مضاوي الرشيد// هذه أهداف إبن سلمان من اعتقال الأمراء
قدّمت الأكاديمية والمعارضة السعودية “مضاوي الرشيد”، قراءة في أبعاد اعتقال أمراء من العائلة الحاكمة بأوامر من ولي العهد “محمد بن سلمان”.
وقالت مضاوي الرشيد، في مقال نشر بموقع “ميدل إيست آي”، إن اعتقال الأمير أحمد، ومحمد بن نايف، يعني أن ابن سلمان يقف على أرضية متصدعة، في إشارة إلى عدم بسط سيطرته التامة على مفاصل الحكم بعد.
وأضافت أن الفرق بين انقلاب الملك فيصل على أخيه سعود في ستينات القرن الماضي، وما قام به ابن سلمان من الانقلاب على أبناء عمومته، هو أن الأول كان يحظى بتأييد غالبية العائلة، فيما لا يجد ولي العهد الحالي مؤيدا له سوى والده.
وقالت مضاوي الرشيد إن الأمير الشاب يعيش في خوف وعزلة. وغدت ثورته -التي توصف بأنها من فوق إلى أسفل- تئن تحت وطأة ضغط الركود العالمي، الذي دفع بأسعار النفط وسوق الأسهم المحلية في السعودية نحو التردي.
وأضافت أن “الاعتقال المفاجئ لعمه ولأبناء عمومته من كبار الأمراء لهو استراتيجية خطرة ستطارده طوال مستقبله المهني السياسي. والأدهى من ذلك الأضرار التي لحقت بسمعة المملكة كبلد ينعم بقيادة عائلة ملكية يقدر أفرادها على الحفاظ على إجماعهم، وعلى ضمان انتقال سلس للسلطة، وهي أضرار لا قبل لأحد بإصلاحها” حسب قولها.
ورأت أن اعتقال محمد بن نايف رغم تجريده من كافة مناصبه منذ نحو عامين ونصف، يشير إلى أن ابن سلمان لا يزال يرى في ولي العهد ووزير الداخلية السابق خطرا يهدد وجوده.
وتابعت: “تعيش سلالة آل نايف داخل العائلة الملكية الآن آخر أيامها، ولن يتذكرها الناس إلا كبرج متهاو كان ذات يوم يفرض على السعوديين من خلال منظومته حالة من الرعب، إذ كانوا يتعرضون لإجراءات قمعية من اعتقال تعسفي وتعذيب واختفاءات غير مبررة على يدي نايف الأب، ثم على يدي نجله محمد”.
وبحسب مضاوي الرشيد، فإن ما قام به ابن سلمان هو ضربة استباقية، لا سيما باعتقاله عمّه الأمير أحمد.
وأضافت: “كان إلقاء القبض عليه عبارة عن ضربة استباقية؛ لقطع الطريق على أمير رفيع المستوى قد يشكل حالة رمزية تجمع من حولها نفرا من الأمراء الساخطين”.
وتابعت بأنه “كان بإمكان الملك سلمان تعيين أحمد وليا للعهد، بعدما وقع فيه ابنه من فضائح عديدة، وما صدر عنه من سوء إدارة للشؤون السياسية وللعلاقات الخارجية للمملكة، خاصة تلك الفضيحة المتعلقة بمقتل جمال خاشقجي، إلا أن الملك ضيع الفرصة، وبإلقاء القبض على الأمير أحمد يتلاشى ذلك الرمز الذي كان يمكن على يديه استعادة الشعور بالاستمرارية والاحترام داخل العائلة الملكية”.
وخلصت مضاوي الرشيد إلى أن “المملكة ابتليت بحالة من عدم اليقين، وتحيط بها الأخطار من كل جانب”.