من هو علي عنتر؟
أفق نيوز//
علي أحمد ناصر عنتر، ثائر، سياسي، ولد عام 1937م في قرية (الخريبة) محافظة الضالع.
تلقى مبادئ القراءة والكتابة في كُتّاب قريته، ثم رحل إلى الكويت طلبًا للرزق؛ فعمل فيها وانضم إلى حركة القوميين العرب. وفي سنة 1380هـ/1960م، عاد إلى بلده؛ وشارك في تأسيس حركة القوميين العرب في محافظته، وأصبح المسئول الأول عنها.
وبعد قيام الثورة الجمهورية في صنعاء سنة 1382هـ/1962م، تهيأت الظروف بشكل أكبر للمقاومة العسكرية ضد الاحتلال البريطاني في الجنوب؛ فزاد نشاط حركة القوميين العرب في الضالع، وساهم في ذلك التحاق كثير من أعضاء الحركة في صفوف المدافعين عن الثورة، وفي بعض مناطق الشمال، ثم تدريبهم وإكسابهم مهارات قتالية عالية، استفادوا منها عند عودتهم إلى بلادهم، خاصة بعد انطلاق الثورة من جبال (ردفان) سنة 1964م؛ عقب مقتل أبرز قادة الثورة في جبال (ردفان) (راجح غالب لبوزة).
وقد برز علي عنتر كأحد المقاومين في منطقة (الضالع)، وانطلقت بقيادته أول معركة في الضالع ضد الوجود البريطاني. اختير علي عنتر عضوًا في القيادة العامة للجبهة القومية، وتمكن من السيطرة على منطقة (الضالع) في مطلع 1967م، وفي نفس العام سلمت بريطانيا بالاستقلال عام 1387هـ/1967م.
المناصب والمسؤوليات
تولى بعد الاستقلال عددًا من المناصب؛ منها: عضوًا في اللجنة التنفيذية للتنظيم السياسي للجبهة القومية، وبعد الإطاحة بالرئيس قحطان الشعبي، وتعيين مجلس رئاسة؛ عين علي عنتر عضوًا في هذا المجلس، وقائدًا عامًّا للجيش، ثم عُيّن نائبًا لوزير الدفاع سنة 1390هـ/1970م، وأثناء ذلك تلقى عددًا من الدورات التدريبية في (موسكو)، وتم ترقيته إلى رتبة (عميد)، مع بقائه عضوًا في اللجنة المركزية.
شكَّل مع بعض زملائه من قادة الحزب الاشتراكي تحالفًا ضد تيار عبدالفتاح إسماعيل الرئيس لجمهورية الجنوب، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الأكثر تمسكًا بالخط الماركسي السوفيتي، بعد أن وقَّع (عبدالفتاح إسماعيل) اتفاقًا مع الرئيس علي عبدالله صالح في قمة الكويت سنة 1399هـ/1979م؛ عقب حرب عسكرية انتصر فيها جنوب اليمن على شماله، وبالاتفاق توقفت الحرب، ونشأ تصدع في صفوف الحزب الاشتراكي الحاكم في عدن، وانقسمت قيادته إلى قبلية وأيدلوجية، كان علي عنتر قد تحالف مع جناح (علي ناصر محمد) الذين كانا يمثلان التيار القبلي والجيش؛ وأجبرا عبدالفتاح إسماعيل على تقديم استقالته من الأمانة العامة لـ(الحزب الاشتراكي)، ورحل إلى (موسكو)، وظل هناك خمس سنوات.
أحداث يناير
تولى (علي ناصر محمد) الأمانة العامة للحزب الاشتراكي، ومنصب الرئاسة ورئاسة الحكومة، ورئاسة مجلس الشعب، وأصبح علي عنتر عضوًا في المكتب السايسي، ونائبًا أول لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرًا للدفاع. غير أن تحالف مع علي ناصر محمد، لم يدم طويلاً، ووسط اتهامات وجّهت ضد (علي ناصر محمد) بأنه خرج عن الخط (الاشتراكي) واحتكر المواقع القيادية في السلطة، وزاد على ذلك أن أعفي علي عنتر من عمله وزيرًا للدفاع، فتوسعت بذلك الأزمة بين الرجلين، واتسع الخلاف. وفي هذه الأثناء عاد (عبدالفتاح إسماعيل) من موسكو؛ ليتحالف مع ضد (علي ناصر محمد)، وازداد الوضع تأزمًا، وانقسم الجيش على ولاءات قبلية، حتى كان يوم 2/5/1406هـ الموافق 13/1/1986م، إذ حلَّت ساعة المواجهة، وتبادل أعضاء المكتب السياسي إطلاق النار على بعضهم في قاعة المكتب السياسي في مدينة عدن؛ وأعقبتها حرب دامية، استمرت عشرة أيام، راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف معظمهم من كوادر الحزب الاشتراكي، ورجال القبائل الموالية للطرفين.
وفاته
كان علي عنتر ضمن من لقي حتفه في الصراع الدامي في أحداث 13/1/1986م.