تدشين موسم حصاد القمح وزراعة الذرة الرفيعة في حقول قاع جهران!
البلدة التي وصفها الله بـ”الطيبة” لا يمكن أن تنتج إلا طيبا إذا توفرت النوايا وشحذت الهمم والعزائم لاستغلال تربتنا وأرضنا الطيبة لإنتاج وزراعة ما طاب من الغذاء والاستفادة من زراعة الوديان والسهول والقيعان التي تميزت بها اليمن في مختلف المدن والمحافظات اليمنية..
وفي وادي جهران بمحافظة ذمار عدة وديان زراعية تتميز بالخصوبة وتنوع صلاحية إنتاج العديد من المنتجات الزراعية الاستراتيجية المهمة.. وفي إطار التوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي تم تدشين عدد من الأنشطة والفعاليات الزراعية التي تصب في هذا الاتجاه، حيث بدأ مكتب الزراعة والري في المحافظة موسم حصاد محصول القمح وزراعة الذرة الرفيعة وإطلاق مبادرة التكافل الزراعي لتوفير البذور للمزارعين في مبادرة نوعية بين المزارعين لإعادة استغلال وإنتاج بذور الحبوب المحلية بدلا من استيراد بذور خارجية..
“الثورة” واكبت هذا النشاط مع المسؤولين والمزارعين والمهندسين الزراعيين في مكتب الزراعة بمحافظة ذمار.. فإلى التفاصيل:
دشن مكتب الزراعة والري في محافظة ذمار بالتنسيق مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا حصاد محصول القمح وزراعة الذرة الرفيعة وإطلاق مبادرة التكافل الزراعي لتوفير البذور للمزارعين في المواسم الزراعية والتوسع في الزراعة المطرية واستغلال الأراضي الزراعية في محافظة ذمار..
يأتي ذلك في ظل توجهات قائد الثورة والقيادة السياسية والحكومة نحو الاهتمام بالزراعة والتوسع في زراعة الحبوب وتحقيق الاكتفاء الذاتي، إضافة إلى ذلك وفي مبادرة مجتمعية تكافليه تفرد بها أبناء محافظه ذمار، تمثلت في تبني مبادرة التكافل الزراعي بين المزارعين الذين يمتلكون بذوراً وإعطائها لمزارعين آخرين ليس لديهم بذور تجسيدا للروح التعاونية بين المزارعين والتغلب على شحة وانعدام البذور..
وحول ذلك أوضح الأخ المهندس هلال الجشاري مدير مكتب الزراعة والري في محافظة ذمار فقال “بسبب شحة البذور لدى المزارعين الراغبين في زراعة القمح والذرة والبقوليات والبطاطس ، ومطالبتهم الجهات المختصة بتوفير البذور لهم ،وفي ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها اليمن بسبب الحرب والعدوان والحصار، وتدهور عمل بعض المؤسسات المنتجة للبذور ما ألقى بظلاله على الجانب الزراعي ومنها قلة البذور سواء بذور الحبوب أو البقوليات أو بذور البطاطس وغيرها من أنواع البذور، فقد أطلقنا مبادرة التكافل الزراعي بين المزارعين، والتي تقوم فكرتها على أن المزارع المنتج للبذور يوفر البذور للمزارع الذي ليس لديه بذور ويرغب في زراعة القمح والذرة وغيرها”..
هذه المبادرة تأتي في ظل التوجه الجاد من قبل القيادة الثورية والسياسية التي تولي الجانب الزراعي جل اهتمامها وخاصة ًزراعة الحبوب والقمح بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي لليمن..
كما أكد هلال الجشاري مدير مكتب الزراعة في محافظة ذمار -صاحب فكرة المبادرة- أن الكثير من المزارعين كانوا لا يجدون بذوراً، والبعض منهم يشتري البذور من السوق، لكنها غير مضمونة فأغلبها مغشوشة ولا تصلح للبذر، وكانوا يأتون اليهم في مكتب الزراعة يطالبونهم بتوفير بذور لهم..
وقال: كنا في مكتب الزراعة نقوم بإرسالهم إلى مؤسسة إنتاج البذور التي وللأسف الشديد لا يوجد لديها بذور كافية، فكان أغلب المزارعين يذهب عليهم الموسم هدراً..
وكشف الجشاري أنه فكر في عمل شيء لحل هذه المشكلة، فجاءت فكرة مبادرة التكافل الزراعي..
وأوضح المهندس هلال أنه قام بالتواصل بعدد من المزارعين منتجي البذور وطرح عليهم فكرة التكافل بمبادرات ذاتية، بحيث يقوم المزارع المنتج للبذور بتوفير بذور للمزارع الراغب في البذور فأبدوا استعدادهم لتوفير البذور المطلوبة..
وأكد مدير مكتب الزراعة في ذمار أنهم قاموا بالإعلان في كل وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الفروع والمرشدين الزراعيين والمحليين عن إطلاق هذه المبادرة.. وأوضح أن دور مكتب الزراعة أنه وسيط ومنسِّق بين المزارعين الراغبين وبحاجة للبذور والمزارعين المنتجين الذين تتوفر لديهم البذور المطلوبة.. وقال الجشاري إن هذه المبادرة لاقت ارتياحيا واسعا بين المزارعين..
من جهة أخرى أوضح المهندس فؤاد الكوري- مدير إدارة الإرشاد بمكتب الزراعة -ذمار “خلال بدء تدشين محصول القمح في محافظة ذمار قام المكتب خلال الموسم السابق قام بتوزيع ما يقارب (٣٦٧) طناً استفاد منها( ٧٧٥٠) مزارعاً في مختلف المديريات”.
وأضاف “بالنسبة للمبادرة التكافلية التي أطلقها المكتب لتوفير البذور، فهي مبادرة تفرد بها مكتب الزراعة في محافظة ذمار بهدف تشجيع المزارعين المنتجين للبذور وتحفيز المزارعين من أجل التوسع في الزراعة وتبادل الخبرات والمعرفة”..
وأكد الكوري أن هناك طلباً كبيراً على البذور وبالذات بذور القمح والبطاط..
هذا وكان قد أعلن عن هذه المبادرة خلال تدشين موسم حصاد القمح في محافظة ذمار وتدشين موسم زراعة الذرة.. وبفضل هذه المبادرة استطاع المزارعون في محافظة ذمار التغلب على شحة البذور، واستغلال موسم الزراعة بزراعة أراضيهم بأنواع الحبوب والبقوليات والبطاطس.. منوها بأن التعاون والتكاتف وتضافر جهود الجميع حكومة وشعبا عوامل تساعدنا في التغلب على مشاكلنا وتحقيق الاكتفاء الذاتي..
من جهته أكد المهندس عادل عبيد- مدير إدارة التسويق الزراعي في مكتب الزراعة والري -ذمار أن هذه المبادرة سهلت للمزارعين حصولهم على احتياجهم من البذور عبر إخوانهم المزارعين المنتجين وبالسعر المتفق عليه للحصول على طلبات متزايدة وعروض سواء من منتجي البذور أو المزارعين الراغبين في البذور لأنهم يعرفون أن ذلك هو الأفضل لهم بدلاً من أن يذهب المزارعون ويشتروا بذوراً مغشوشة ومخلوطة من الأسواق ما ينعكس سلبا على الإنتاج الزراعي والزراعة بشكل عام..
مشيراً إلى أن عدد المزارعين الذين استفادوا منذ اطلاق المبادرة (72) مزارعا موزعين على مديريات (جهران – ضوران – الحدا – عنس – عتمة) منهم (16) مزارعاً حصلوا على (32) كيس قمح عبوة (50) كجم وعدد (12) مزارعاً وفر لهما ص(12) كيس ذرة رفيعة عبوة (50) كجم ومزارعين أثنين وفر لهما كيسا ذرة شامية عبوة (50) كجم وعدد (10) مزارعين وفر لهم كمية (5) طن بذور بطاطس، ومزارعين اثنين وفر لهما كمية (40) كجم بذور فاصوليا بيضاء..
يرافق ذلك تقديم الإرشادات اللازمة والتعريف بالمواسم الزراعية وكميات تقاوي البذور والأصناف المناسبة بهدف تسهيل حصول المزارعين على بذور مضمونة خصوصًا في ظل تكبد المزارعين خسائر فادحة بسبب البذور المغشوشة في الأسواق..
من جانبه تحدث المزارع يحيى النصيف: هذه المبادرة تهدف للتعاون والتكاتف بين المزارعين وذلك لدعم بعضهم البعض بالبذور الممتازة لجميع المحاصيل الزراعية من حبوب وبطاط وغيرها، كما هي عادات الآباء والأجداد في السابق، وهو ما يساعد على تحسين ورفع الإنتاج المحلي للمزارعين والاكتفاء الذاتي..
وأضاف: تساعد مبادرة التكافل على تبادل الخبرات بين المزارعين، وأبدى استعداده لتوزيع كل ما لديه من بذور على المزارعين بالسعر المتفق عليه وإمكانية اقراضهم حتى موعد الحصاد..
كما أكد المزارع عزيز عبدالله أهمية هذه المبادرة وأن لديه كميات كبيرة من بذور القمح صنف “عزيز” الذي اكتشفه وبدأ بنشره وقد وزع 60 كيس بذور على المزارعين في مديريتي جهران وضوران ، كما أكد أن لديه الآن حقولاً بدأ حصادها وهو مستعد لتوزيعها على المزارعين الراغبين بالسعر المتفق عليه سواء بذور الحبوب أو البقوليات.. مثمناً جهود مكتب الزراعة في إطلاق هذه المبادرة وإحياء طرق وإرث الآباء والأجداد الذين كانوا يتبعونها في حفظ وانتخاب وإنتاج البذور، فهذه المبادرة ، تأتي من منطلق الروح التعاونية والأخلاق الإيمانية التي يتحلى بها أبناء الشعب اليمني الذي عرف عنه التعاون والتكاتف والتسامح والإخاء، كما أن هذه المبادرة تعتبر النواة الأولى لمبادرات تكافلية أخرى بين المزارعين في مختلف المحافظات اليمنية ، وستسهم في توفير بذور محسنة وذات جودة عالية يكون إنتاجها ومحاصيلها الزراعية بكميات كبيرة وذات جودة عالية.