عدن برميل بارود قابل للانفجار وما يجري في تعز يؤدي إلى نفس المصير
> 10 أيام في عدن!
> انـتـشـار مـكثف للـسـلـفـيـيـن والـتـكـفـيـريـيـن.. وجامعة عدن تحولت إلى ما يشبه مركزاً وهابياً
> السعودية تنتهج سياسة تدميرية انتقامية.. ومعظم المنشآت الخدمية تم تدميرها بقصف الطيران
> لا توجد حاضنة شعبية لهادي أو لحكومته.. ولا يمكن لها العودة والاستقرار في عدن
مشاهدات/ كتبها صلاح القرشي
لم يعد السفر إلى عدن سهلا كما كان، بل لم يعد حلما بأن يستغرق يوما واحدا “كما في الأغنية الشهيرة.. “عدن عدن، ياريت عدن مسير يوم” كما لم تعد الحياة فيها كما كانت من قبل حتى بالنسبة لأهلها الطيبين.
فعندما تريد أن تسافر إلى عدن، يجب أولا التنسيق مع شخص من الجنوب يستطيع أن يضمنك ويرافقك من حين تصل إلى الحدود الشطرية السابقة، فهناك مشايخ وأمراء على نقاط المنافذ هم الذين يعطون تصاريح الدخول، بعد التحقيق والتحريات للشخص المسافر إلى عدن أو الجنوب.
فإذا كان يحمل جوازاً صادراً من عدن وبطاقة شخصية صادرة من عدن وعنده شهادة ميلاد من عدن يدخل ولا تقابله أي عقبات، أما غير ذلك فإن الشخص يخضع لنفس الإجراءات التي تتم عند الدخول إلى دولة أخرى مع بعض الاستثناءات، وفي حالة المرافقين المسلحين الضامنين لك، ويجب أن يكون أصلهم من الجنوب.
أحد الذين مروا بهذه التجربة يقول: عندما وصلنا إلى نقطة المنفذ في الحدود الشطرية السابقة في منطقة الصبيحة، كنا قد نسقنا مع أحد الأشخاص من أبناء الصبيحة، قام باستقبالنا، وهو شخص دمث الأخلاق، يرتدي “المقطب والشميز” ويتسلح بالكلاشينكوف إضافة إلى جعبة الذخيرة، وما إلى ذلك.
قام هذا الرجل بتقديمنا إلى الشيخ، وسلمه جوازاتنا والتي تعود إلى إحدى الدول العربية، لكنه – أي الشيخ – لاحظ من منظرنا ومن لهجتنا، أننا من أبناء الحجرية التي تمتد جغرافيا وتقع أجزاء منها في محافظة لحج (الصبيحة) والجزء الآخر في محافظه تعز عند حدود جبل صبر – هذا إذا لم يكن جبل صبر نفسه تابعاً للحجرية- فضحك الشيخ وقال أنتم من الشمال من تعز، فبدأ يضع العراقيل والذرائع وما إلى ذلك، قلنا له نحن من أبناء تعز نعم لكن معنا جوازات وجنسية دولة أخرى، فضحك وقال طالما معكما هذا الضامن الصبيحي خلاص ووافق على الدخول، فتنفسنا الصعداء، فقد كنا نخاف من إرجاعنا وعدم إدخالنا بعد ما قطعنا كل هذه المسافة وتجشمنا عناء السفر.
ويقول: من حين تحركنا من منفذ الحدود الشطرية السابقة في الصبيحة ووصلنا مدينة عدن واستمرت إقامتنا عشرة أيام هناك، قبل أن نسافر خارج اليمن، شاهدنا الكثير ولاحظنا الكثير وإليكم التفاصيل:
المشاهدة الأولى:
بلغت عدد النقاط العسكرية التي أوقفتنا من نقطة الحدود وحتى وصلنا إلى مدينة عدن أكثر من أربعين نقطة وحاجزاً للمسلحين الذين يرتدون ملابس مدنية ومدججين بالسلاح، وعند كل نقطة يتم سؤال مرافقنا الصبيحي المسلح، من أين أنت ؟؟؟، يرد أنا من يافع، وهؤلاء معي، فيقول مسلح النقطة العسكرية للسائق: اطلع، قلنا لمرافقنا: لماذا تقول إنك من يافع، فقال لأن معظم قبائل يافع هي التي تسيطر على هذه النقاط وعلى مدينة عدن بالاشتراك مع بقية المجموعات المسلحة من القوى السلفية وأنصار الشريعة وغيرها من المجموعات.
وعندما وصلنا أطراف عدن، أوقف مرافقنا الصبيحي السيارة وقال: إلى هذا المكان فقط استطيع الدخول، أما بعد هذا لا استطيع، فقد يتم استهدافي إذا عرفوا أني من الصبيحة، أنتم الآن في وضع أحسن مني، فنحن على توتر شديد مع يافع، وودعنا وغادر.
قلت لنفسي إذا كان بعض الجنوبيين يخشون من دخولهم عدن فكيف بنا نحن!
المشاهدة الثانية:
كل الأعلام المرفوعة على البنايات وفي كل مكان وبكثرة، هي أعلام الدولة الجنوبية قبل الوحدة، بالإضافة إلى أعلام دولة الإمارات وبقية الأعلام السوداء للمسلحين، ولا يظهر بالمرة علم الجمهورية اليمنية أو العلم السعودي!
المشاهدة الثالثة:
انتشار كبير للمسلحين من أبناء يافع في مدينة عدن وخاصة في ميناء عدن، الذي أفرغ – الميناء – من الشماليين وتبقى الموظفون من أبناء عدن فقط إلى جانب هؤلاء المسلحين الذين اضطلع بعضهم بعمل إداري في الميناء، لذلك غلب عليهم عدم الإلمام بتفاصيل العمل وهناك عشوائية، وتململ كبير بين الموظفين الذين يطالبون بحقوقهم، وهم كثيرو الشكوى من الوضع السيئ.
المشاهدة الرابعة:
لاحظنا انتشاراً كثيفاً أيضا لشعارات أنصار الشريعة، على الجدران والباصات، حتى على الدراجات النارية وانتشار مسلحيهم المدججين بالسلاح، كما لاحظنا تواجداً كثيفاً للقوى السلفية بكثرة، وانتشار أكشاكهم في كل الشوارع، والمربعات والأسواق والمدارس والجامعات، وعندما تذهب إليهم في أي سؤال أو مشكلة، يبدأون باعطائك بعض المطويات والأدعية قبل أي شيء. جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الأخرى متواجدة، وكأننا في مدينة سعودية وهابية، وليست مدينة عدن الشافعية، وحتى لما زرنا جامعة عدن كان يوجد كشك “الدعوة” في البوابة، والذي بدوره أعطانا مطوية الأدعية وغيرها, ومن تجوالنا بالجامعة رأينا جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متواجدة، وكأننا بأحد المعاهد السلفية، وقد قالوا لنا أن هذا أيضا يحصل في المدارس والتي يجري تفتيشها والاشراف عليها من قبل هذه الجماعة.