مبادرة سلام الرجال .. وعناوين الخيانة

• وهكذا الأيام، تُنبيك ما كنت جاهلاً، “ويأتيك بالأخبار من لم تُزوِّدِ” .. تُنبئُنا، كل يوم، عن فصائح وإخفاقات الأعداء، وأشياء تشمئز منها النفوس، تُعجل بأيام أصحابها، وكأنها تقول بفصيح عباراتها : يكفيكم، يكفيكم فضائح ومخازياً تقشعرُّ منها الأبدان.
• لقد أصبحتم مضرب الأمثال، في كل مجال، تُسَطَّرُ على أبوابه عناوين الخيانة للأمة العربية والإسلامية، والاستخذاء والخنوع لأعدائها.
• إن اليوم الذي تنتظرونه سيأتي عن قريب، وهنا تتساءلون : “هل إلى مَرَدٍّ من سبيل” ، وسيكون الرد عليكم، من الإنسان والشجر والحجر وكل ما حولكم ووراءكم : لا . ليس إلى مَرَدٍّ من سبيل لكم ولأعقابكم، لأنكم اللعنة التي مَيَّزَ اللَّهُ بها الخبيث من الطيب، ولن يرى التاريخ، ولا الإنسان أيَّ (عَفانة) وأيَّ خيانة، أبشع مما انتم سطرتموها حقائقَ تاريخكم، الذي سيبقى في النفوس والصدور، إلى يوم الحشر والنشور، وسيبقى مثلاً على قمة ليس بعدها قمة ولا قبلها قمة في الفساد والخيانة.
• إن لم تقبلوا المبادرة اليمنية، التي قدمها المبعوث اليمني للتفاوض معكم، الناطق الرسمي (محمد عبدالسلام) – حفظه اللَّه – ، فإنكم ستقبلونها وأقدام الحُفاةِ والجائعين والمظلومين على رقابكم، خزايا أذلّاء، وسَتَرمُون بـ (عِقالاتكم) وبرؤوسكم على أقدامهم، تُقَبِّلونها .. وهناك “ولاةَ حينَ مناص”، فافهموا، فإننا نفضل الموت على هذا الطريق، من أن نَقْبَلَ منكم أيَّ شيء، غير ما نُمليه عليكم، رغم أنوفكم، وأنوف آبائكم أعداء اللَّهِ ورسوله .. وسترون، في الدنيا قريباً قبل يوم القيامة، أيَّ مُنقَلَبٍ تَنقلبون.
• إن الأموالَ التي تُودعونها، وتشترون بها ضمائر الفاسدين أمثالكم، هي من حق الضعفاء والمساكين .. والأموال التي تسرقونها، وتضعونها في خزائن أسيادكم، لن تنالوا منها شيئاً، وهذا والله حقيقة .. وما بأيديكم من ( سندات استحقاق ) لهذه الأموال، لم يعد إلّا حبراً على ورق، عندما تذوقون الهوان، وتخرجون صاغرين، وهذا ما حاق بأسلافكم من الحكام الظالمين، فإنكم ترونها بأعينكم، أن نساءهم أصبحن راقصات في البارات والمواخير، وأنَّ أولادهم يتضوّرون جوعاً في أصقاع المعمورة، فهمتم أم لم تفهموا، فافهموا بأنّا راجعون، فلا تراجُع، فقد أحرقنا سُفنَنا للنجاة، فإما نَصرٌ، وإمّا مَوت، فقد طفح الكيل، ولا رجوع قيد أُنمُلة عما نقول، واللَّه على ما نقول شهيد.

* مفتي محافظة تعز