو جراماً، وسرعته تصل إلى 2.5 ماخ، فيما يصل مداه إلى 15 كلم، ويعمل أيضاً بنظام توجيه حراري، يعتمد تقنية مطورة محليا، لا زالت تثير حيرة الخبراء العسكريين الغربيين والأمريكيين، كونها لا تجعله يظهر على رادرات الطائرات المستهدفة.
وقد دخل «ثاقب2» الخدمة أواخر العام 2016م، واستطاع التصدي لطائرات حربية تابعة للعدوان وإصابة طائرة إماراتية من طراز F16في سماء العاصمة صنعاء عام 2017م وطائرتين من طرازF15SA سعوديتين في سماء العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة، عام 2018م، وما يزال « يشكل تهديداً حقيقياً لكافة الأهداف الجوية المعادية في المناطق التي تعمل بها هذه المنظومة» وفق متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع.
ثاقب 3
بالوصول إلى رابع منظومات الدفاع الجوي المطورة محليا، «ثاقب3»، نكون أمام مستوى متقدم من التطوير المحلي، فصاروخ المنظومة يعد الأكثر تطورا بين المنظومات الدفاعية الجوية المطورة محليا، بعد تعديله من صاروخ «جو-جو» روسي الصنع، إلى صاروخ «أرض-جو»، يبلغ طوله 3.6 م، ويزن 175 كيلو جرام، وسرعته 2.5 ماخ، ويصل مداه إلى 20 كم.
يعمل صاروخ «ثاقب3» المنافس لصاروخ منظومة «فاطر1» في المدى والسرعة، بنظام توجيه مركب، يفتح الباب مشرعا لتكهنات الخبراء العسكريين الغرب والأمريكيين، ويمتاز بدقة إصابة الهدف، بنسبة 98%. ورغم أنه لا يزال قيد التطوير ضمن منظومة «مرصاد» وفق القوات الجوية، إلا أنه دخل الخدمة في 16 ديسمبر 2016م، واستطاع أن يصيب بدقة طائرتين حربيتين للعدوان من طراز F15 في سماء صعدة و F16 في نجران.
انجازات فارقة
استطاعت المنظومات الأربع للدفاعات الجوية اليمنية حتى منتصف فبراير الجاري، تحقيق انجازات صادمة لتحالف العدوان، تمثلت في اعتراض مئات الطائرات وإصابة وإسقاط ما يزيد عن 220 طائرة متنوعة لتحالف العدوان، بينها 16 طائرة حربية نفاثة من طرازات F15 وF15SA وF16 وتايفون وتورنادو، و30 مروحية عسكرية من طرازات أباتشي وبلاك هوك وغيرهما، و15 طائرة درون مقاتلة من طرازي MQ9 وMQ1 الامريكية وطرازي CH-4 وWing Loong الصينية، و115 طائرات تجسسية وأكثر من 45 طائرة استطلاع.
كما نجحت منظومات الدفاعات الجوية المطورة محليا، في الحد من غارات طيران تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، وبعدما كانت ليلة 26 مارس 2015م «معدل 120 غارة يوميا» حسب ما أعلن ناطق التحالف حينها العميد احمد عسيري، متباهيا بأنه «تم تدمير منظومات الدفاعات الجوي والقوات الجوية وفرض سيطرة كاملة على الأجواء اليمنية». انخفضت إلى متوسط يتراوح بين 25 إلى 20 غارة يوميا في العام الخامس للعدوان، وتراجع عددها من (15353) غارة في 2018م إلى (6534) في 2019م.
القادم أعظم
لكن المنظومات الدفاعية الجوية الأربع المطورة محليا حتى الآن لا تعد نهاية المطاف ولا كل ما بالإمكان الإتيان به، بل بداية مسار طويل من التطوير والابتكار اليمني، حسب ما أكد القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، قائلا: «هذه المنظومات الدفاعية الجديدة ستغير مسار المعركة، وستكون مقدمة لمنظومات دفاعية أكثر تطوراً وفاعلية في التصدي للأهداف الجوية المعادية ».
المشير المشاط، أعلن لدى إزاحته الستار عن المنظومات الأربع «تأكيد القيادة السياسية والعسكرية العليا تقديم كافة أوجه الدعم لتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية لتحقيق توازن الردع مع العدو». وهو ما أكده بدوره وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، قائلا: «عام 2020 هو عام الانتصارات العظيمة بإذن الله، وهو عام التطوير والارتقاء بأسلحة توازن الردع الاستراتيجية».