أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ثورة 21 سبتمبر اسقطت الأقنعة وكشفت الحقائق وعرت سوءة اسرائيل بسقوط عملائها

314

أفق نيوز – تقرير – أمين أبو حيدر

أخيراً سقطت الأقنعة وما كان تحت الطاولة طفا على سطحها.. فها هي دويلة الإمارات التي زرعها الاستعمار البريطاني على الساحل العماني قبل 49 عاماً تقيم بازار التطبيع مع الكيان الصهيوني على أشلاء ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي جاء ضمن خطة صهيونية أعلن عنها نتنياهو بعد تهديد السيد حسن نصر الله بالثأر للشهيد علي محسن الذي اغتالته اسرائيل في سوريا.. خطة لتغيير قواعد الاشتباك سارعت أبواق الإعلام السعودية الإماراتية الصهيو أمريكية لاتهام المقاومة وسيدها وسرعان ما انثالت الدعوات والمطالبات بتدويل لبنان ودخول امريكا في الخط.

قبيل ذلك كانت صفقة القرن في البحرين التي قوبلت برفض فلسطيني ومقاومة شديدة من أحرار الأمة والعالم وأمام فشلها وموتها السريري سارعت الامارات وبتشجيع من نظام آل سعود وإملاءات من اللوبي الصهيوني وحاخام البيت الأبيض إلى إبرام اتفاق تطبيع مع الصهاينة لإنعاش صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية .. مسددة بذلك طعنة نجلاء وبينة تختصر آلاف الطعنات التي وجهتها تلك المحميات البريطانية الخليجية والمستعمرات الأمريكية إلى القدس والأمة الإسلامية قاطبة في كثير من المؤامرات المسربة بالتوافق مع العدو الصهيوني.

الكيان السعودي لم يكن إلا الظل الداعم واللوبي العربي العبري للحكومة العميقة الصهيونية في المنطقة لتدجين العرب والمسلمين للقبول بإسرائيل وإحلالهم في فلسطين العروبة والإسلام والمشيخات الخليجية والإمارات ليست إلا أفرع لذلك الأخطبوط استطاعت الحركة الصهيونية على مدى قرون إحلال يهود العرب الذين تم إجلاؤهم من خيبر والمدينة في افخاذ تلك القبائل العربية وبدعمهم صارواً ملوكاً وشيوخاً وأمراء على سكانها وقبائلها العرب الأقحاح.

العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م كان بداية كشف الحقائق وتساقط الاقنعة ونقطة الالتقاء بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي ومن إليه من أمراء ومشايخ الخليج التابعين كالبحرين والإمارات تلك النقطة والثقب الذي خرج منه التقارب والود بين أولياء الشيطان من نطاق السرية والغرف المغلقة إلى العلن خلال الست السنوات الماضية على خلفية توافقهم جميعاً ضد إيران وكل شرفاء الأمة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق والعالم من أولياء الرحمن حملة المشروع القرآني المناهض للمشروع الشيطاني الصهيوني الماسوني وما صاحبه من مشاركة فعلية في العدوان على اليمن عبر شن غارات صهيونية بطائرات تم تمويلها وصبغها بعلم لون القوات الجوية الإماراتية علاوة على الدعم الاستخباراتي واللوجستي والأسلحة الفتاكة لتدمير اليمن وتدجينه للمشروع الصهيوني..

ومثلما تكشف بمرور السنوات دور اسرائيل في حرب اليمن الأولى عام 62م واستثمار ذلك في المواجهة مع الثورة العربية التي آلت إلى الهزيمة والنكسة عام 67م فمن غير المستغرب المشاركة الصهيونية الفاعلة في العدوان على اليمن اليوم.. وكما كشفت الوثائق العسكرية الإسرائيلية تدخل كيانها عسكرياً في الحرب اليمنية الأولى تحت مسمى “عملية الصلصة لإضعاف مصر عبدالناصر وإيقاف جماح المد الثوري والتحرير العربي من الاستعمار في كافة الدول العربية باستخدام شركة مرتزقة خاصة كان يملكها الكولونيل ديفيد سترلينج الذي أنشأ القوات الخاصة البريطانية إس إيه اس لإرسال العشرات من منتسبيها إلى اليمن للقضاء على الثورة استخدمت اسرائيل الصهيونية أدواتها من حكام الخليج وأوكلت إليهم استقدام شركات مرتزقة مثل البلاك ووتر وغيرها لاستقدام مرتزقة أجانب وأفارقة عرب ومرتزقة محليين ليصل الأمر إلى تجنيد جواسيس محليين لحساب الموساد الاسرائيلي.

في تصريح أخير أعرب أحد المسؤولين الصهاينة عن سعادته وترحيبه بنشوء كيان عربي جديد في الشرق الأوسط في إشارة إلى المجلس الانتقالي الذي أنشأته الامارات ليكون امتداداً لها كقاعدة وموطئ قدم للصهيونية في اليمن وبذلك يطمح الصهاينة إلى تحويل الجزر اليمنية المحتلة اماراتياً إلى قواعد اسرائيلية.

الاختراق الصهيوني اليوم كبير فقد استطاع تجنيد الكثير من العملاء والمرتزقة سواء في المحافظات الجنوبية أو في الساحل الغربي يعكس ذلك مباركة وتأييد هاني بن بريك وأحمد بن بريك وكثير من قادة ودبلوماسي المجلس الانتقالي وكذلك المرتزق طارق محمد عبدالله صالح قائد ما يسمى حراس الجمهورية من القوات والمليشيات التابعة له.. وهناك تقارير سرية تؤكد قيام اسرائيل بتدريب كثير من تلك المليشيات في قواعد سرية بالجزر اليمنية المحتلة وإرسال بعض تلك القوات للتدريب في قواعد أخرى في ارتيريا وأثيوبيا..

عملية بساط الريح

مر الاختراق الصهيوني التجسسي في اليمن عبر مراحل وبتسهيل سعودي إماراتي وتبرز العمليات الإسرائيلية في اليمن، وبشكل رئيسي، لتشجيع يهود اليمن على الهجرة إلى الأرض الموعودة، وتهريب آثارهم, ولازالت هذه العجلة تدور بفضل التحالف السعودي الإماراتي الإسرائيلي في كل الميادين والمجالات، فالرياض ومعها عواصم الخليج تقدم (مزهوة) الخدمات والأثمان لإسرائيل، وباتت رقاب حكامها بين أيدي مستشاري الأمن الإسرائيليين، والأموال النفطية وأجهزة الاستخبارات لدول مجلس التعاون الخليجي في خدمة المخططات والأهداف الإسرائيلية، وجميعها (دول الخليج) تتحرك بكل الوسائل نحو تطبيع عربي شامل مع تل أبيب، للتغطية على العلاقات الحميمية التي نسجتها منذ سنوات طويلة مع الدولة العبرية، وجر الدول العربية، والأنظمة المرتدة تحديداً، إلى حظيرة التطبيع.

ومن بين الخدمات التي قدمها مؤخراً النظامان السعودي والإماراتي إلى إسرائيل، نقل آخر مجموعة من يهود اليمن إلى إسرائيل، وتشير معلومات تم تداولها بين عدة عواصم عربية وغربية، إلى أن رئيسي أركان الجيش والاستخبارات في المملكة السعودية، وبمشاركة قائد القوات الإماراتية، وبإشراف أمريكي، نفذوا خطة نقل المجموعة اليهودية اليمنية، حيث نقلت أفرادها طائرة مروحية خاصة، من مكان تجميعهم على مقربة من مدينة عدن، إلى قاعدة الظهران السعودية، ومن هناك أقلتهم طائرة إسرائيلية إلى مطار العاصمة الأردنية، ومن ثم تم نقلهم لإحدى مستوطنات بئر السبع داخل الخط الأخضر المحتل وبحوزتهم مخطوط من أقدم نسخ التوراة، ألقي القبض على شخص يحمل الجنسية الإسرائيلية، يعمل لحساب الموساد، ويقود شبكة تجسس في اليمن, يحمل اسمين أحدهما (علي عبدالله محسن الحيمي السياغي)، والثاني (إبراهام درعي), بعد عملية مراقبة ورصد ألقي القبض في منطقة باب موسى بمدينة تعز، من قبل أفراد البحث الجنائي, توصلت التحقيقات مع هذا الجاسوس الإسرائيلي إلى اعترافه بأن كثيراً من الأطفال اليمنيين الذين فقدوا قبل أعوام، تم تهريبهم إلى دول الجوار عبر منظمات صهيونية، ومنها إلى إسرائيل، ومن ثم يقوم جهاز الموساد بتعليمهم وتدريبهم كعملاء له، ومن ثم إرسالهم إلى اليمن أو إلى أية دولة عربية أو إسلامية، بأسماء وجنسيات مختلفة أحياناً للعمل لصالح الموساد واختراق المنظمات الإسلامية.

أقر درعي في اعترافاته أثناء تحقيقات أجهزة الأمن في محافظة تعز، قبل نقله إلى النيابة في عدن، ومحاكمته في المحكمة الجزائية المتخصصة في مكافحة الإرهاب, أنه سافر إلى 14 دولة من بينها إسرائيل وسوريا وفرنسا، والتقى بعملاء لـ(الموساد)، جندوه للحصول على معلومات عن اليمن. ومنذ قدومه إلى اليمن مع اندلاع الربيع العربي عام 2011, قام الجاسوس الإسرائيلي بالتنقل عبر العديد من المحافظات, كما التحق بمعهد دماج في صعدة، متظاهراً بأنه يمني مسلم، والتقى هناك بالكثير من مشايخ السلفية.

ومن جملة الاعترافات التي أدلى بها درعي في التحقيقات التي أجريت معه, أن جهاز الموساد جنده قبل سنوات لتقديم معلومات لإسرائيل عن القوى التابعة لإيران في صنعاء وتعز وعدن ومدن أخرى.

في الربع الأخير من العام 2011 قام درعي بإرسال معلومات مهمة عبر بريده الإلكتروني، تضم قوائم بشخصيات سياسية يمنية، بينها أعضاء في مجلس النواب وإعلاميون وناشطون في منظمات المجتمع المدني وشخصيات مرتبطة بفصائل في الحراك الجنوبي والحوثيين, إلى جانب تقديمه للموساد معلومات مرتبطة بالتراث اليهودي في اليمن، وخرائط لمواقع أثرية كان يسكنها اليهود اليمنيون قبل مغادرتهم اليمن في عملية (بساط الريح)، أواخر خمسينيات القرن الماضي.

باروخ مرزاحي جاسوس يهودي دخل اليمن بجواز سفر مغربي، يحمل اسم أحمد الصباغ وسافر إلى عدن، وأنهى مهمته فيها بنجاح، ثم إلى الحديدة، حيث أقام في فندق الإخوة، وبدأ هناك عمله في ثقة وبساطة، فراح يتجوَّل في الأسواق، وبالقرب من الميناء، حاملاً آلة التصوير المعلقة بكتفه، والتي يلتقط بها عشرات الصور للميناء، والسفن الراسية فيه، وإجراءات الأمن من حوله، ثم يعود إلى حجرته في الفندق باسم الثغر، شديد الزهو والهدوء ولكن فجأة، وفي نفس اليوم الذي استعد فيه للسفر إلى أديس أبابا، فوجئ بشابين من رجال الأمن اليمنيين في حجرته، يسألانه في لهجة مهذبة بأنهما سيقومان بتفتيش الحجرة، فحاول الاعتراض، وثار ثورة مصطنعة، وهدد بالاتصال بسفارة المغرب، لم يعر جنود الأمن تهديداته أي انتباه، وعثر الشابان على الأفلام، فصاح مؤكداً أنها مجرد صور تذكارية للرحلة، ولكن أحدهما دسّ يده في جيب باروخ، وأخرج الرسوم الكروكية للميناء والمواقع العسكرية اليمنية، وهو يتساءل: أهذه رسوم تذكارية أيضاً؟!

سقط باروخ، واستسلم لهما وهما يقودانه إلى مبنى التحقيقات، ولكنه ظلّ يصر على أنه مغربي الجنسية، إلا أن الأجهزة الأمنية اليمنية ارتابت بنشاطه، وأبلغت المخابرات المصرية بسقوط الجاسوس، الذي حذرتها مصر من أنه سيصل إليها مسبقاً، بعد أن نقل أحد عيونها المعلومة إليها من قلب إسرائيل، وأرسلت مصر ضابط المخابرات المصري الأسمر رفعت جبريل الملقب بـ(الثعلب)، الذي واجهه، وكشفه أمام نفسه، ثم حمله معه إلى القاهرة.

في الآونة الأخيرة ظهر مروجو التطبيع عبر شاشات دول العدوان ومعظمهم من الناشطين والعاملين في المنظمات والمنتمين إلى المجلس الانتقالي وليست تلك الأبواق الداعية للتطبيع إلا مجندين وجواسيس للصهيونية تم تدريبهم ونشرهم للتأثير على الرأي العام تمهيداً للتطبيع وما خفي كان أعظم.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com