أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الباحث والكاتب الفلسطيني الدكتور وليد محمد علي: الكيان الصهيوني لعب دوراً تحريضياً كبيراً ضد ثورة 21 سبتمبر

243

أفق نيوز//
أوضح الباحث والكاتب الفلسطيني الدكتور وليد محمد علي، أن ثورة 21 من سبتمبر مثلت طوق نجاة لليمن الذي كان يعيش حالة كادت أن تودي به وبمستقبله وتشوه تاريخه وحضارته العريقة، كما مثلت عنصر قوة لقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأكد الباحث الفلسطيني في حوار خاص لـ”الثورة” قادة الثورة المباركة وعلى رأسها السيد عبدالملك، كان واعياً جداً، لديه.
إن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي يقدم النموذج الحقيقي لجوهر الإسلام، وامتلاكه الوعي العميق العميق بطبيعة التحدي الذي يواجه الأمة، وما يتهدد قضية الأمة (فلسطين) من مخاطر، وكيف انه أدرك ذلك وجعله ثقافة عمل على نشرها في صفوف هذا الشعب اليمني وقواه الثورية.
وأشاد بالحماسة اليمنية والتظاهرات المليونية التي تخرج في اليمن انتصارا لإخوانهم الفلسطينيين ولقضية الأمة (القدس)
وأشار علي إلى أن المطامع الصهيونية في المنطقة ومنها تحديدا البحر الأحمر أزلية، وثورة اليمنيين مثلت عامل قلق لأنه يعيق وصولهم إلى مراميهم في السيطرة على المنطقة.
منوها بأن التنازل عن القضية الفلسطينية التي برزت من خلال هرولة المطبعين يعني التخلي عن ركن من أركان الإسلام.
• ونحن نعيش الذكرى السادسة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة الشعب اليمني والتي أسقط بها نظام الوصاية والارتهان نود في (صحيفة الثورة) الرسمية في صنعاء أن نسألكم عن ما أحدثته الثورة الشعبية من تحولات كبرى انعكست على وضع اليمن في الإقليم وموضعه الموقف اليمني بشأن القضية الفلسطينية.
– بداية لا يسعني إلا أن أهنئ الشعب اليمني الأصيل في الذكرى السادسة لانتصار ثورته المباركة.. ففي مثل هذه الأيام خرج الشعب اليمني بمعظم أبنائه الأحرار يقول: لا لاستمرار الهيمنة، لا لمحاولة إخضاع اليمن للتبعية، لا للاستعمار، ولا لأتباع الاستعمار.. من بقر حلوب.. يستحق اليمن بهذه المناسبة كل التهاني والتبريك وأجمل الأمنيات له بحاضر طيب ومستقبل واعد، يجعله قطباً من أقطاب استعادة كرامة هذه الأمة كرامتها وعزتها وبناء مستقبلها.
جاءت هذه الثورة المباركة لتنقذ اليمن من حالة كادت أن تودي به وبمستقبله، وتشوه تاريخه وحضارته العريقة، ونسجل هنا أنه في العام 1995م قامت الكيان الصهيوني بتقديم خدمات كبرى لأرتيريا أثناء مواجهتها مع الجيش اليمني.

قلق العدو

أولاً كيف تقرأون القلق الصهيوني من ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وما عبرت عنه دوائر صهيونية ضيقة وكذا إعلام وصحف صهيونية، حتى نتنياهو الذي عبر عن قلقه لما وصفه بسيطرة الحوثيين على باب المندب..ماهي خلفيات هذا القلق؟
– إن علاقة قلق الكيان الصهيوني من سيطرة أي قوة وطنية، ناهيك عن أن تكون ثورية على مضيق باب المندب وتأثيرها في البحر الأحمر، أمر كان يقلق الكيان الصهيوني منذ تأسس هذا الكيان، ومنذ أن تأسس هذا الكيان، وإذا ما تذكرنا ما جرى في عام 67م، وكذلك أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 56، نتذكر مدى القلق الصهيوني الشديد من ضعف وضعه في البحر الأحمر، وخشيته من فقدان التأثير في باب المندب.
وقد قدم الجيش الصهيوني والمؤسسة الأمنية الصهيونية خدمات ومساعدات كبرى لاريتريا لتسيطر على جزيرة حنيش التي تتمتع بوضع استراتيجي مميز في البحر الأحمر، ناهيك عن علاقاته المتنامية والقوية منذ نشأته مع الدولة الأثيوبية.. ليس سراً أن الكيان الصهيوني يمتلك أكثر من قاعدة عسكرية في البحر الأحمر كما في أريتريا.
بعد ذلك برزت الأطماع الصهيونية والسعي الصهيوني للسيطرة على أجزاء مهمة في البحر الأحمر، وعلى حركة المرور في هذا البحر الأحمر، من خلال ما سعوا في القيام به للسيطرة على جزيرة (بريم) اليمنية، فهذه الجزيرة التي تقع بين البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي تتمتع بموقع استراتيجي مميز، كما أنها محمية طبيعية من سلسلة من الجبال التي تجعل أي قاعدة فيها قاعدة حصينة وقادرة على مواجهة الصعاب.
في العام 2018م علينا جميعاً أن نتذكر ما نشر آنذاك في وسائل الإعلام العبرية أن مصادر عسكرية صهيونية أعلنت أنها تقوم بعمليات قصف متتالية ضد دولتين عربيتين، واضح تماماً في ذلك الوقت أن سوريا كانت إحدى تلك الدولتين؛ لأنها كانت المنطقة المشتعلة الوحيدة ما عدا اليمن.
لن يخفي نتنياهو قلقه من وجود صواريخ كروز بعيدة المدى، وقادرة على ضرب إسرائيل، وخاصة بعد أن وصلت هذه الصواريخ، كما المسيّرات اليمنية المباركة إلى أعماق مملكة آل سعود.
ثانيا كيف أصبح اليمن بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر رافدا هاما للمقاومة وحاملا لواء القضية الفلسطينية؟
– من الواضح أن الموقع الاستراتيجي لليمن وتحكمه في هذا المضيق الذي يربط بين البحر الأحمر والساحل الأفريقي، وأيضاً المحيط الهندي وبحر العرب، كل هذه الممرات المائية تجعل من يتحكم فيها ومن يسيطر عليها يستطيع أن يتحكم في مستقبل المنطقة ومسار الصراع فيها.

اقتلاع المشروع الصهيوني
ثالثا مدى التغيير الذي أحدثته ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر رسميا وشعبيا وعلى المستويات المختلفة؟
– إن الشعب اليمني الذي كان يقف عبر كل تاريخه، ومنذ نكبة فلسطين إلى جانب فلسطين، قد شهد قفزة نوعية جديدة في موقفه بعد انتصار الحادي والعشرين من سبتمبر، لماذا؟؛ لأن قادة الثورة من أنصار الله، قادة الثورة المباركة وعلى رأسها السيد عبدالملك، كان واعياً جداً، لديه وعي عميق بطبيعة التحدي الذي يواجه الأمة، بطبيعة أن قضية فلسطين هي قضية الأمة، من ينصر فلسطين، ينصر الأمة، انتصار فلسطين هو انتصار للأمة كلها، وانتصار للشعب اليمني كذلك، لكن أيضاً يجب أن لا ننسى أن هذا السيد العميق الالتزام بدينه والذي يقدم النموذج الحقيقي لحقيقة الإسلام المحمدي الأصيل كان يدرك ونشر هذا الوعي في صفوف هذا الشعب اليمني وقواه الثورية أن التنازل عن فلسطين هو تنازل عن أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وليس تخلياً عن بلد عربي، بل تخلٍ عن ركن من أركان الإسلام، عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبالتالي وجدنا أننا أمام شعب يمني يلتف بصغاره بكباره بشيوخه بشبابه حول قضية فلسطين، وهو من الشعوب القوية التي لا تركع إلا للباري عز وجل، ووقوفهم إلى جانب فلسطين يعني وبالتأكيد نصرة هذه القضية وتمكينها في مواجهة عدوها الشرس، عدوها العنصري الإقتلاعي الإحلالي، إذاً هذه الثورة شكلت تحولاً نوعياً في موقف الشعب اليمني من قضية فلسطين، من موقف عاطفي إلى موقف مدرك تماماً لطبيعة هذا الصراع، ومدرك تماماً لموقع اليمن ودوره الحاسم في نصرة فلسطين، ونصرة قضايا الأمة، فتحرير اليمن، وانتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر سيقدم خدمة جليلة لمستقبل صراعنا مع المشروع الصهيوني الذي لن يتوقف إلاَّ باقتلاع هذا المشروع العنصري، وباقتلاع كل أتباع هذا المشروع من دول ليست إلا كبقرٍ حلوب لهذا العدو ولأسياد هذا العدو، مجرد ثروات تبدد لخدمة أعداء الأمة.
أيضاً لا ننسى البعد العقدي الإيماني والتركيز الدائم لقائد الثورة ولقيادة الثورة اليمنية على فلسطين، وعلى العداء المطلق لأمريكا وإسرائيل، لا يمكن أن ننسى أن أهم المظاهرات التي خرجت تنديداً ضد العدوان الصهيوني على غزة، والتي خرجت تأييداً للمقاومة في غزة، كانت من هذا الشعب اليمني العظيم، رغم الجراح، رغم العدوان المتمادي على هذا الشعب اليمني العظيم، رغم العدوان، ورغم قصف طائرات آل سعود وآل خليفة، كما الطائرات الصهيونية والأمريكية والبريطانية وغيرها، كان هذا الشعب يخرج بمسيرات مليونية هي الأضخم في الوطن العربي نصرة لفلسطين، وإسناداً للمقاومة في فلسطين، انطلاقاً من أن هذا الشعب يؤمن بوحدة الأمة، ويؤمن بوحدة مقاوميها، كمدخل وحيد وأساسي لانتصار هذه الأمة واستعادتها لحقوقها.
قبل انتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت هذه المنطقة قد باعها الحكام، حكام صنعاء، القابضون على سلطة غصباً عن الشعب، لأعداء الأمة، لأعداء الأمة من مستعمرين أمريكان وانجليز، وأتباعهم من آل سعود، وآل خليفة، وآل زايد، لكن انتصار الثورة أعاد اليمن لأن يصبح جزءاً من خارطة قوى الأمة المقاومة، قوى الأمة التي تواجه الهيمنة وتريد استعادة اليمن ليأخذ مكانه الطبيعي في صراع الأمة في مواجهة أعدائها.
الأمر.. لكي يلوموا الولايات المتحدة أنه بدل انشغالكم في قتال، أو في تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي هو صناعة أمريكية صهيونية، صناعة آل سعود، وآل نهيان، ربما كانوا يريدون أن يركز الأمريكان جهودهم لهزيمة هذه الثورة المنتصرة في اليمن، ولكن هيهات فشعب اليمن العظيم كما هزم كل المستعمرين سابقاً هو قادر على هزيمة كل أعدائه في هذه المرحلة.
الكيان الصهيوني منذ انتصار الثورة اليمنية المباركة بدأ يلعب دوراً تحريضياً في الولايات المتحدة، في أمريكا، في كل مكان، على هذه الثورة، بدأ يرتب الأمور لتعزيز علاقاته الموجودة أصلاً مع مملكة آل سعود، ومشيخات آل خليفة، وعشائر آل زايد، فهؤلاء لم يخفوا إطلاقاً قلقهم من تحرير الحوثيين لبلدهم على كل مستقبلهم في المنطقة.

الخطر المحدق بالكيان الصهيوني
رابعا تأثير الثورة الشعبية التي انزعج منها الصهاينة وعبر نتنياهو وقت ذاك عن قلقه مما وصفه بسيطرة الحوثيين على باب المندب في مجريات الأحداث اليوم وما نشهده من تطبيع وهرولة نحو الصهينة وأيضا حجم القلق الصهيوني مما وصل إليه الشعب اليمني من قوة وصمود وتطور بعد ستة أعوام من العدوان على اليمن.
– طبعا أود هنا أن أقول: يا شعب اليمن العظيم، إن انتصار ثورتكم، ثورة الشعب اليمني وقواه الثورية الحرة بقيادة السيد عبدالملك الحوثي، وقيادة أنصار الله هو نصر لكل هذه الأمة، وأن تضحياتكم المباركة ستبقى في عنق أحرار الأمة ديناً على أحرار الأمة ليقفوا مع اليمن ولا ينسوا هذا الشعب العظيم.
أقول لكم:إن اليمن منتصر بإذن الله، منتصر ببطولاتكم، بصمودكم، بتضحياتكم، وهو لن ينتصر وحده، بل سينصر هذه الأمة، وسيعود اليمن ليرسم خريطة الأمة مستقبلاً، الأمة المنتصرة، الأمة التي تعتز أن من ناصريها، ومن راسمي مستقبلها أبطال شعبنا باليمن وقياداته الثورية وعلى رأسهم القائد عبدالملك الحوثي –حفظه الله- وحفظكم جميعاً، وبارك الله في يمنكم، وستبقى راية اليمن خفاقةً في سماء العروبة والإسلام.
قلق الكيان الصهيوني وقيادته وهذا العنصري نتنياهو من انتصار الثورة في اليمن، يعود إلى أنه بات يشعر أن كل الدول العربية المطلة على البحر الأحمر قد سقطت في وحل التطبيع، ووحل خيانة القضية، ولن يبقى من عائق أمامه ليؤمّن هذا الشريان الحيوي إلا اليمن والسيطرة على اليمن، ولن تكون هذه السيطرة إلا بتعاونه كما يتوهم مع أعداء اليمن، فسيطرة قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية على اليمن تشكل خطراً شديداً على الكيان الصهيوني، وتثير مخاوفه، لذلك هو يسعى جاداً لاستغلال علاقاته المتنامية والخيانية مع دولة الإمارات ليتغلغل في جنوب اليمن حيث تسيطر الإمارات ويسيطر ويسعى لبناء قاعدة له في جزيرة سقطرى الهامة والاستراتيجية في قلب تلك المنطقة العزيزة على قلوبنا..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com