العدو يبحث عن مخرج “مشرف” الحرب التي كانت تسليةً لدى بن سلمان أصبحت اليوم ورطةً ومشكلةً كبيرةً!
قالت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية ان صنعاء تريد وقف الحرب وانهاء الحصار في وقت باتت السعودية تفتقر إلى الموارد وغير قادرة على مواصلة الأعمال العسكرية مستدلة بمغادرة موظفي شركة الدفاع البريطانية المسؤولين عن قاذفات بريطانية الصنع يستخدمها السعوديون، فجأة مركز العمليات الجوية السعودية في الرياض بسبب مخاوف فيروس كورونا، مما قلل بشكل كبير من قدرة المملكة العربية السعودية على تنفيذ عمليات القصف.
وأضافت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحاجةٍ إلى طريقة للخروج من اليمن دون الاعتراف بالهزيمة، وقد يوفر فيروس كورونا عذرًا كافيًا، لذلك فصنعاء باتت تمتلك اليد العليا في الحرب في اليمن بعد انتصارات قواتها الأخيرة في الجوف ومارب.
وقالت الصحيفة“علاوة على ذلك ، فإن فيروس كورونا يمثل مشكلة متزايدة داخل المملكة العربية السعودية، لأن حالاته آخذة في الارتفاع ، بما في ذلك وسط العائلة المالكة، وعلى الرغم من جهود الحكومة المبكرة لمنع الفيروس من دخول المملكة.
وقالت “المجلة” إن وقف الحج والعمرة وكذلك أسعار النفط من أهم التحديات بالنسبة للسعودية بسبب كورونا، وأن ذلك قد يؤدي الى فشل رؤية بن سلمان 2030م
أما عن الدوافع الأخرى التي تقف وراء إعلان السعودية وقف إطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين فيرى التحليل أن السعودية تحاول تلميع سمعتها المشوهة، وقد عملت بشكل في أوقات سابقة حملات لتلميع ولي العهد السعودي مثل السماح للنساء بقيادةً السيارات، والسماح بفتح دور السينما في محاربة صورة المملكة العربية السعودية على أنها تكره النساء ومتخلفة، لكن استمرار حربها في اليمن، هو استمرار لتوريد صور مروعة لأطفال يتضورون جوعاً والحافلات المدرسية المقصوفة بقنابل أمريكية الصنع.
وتقول المجلة إن الحرب المدعومة امريكياً ستتوقف إذا توقفت السعودية عن الحرب، وان الأطراف اليمنية ستتفق فيما بينهما في حال كفت السعودية والإمارات عن التأثير على تلك الأطراف غير ان المجلة رأت أن ذلك امراً مستبعداً بسبب أطماع الدولتين في اليمن..
ويؤكد التقرير أن الخطأ الكبير في الكارثة الإنسانية في اليمن على عاتق الولايات المتحدة لتورطها في الحرب من خلال مساعدة السعوديين.
من جانبها كشفت “التايم البريطانية” ان قرار وقف اطلاق النار في اليمن ليست مساهمة سعودية لمواجهة كورونا وانما لتخفيف بن سلمان الضغط عن المحرك الذي يقود سفينة المشاكل الى المجهول.
واشارت في مقال تحليلي للكاتب ريتشارد سبنسر مراسل “الصحيفة” لشؤون الشرق الاوسط الى ان إعلام محمد بن سلمان روّج لوقف إطلاق النار في اليمن على أنه “مساهمة في مكافحة كورونا”، لكن الواقع أن أحد أسباب إعلانه في هذا التوقيت بالذات هو لتخفيف الضغط عن ذلك “المحرك” الذي يقود سفينة البلد الى الهاوية.
وبعدما جمع سلطات لم يحظ بها أي أمير سعودي من قبل وخلق عدداً كبيراً من الأعداء فهو الآن بحاجة للتركيز على ما حصل عليه، ومن هنا فالحرب في اليمن لم تكن أبداً مركزيةً في رؤيته للسلطة، كانت مجرد تسلية، ولا بد من تنحيتها عن الطريق، مع أنها تظل بالنسبة لليمنيين كارثة على قاعدة ملحمية.
وعلقت “الصحيفة” أن قرار وقف اطلاق النار لأسبوعين، وإن غلف بمحاربة كورونا إلا أن الأمم المتحدة تحاول منذ وقتٍ تشجيع الطرفين استئناف محادثات السلام.