تصريحات المسؤولين الأمريكيين تؤكّـد مصداقية خطابات قائد الثورة وحديثه عن “التكفيريين”
أفق نيوز – بقلم – نوح جلاس
يؤكّـد قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، مجدّدًا، أن التنظيمات “الإجرامية” التي صنفتها قوى الاستكبار بـ”الإرهابية”، ما هي إلّا صناعة أمريكية صهيونية غربية بامتياز، لها أهداف لضرب الإسلام والعالم العربي والإسلامي.
وقال السيدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي، أمس، في خطاب تدشين الاحتفالات اليمانية بالعيد المحمدي الكبير “ذكرى المولد النبوي الشريف”: إن “التكفيريين صناعة أمريكية غربية، والمخابرات الغربية بما فيها الفرنسية تساهم في رعايتهم ودعمهم”.
ويضيف قائد الثورة أنه “من أهم أسباب معاناة البشرية هي ما تمارسه دول الاستكبار في الغرب، وعلى رأسها أمريكا وذيلها إسرائيل”.
وأشَارَ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، إلى “أن أمريكا وحلفاءَها تدخلوا لمساندة التكفيريين في سوريا واليمن وبلدان أُخرى؛ لأَنَّهم يستفيدون منهم في تشويه صورة الإسلام”، منوِّهًا بأن “حالة التحريف والانحراف أحدثت فجوة كبيرة في صفوف المسلمين وأدت لمشاكل كبيرة في واقعهم”.
ويوضح السيد القائد أن “هناك أزمات في واقع المسلمين؛ نتيجة لعملاء أعداء الأُمَّــة؛ ونتيجة الاستهداف من الغرب الاستعماري”.
ويؤكّـد قائد الثورة أن “التكفيريين مدعومون من أمريكا وفرنسا ودول الغرب، وهم أول من وقفوا مع التكفيريين لضرب المسلمين والفتك بهم”.
كما يؤكّـد أن “الأعداء استغلوا الانحراف في واقع الأُمَّــة للإساءة إلى الإسلام والقرآن”.
وعلى ضوء ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، تعجز الولايات المتحدة الأمريكية عن إخفاء حقيقة الارتباط الأمريكي الوثيق بالتنظيمات الإجرامية، فيما تقر تصريحات مسؤولين أمريكيين بوجود علاقة ارتباط وثيقة وواضحة بين واشنطن والتنظيمات و”المنظمات” الإجرامية المنتشرة حول العالم.
وتأتي تصريحات هيلاري كلينتون بالدعم الأمريكي لإنشاء “القاعدة”، أحد جوانب الاعترافات الأمريكية الرسمية بصنع واشنطن لتلك التنظيمات؛ بغرض تحقيق أهدافها في ضرب الأُمَّــة الإسلامية ومن ثم استخدامهم لتشويه المسلمين، حيثُ قالت كلينتون إن الولايات المتحدة هي من صنعت تنظيم “القاعدة” في إطار صراعها مع الاتّحاد السوفيتي، مؤكّـدةً أن استخدام واشنطن للمتطرفين المنتمين لـ”القاعدة” يأتي كأداة من أدوات الاستراتيجية الأمريكية للقضاء على الاتّحاد السوفيتي السابق.
وتؤكّـد تصريحات هيلاري أن “القاعدة” في مرحلة التأسيس كانت جزءاً من تصور أمريكي هدفه الانفرادُ بقيادة العالم.
وعلاوةً على ذلك، تأتي تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق “بريجنسكي” أن الولايات المتحدة كانت تريد انهيار الاتّحاد السوفيتي بأية وسيلة، سواء من خلال إنشاء ودعم تنظيم “القاعدة”.
وإضافة إلى تصريحات لمسؤولين أمريكيين عدة، بالارتباط الوثيق بين “داعش” وأخواتها، بأمريكا وحلفائها، تأتي ما أكّـدته بعض تقارير الوسائل الإعلامية الأمريكية وتسريبات لعناصر استخباراتية أمريكية حول علاقة المخابرات المركزية بتنظيم القاعدة أكثر وضوحاً، حيث تفيد تلك التقارير بأن رئيس المخابرات الأمريكي الأسبق وليام كيسي كان يعد لنشر مذكرات تحتوي على خلاصات لعمليات إنشاء القاعدة كأداة أمريكية لتفكيك وتدمير أي من شعوب العالم العربي والإسلامي، إلّا أنه تم اغتياله ولم تصدر تلك المذكرات.
وحسب ما تناولته صحف أمريكية، فقد كانت خلاصة تلك المذكرات أن المخابرات المركزية الأمريكية وبتعاون مسؤولين فرنسيين، وجدت أن تمويلها للمتطرفين في أفغانستان وغيرها من البلدان في منطقة الشرق الأوسط، يأتي ضمن استراتيجية تسعى لإكساب واشنطن مكاسب سياسية وعسكرية، فيما تأتي المكاسب الفكرية في تشويه الإسلام وضرب المسلمين، كأبرز الأهداف من صناعة تلك التنظيمات.
ومن خلال الفترة الزمنية التي شهدت تدخلات أمريكية مباشرة في الشرق الأوسط، يتضح جليًّا الارتباطُ الكبير بين واشنطن وربيبتها “القاعدة وداعش”، فبعد التدخلات الأمريكية في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا، جاءت التنظيمات الإجرامية لتعزز بها واشنطن موجات قواتها العسكرية الرامية إلى احتلال الأماكن المراد السيطرة عليها، وتحديداً في مناطق الثروات النفطية – كما حصل في العراق وسوريا وليبيا –، ومن ثم تقديم نموذج دموي بحق أهالي المناطق المحتلّة وترويجها عبر الماكنة الإعلامية الضخمة؛ بغرض تشويه الإسلام واستهداف المسلمين، وهو ما أكّـده قائد الثورة في عدة خطابات سابقة.
وفي ذات السياق، يذكر موقع غلوبال ريسيرش الأمريكي، أن “تنظيم القاعدة وتنظيم داعش قد تم صناعتهما في داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهما أداة للإرهاب التي تهدف أمريكا عن طريقهما إلى تقسيم وغزو الشرق الأوسط الغني بالنفط”.
ويفيد الموقع في دراسة مطولة، بـ”أن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل بدعم الجماعات الإرهابية، الأمر الذي سيكون مثل المفاجأة لأُولئك الذين يشاهدون الأخبار ويتجاهلون التاريخ، فالولايات المتحدة دعمت علناً الإرهابيين في إندونيسيا وفي باكستان، وأفغانستان والعراق وسوريا وغيرها”.
مُشيراً إلى أن العلاقة بين تنظيم “داعش” الإجرامي والولايات المتحدة ليست سرية، بل هي أبعد من ذلك؛ لأَنَّ وجود هذا التنظيم الإرهابي على الأرض يساعد بشكل موضوعي الولايات المتحدة في تحقيق جملة من المهام، وأولها خلق ذريعة لتواجدها العسكري المطول في المنطقة، وتبنيها مشاريع التقسيم.
وبالعودة إلى ما حدث في العراق وسوريا وأفغانستان، يتبيّن أن الولايات المتحدة الأمريكية ارتدت التنظيمات الإجرامية كـ”قفازات” لتدمير البلدان وتقسيمها والسيطرة على الجغرافيا ذات الاهتمام الأمريكي الكبير، في حين لا تأتي أهداف صناعة التكفيريين بمعزل عن حملة تشويه واستهداف كبير للإسلام والمسلمين.