أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ثمار الجبهات

198

أفق نيوز – بقلم – بلقيس السلطان

الجبهات شجرةٌ طيبة أصلها الثبات وفرعها أرواح صعدت للسماء ، رمالها خصبة قابلة لزراعة العزة والكرامة من أجل جني الحرية والاستقلال ، وتسقى بعرق المجاهدين وبدماء الشهداء ، فكانت ثمارها النصر وأيما نصر ، نصر اجتث الشجرة الخبيثة فلم يصبح لها قرار ، حتى قرارات أسيادهم ومخططاتهم قوبلت بضربة مدوية لم يفيقوا من أثرها حتى يميزوا الخبيث من الطيب ، فالعرب سيمدون أيديهم لأمريكا وإسرائيل ، لكن لن يمدها الجميع للتطبيع ، لأن هناك أياد ستمتد لتقتلع عروش الظالمين وتقتلع أياديهم الخبيثة ،فأيادي المجاهدين مبسوطة لتحقيق الأمن والسلام ، وغلت أياد مدت لتدمير الأمة ، وستقطع أياديهم جزاء بما كسبت ودمرت .

لقد حملت الانتصارات التي حققها المجاهدون في البيضاء أبعاداً كثيرة ، منها سياسية واستراتيجية وعسكرية ، كون هذه المنطقة تقع بالقرب من المحافظات المحررة والتي يجعل منها عناصر داعش والقاعدة ملاذا لتحقيق مخططاتهم ، كما أن تطهير البيضاء سيحمي ظهر الجبهات من أي تحرك لهؤلاء العناصر ، فبتر اليد الأمريكية في المنطقة _المتمثلة بداعش والقاعدة _ليس بالأمر السهل ، لأنها ظلت لأعوام عدة الوكر الذي ينطلق منه الإرهاب الأمريكي لكافة محافظات اليمن ، حيث كانت لهذه التنظيمات بصماتها الواضحة في أماكن مختلفة ، فكم من روؤس ذبحت بسكاكينهم ، وكم من أجساد قطعت وتناثرت بأحزمتهم الناسفة ، وكم من أطفال يُتموا ونساء رُملت ، دون أي ذنب سوى أنهم وقع عليهم الاختيار لتنفيذ خطط الدمار والقتل الأمريكية ، التي تحمل الطابع الصهيوني الخبيث ، وما أصحاب الرايات السود واللحى الطويلة سوى أذرع لها ، حتى إذا ما انتهت مهمتهم ولم يبق لهم حاجة جاء الدور على من تبقى منهم ليذوقوا ماأذاقوه للأبرياء وعلى أيادي أسيادهم ، فتنزل المروحية في أوساطهم وهم في سبات الغفلة يتقلبون وكلبهم ينبح في الوسيط ، وترش عليهم الرصاصات لتفيقهم من غفلتهم ، لكنها صحوة متأخرة لا جدوى منها ، فقد كان الكلب أعز على أمريكا من أولئك الحمقى ، فتركوهم جثثا هامدة وحملوا كلبهم وطاروا بعيداً ..!

لقد كشفت الصور التي بثها الإعلام الحربي لتطهير منطقة يكلا بقيفة ، كشفت حجم الخبث الذي كانت تضمره هذه العناصر للشعب اليمني ، كما كشفت سوءة أمريكا التي كانت تخفي جسد إرهابها بريش القاعدة وداعش الذي لم يستطع سترها طويلاً ، كما أن أمريكا لم تحتمل أن ترى معاقلها تتهاوى فهروت بطائراتها لتنقذ ماتسطيع إنقاذه ولكن دون جدوى ، فإرادة الله فوق إرادتهم وتاريخ صلاحيتهم في المنطقة قد انتهى .

لقد كانت اليمن ومازالت الأرض الطيبة التي تزهر بأبهى الثمار ، وماثمار الجبهات إلا حصاد أولوا القوة والبأس الشديد ، فمن يبذر الصبر والصمود والإباء لن يحصد إلا النصر والرقي والرخاء ، ومن يبذر الخبث ويسفك الدماء ، لن يحصد سوى الخزي والهزيمة والبكاء ، فسلام الله عليكم يارجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، فحق لكم النصر والغلبة ، والله غالب على أمره
والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com