مخطّطات متواصلة لفك ارتباط المسلمين بالرسول والكتاب!
أفق نيوز – متابعات إخبارية
قبل سنوات كثيرة، دخل أحد المستشرقين إلى العاصمة المصرية القاهرة، فوجد عالماً من علماء الأزهر، فقال المستشرق: سوف نمحو الإسلام من قلوبكم ومن صدوركم.
قال العالم الأزهري: مكانك، ثم دعا أطفالاً كانوا في الشارع، وأجلسهم أمامه وقال: اقرأ من سورة كذا، فقرأ الطفل، ما يقارب عمره عشر سنوات، اقرأ من سورة كذا، ثم التفت إلى المستشرق وقال: أأطفالكم يحفظون التوراة والإنجيل؟ قال: لا، قال: لن تقضوا علينا أبداً ما دام أطفالنا يحفظون كتاب الله، جيلاً بعد جيل ورسالة بعد رسالة.
وعلى مدى القرون الماضية، كانت الدول الاستكبارية في العالم تضع ضمن أولوياتها مهاجمة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله ومهاجمة القرآن الكريم وإبعاد المسلمين عنهما، حتى لا تقوم لهم قائمة.
وفي واقعنا الحاضر، لا تخفي الدول الكبرى عداءَها الشديد للإسلام والرسول والقرآن، فهذا مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل تي فلين يقول في خطاب له أواخر عام 2016: “إن الإسلام ما هو إلّا معقد قبلي ويجب أن يُسحق، وإن القرآن الكريم نصّ قديم ولا فائدة ترتجى منه ويتناقض مع الحداثة، وهذا الشخص الذي اسمه محمد سبب تخلّف المسلمين بعد تقدمهم”.
وتُظهر تصريحات فيلين جهله التام بتاريخ العرب والمسلمين، إذ أنه يعترف بأن المسلمين كان لهم سبق في العلوم قبل ألف عام، لكنه يدعي أن ظهور النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كان سبب تخلفهم بعد ذلك، علماً بأن الجميع يعلم بأن الرسول ولد قبل أكثر من 1400 سنة، وأن رسالته هي التي بدأت عصر العرب والمسلمين المزدهر بعد ذلك، علوما واجتماعا وحضارة.
ويسعى الأمريكيون والغرب إلى حرف المسلمين وإبعادهم عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- وعن القرآن الكريم؛ لأَنَّهم يخافون منهما خوفاً عظيماً، ويرون فيهما مصدر العزة، فالقرآن عظيم، وهو المصدر الأَسَاسي لقوة المسلمين، وبقاؤه حياً بين أيديهم يؤدي إلى عودتهم أقوياء.
ولعبت فرنسا ولا تزال دوراً كَبيراً في هذا الجانب منذ سنوات كثيرة، فهذا الحاكم الفرنسي في الجزائر يقول بمناسبة مرور مِئة عام على احتلال الجزائر: “يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم.. انتزعوا القرآن من صدورهم”.
وتذكر بعض الروايات أن الفرنسيين أخذوا عشر فتيات أَو طفلات من الجزائر، فمسخوهن في مسألة الحجاب ومسألة التدين، فلما أتى الحفل الرسمي في الجزائر حضرت الفتيات متحجبات، فقالوا: ضيعنا جهدنا.
وقد قيل لوزير المستعمرات الفرنسي لاكوست: لماذا لم تتأثر الجزائر وقد مكث الاحتلال فيها (129 عاماً)؟ قال: “وماذا أصنع إذَا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!”.
على درب الضلال
وإذا كانت القوى الاستعمارية الكبرى قد أحدثت شرخاً كَبيراً في الأُمَّــة الإسلامية في القرون الماضية، فإن الدول الغربية والأمريكية تعمل اليوم على الاستمرار في نفس النهج، حيث تُسَخَّر البرامج التلفزيونية الموجهة إلى البلاد الإسلامية؛ وذلك لتدمير أخلاق المسلمين وعقولهم حتى يكونوا بعيدين عن الله والرسول والقرآن، حتى رأينا من ينتسب للإسلام وهو عدم الإسلام فتجده يعاقر الخمرَ ليلاً ونهاراً، وتجده يتعامل بالربا ولا يسمع بفتوى العلماء، ولا لشيء من ذلك، وتجده يهجر القرآن ويهاجم الإسلام.
ولقد لجأت أمريكا وإسرائيل والغرب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث صنعوا جماعات إسلامية متطرفة شوّهة الصورة الناصعة للدين الإسلامي وأعطت صورة مشوهة عن الدين الإسلام، وهؤلاء يقرأون القرآن الكريم لكنهم يلجؤون إلى التأويل الانحرافي، فظهرت تنظيمات داعش والقاعدة، وظهر معها الإجرام من ذبح وقتل وسحل وإحراق وتعذيب، وكل ذلك يأتي باسم الدين.
وانتشر؛ نتيجة هذا العمل الممنهج في الأُمَّــة الإسلامية، أناس يأخذون من القرآن ما يحبون ويتركون ما لا يحبون، فتراهم يرمون آيات الجهاد وراء ظهورهم ويثبطون ويحثون الناس ويدعونهم إلى البقاء في منازلهم وعدم النفير، مستدلين بأحاديثَ مغلوطة عن الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ.
ولجأت أمريكا والدول الغربية كذلك إلى تشكيك المسلمين في دينهم، وبتنا نسمع البعض يقول إن القرآن الكريم ليس كتاباً سماوياً، وأنه تأليف محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، وأنه مليء بالخرافات والأساطير.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد فحسب، بل أقدم النظام السعودي المجرم بدعم وتشجيع من أسياده الأمريكيين والصهاينة على تدنيس المسجد النبوي الشريف ثاني الحرمين الشريفين وإدخَاله لأحد الصهاينة إلى المسجد، وهذه جريمة كبيرة بحق الإسلام وإساءة كبيرة وفظيعة إلى رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.
وبينما المسلمون يتألمون ويتأسفون حينما يدخل الصهاينة إلى باحات المسجد الأقصى وإلى صرحه الخارجي، إذَا بهؤلاء يأتون بالصهاينة إلى ثاني الحرمين إلى المسجد النبوي ويدخلونهم لالتقاط الصور داخل المسجد النبوي، وكل هذا تودد إلى الصهاينة وتودد بالإساءة؛ ولهذا يجب أن يكون للأُمَّـة صوتُها المسموع في الانتقاد ومواجهة كُـلّ هذه المخطّطات ومواجهة المشاريع التكفيرية في المنطقة، وأن تعي الأُمَّــة أن قوّتها وعزتها وشموخها وسؤددها هي بالارتباط الوثيق بالقرآن الكريم وبالرسول العزيز محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، وأن العكس هو الخُسرانُ المبين.