الفلسطينيون… من سجون الصهاينة الى سجون آل سعود!
أخيرا وبعد انتظار طويل وقاتل اتصلت السلطات السعودية بعدد من ذوي المعتقلين الأردنيين والفلسطينيين في السعودية وأبلغتهم بأن محاكمة أبنائهم ستبدأ يوم الأحد القادم 8 آذار/مارس الجاري.
وقال ذوو المعتقلين، ان إدارة السجون التي يقبع فيها أبناؤهم قد إتصلت بهم هاتفياً يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، وأبلغتهم بأن المحاكمات ستكون في العاصمة الرياض من خلال المحكمة الجزائية، ولا يحق حضور المحاكمة الا الأقارب من الدرجة الأولى.
وتشير الانباء أن من بين الذين تمّ الاتصال بهم لبدء محاكمتهم مسؤول حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في السعودية، محمد الخضري (81 عاماً)، ونجله هاني (49 عامًا) الأكاديمي في جامعة أم القرى، وقد تمّ اعتقالهما يوم 4 نيسان/ أبريل 2019 من قبل جهاز الأمن الوقائي السعودي.
حملة الاعتقال التي شنتها قوات الامن السعودية منذ بداية الماضي (2019) ضد الفلسطينيين والاردنيين، استهدفت كل المتعاطفين مع القضية الفلسطينية، ونقلتهم الى سجن الحائر بالرياض وسجن ذهبان في جدة، بالإضافة إلى سجن ثالث مجهول في زنازين انفرادية.
بات واضحا ان حملة الاعتقالات التي تشنها السلطات السعودية ضد الفلسطينيين وكل المتعاطفين مع القضية الفلسطينية في السعودية، تأتي على خلفية الانقلاب الجذري لسياسة السعودية من القضية الفلسطينية بعد ولى الملك سلمان ابنه محمد مقاليد الحكم في السعودية، حيث تعمل السعودية على تمهيد الارضية من اجل فرض “صفقة القرن” التي اعلن عنها ترامب، على الفلسطينيين، عبر تكميم الافواه واسكات الاصوات وتغييب الشخصيات التي يمكن ان تشكل خطرا على عملية تنفيذ “صفقة” القرن وتصفية القضية الفلسطينية والى الابد.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والمعهد الدولي للحقوق والتنمية، عبرا مراراً وتكراراً عن قلقهما العميق إزاء اعتقال السلطات السعودية، للفلسطينيين والاردنيين وإخفائهم قسراً وعزلهم عن العالم الخارجي، دون سند قانوني او لوائح اتهام.
وقالت مسؤولة الاتصال والإعلام لدى المرصد الأورومتوسطي سيلين يشار إن حملة الاعتقالات التي تستهدف الفلسطينيين تمثل حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تضاف إلى سجل المملكة المرعب في مجال حقوق الإنسان.
ونقل المرصد عن شهود عيان تم اطلاق سراحهم من السجون السعودية فظاعات تقشعر لها الابدان تمارس ضد الفلسطينيين في السجون السعودية، كما تحدثت عائلة احد المعتقلين الفلسطينيين فقدت الاتصال مع نجلها في يوليو/تموز الماضي، ومنذ ذلك الوقت لا تعرف شيئا عنه، رغم مناشداتها المتكررة للسلطات بالكشف عن مصيره أو مكان احتجازه..
وحسب إفادة العائلة، فإن نجلها أسير سابق في السجون الصهيونية، ومُبعد بشكل قسري إلى الأردن، حيث استكمل تعليمه الجامعي وتزوج هناك، ثم انتقل إلى العمل في إحدى الشركات بالسعودية.
وبيّن المرصد ايضا ان السلطات السعودية اعتقلت رجل أعمال فلسطينيا مقيما في جدة منذ عقود ويبلغ من العمر ستين عاما في يوليو/تموز الماضي، وصادرت أمواله وهددت أفراد العائلة، ومنعتهم من مغادرة الأراضي السعودية خشية فضح عملية اعتقال والدهم.
عمليات الاعتقال طالت ايضا حجاجا من أصول فلسطينية، ويحملون جنسيات عربية خلال أدائهم فريضة الحج عام 2018 ، لكن عائلاتهم لا تزال تتكتم على ظروف احتجازهم على أمل إنهاء كابوس إخفائهم القسري والعودة من جديد لحياتهم الطبيعية.
وكان الوزير الفلسطيني السابق والقيادي في حركة “حماس”، وصفي قبها، قد كشف في وقت سابق في تصريحات صحفية عن اعتقال السلطات السعودية لأكثر من 56 شخصاً ينتمون للحركة ويقيمون داخل السعودية، وتشير المصادر الى أن النيابة العامة السعودية ستوجه لتلك الشخصيات تهماً عدة؛ من بينها “دعم المقاومة الفلسطينية”!!.