مقدمة الهزيمة الكبرى
شن النظام السعودي وحلفاؤه عدوانهم الغاشم ضد الشعب اليمني، وتمكنت الترسانة العسكرية الضخمة المستخدمة في ذلك العدوان من تنفيذ مخططات العدو الصهيوامريكي في تدمير البنية التحتية من طرقات ومصانع ومزارع ومدارس ومساجد، وحتى صالات الأعراس والأسواق والمقابر وأرواح الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ اليمن لم تسلم من تلك الهمجية والهستيريا التي مارسها العدوان وأدواته.
لكن، ماذا جنت تلك المقامرة على لاعبيها الإقليميين الكيان الصهيوني والدولي الأمريكي وأدواتهما من الأنظمة الخليجية المرتهنة بقراراتها وثرواتها لذلك العدو الذي بات يمارس معها أبشع الابتزاز والانتهازية.
لم يعد العدو الأكبر أمريكا ولا مدللته إسرائيل في بحبوحة من أمرهما وهما يضعان ايديهما في أيدي أدواتهما بالإنابة في المواجهة المصيرية مع شوكة التصدي التي تزداد قوة وصلابة في وجه كل محاولات الكسر التي استجمع لها في عدوانه خلاصة قوى العالم؛ من خبرة في التخطيط وحداثة في التصنيع العسكري، ودقة في التصويب، وسخَّر مع ذلك كله أضخم ترسانة إعلامية.
فبإرادة صلبة وثقة بلا حدود وأمل يُعانق السماء وصمود أسطوري نادر أذهل العالم يواصل أبطال الجيش واللجان تحقيق الانتصارات والصمود في معارك الكرامة والشرف والعزة ومعهما الشعب اليمني العظيم الذي تحمل خلال سنوات العدوان الخمس الكثير من المؤامرات والدمار والدماء والنيران والجوع والفقر والرعب والنزوح وأعمال القتل والاختطاف والتعذيب، ما لا تقدر على تحمله الجبال.
رغم تلك الهزائم والانتكاسات التي منيت بها تلك الأدوات في ساحات النزال، والتي كان من الأجدر أن تكون درسا كافيا، فإنها – أي الأدوات – وفي محاولة يائسة منها شدت رحالها نحو الآلهة الأمريكية وحلفائها الدوليين، ومن جديد تستجدي منحها فرصة أخيرة بدلا من توفير قدر من الشجاعة والاعتراف بخيبة الأمل والبحث عن طرق للخروج مم المأزق بماء الوجه.
الفرصة، نعم، جاءت في قالب قرار أممي بتمديد معاناة الشعب اليمني لمدة عام.. لكن القرار – الفرصة – معروفة نتيجته سلفا في أنه لن يضيف شيئا إلى ميزان تلك الأدوات سوى المزيد من إراقة الدماء، والمزيد من عار الهزائم.
أخيراً .. نقول للعدوان بضلعيه الدولي وأدواته “نعي تماما أن هذا القرار لا يعني سقوط المخططات، ولا نهاية العدوان، ولا يعني استسلام الأدوات، لكنه يعني بكل تأكيد تمريغ أنوفهم جميعاً في التراب كمقدمة للهزيمة الكبرى، عاجلا أم آجلا”.
حفظ الله الشعب اليمني والقيادتين الثورية والسياسية.. ولا عزاء للقتلة ومسعرَّي الفتن وأصحاب المشاريع والرهانات الخاسرة.