أنصار الله ومواجهة الإرهاب
أفق نيوز – بقلم – نوال أحمد
إن عِداء أمريكا لأنصار الله ليس خِلاف المتوقَع وإنما سكوتنا وقبولنا بأمريكا، وقعودنا أمام حروب أمريكا، وإن غفلتنا عنْ ما تمارسه أمريكا من إرهاب وإجرام بحق أبناء الأمة الإسلامية لهو الذي يجب أن يكون خلاف المتوقع، فأمريكا هي عدوة الشعوب وهي اليد الاسرائيلية التي تضرب الأمة الإسلامية وتعبث بها وبمقدراتها، هي التي تعيث في هذه الأرض الفساد.
فأمريكا هي أمّ الإرهاب وهي منبع الفساد وجذور الإرهاب، أمريكا هي من تُعادي أحرار الأمة وهي من تنشئ الإرهابيين من الجماعات التكفيرية (داعش والقاعدة) وهي من تقوم بصناعتهم وتتكفل بدعمهم هي من تغذيهم وتمونهم بالمفخخات والمتفجرات لقتل أبناء الأمة الإسلامية، أمريكا هي عدو الإنسانية فهي من تقتل الأبرياء بقنابلها وصواريخها في قُطر إسلامي.
أمريكا قائمة أساسا على التوحش والإجرام وسفك الدماء هي من قتلت وتقتل المسلمين في كل بلاد الإسلام، هي من سفكت دماء ملايين البشر في أفغانستان وفيتنام وفي ليبيا وسوريا والعراق واليمن وفي كل مكان، هي من قتلت وتقتل بصواريخها وقنابلها وحصارها الشعب اليمني على مدى سبعة أعوام متتالية.
فقرارها وتصنيفها الأخير لأنصار الله في اليمن كمنظمة إرهابية حدّ زعمها ليس بالمفاجئ وليس بأول قرار نسمعه من أمريكا بحق أحرار ومجاهدي هذه الأمة، من يتصدون لمآمراتها ومن يقفون ضد سياساتها ويرفضون هيمنتها، فهذا القرار سمعناه من أمريكا قديما بحق أنصار الله وقبل ذلك عندما صنفت حزب الله في لبنان كمنظمة إرهابية، سمعناه بحق حركة حماس في فلسطين، وغيرهم الكثير من الحركات المناهضة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية صنفتهم الإدارة الأمريكية بأنهم إرهابيون لأنهم مقاومون وأحرار يرهبونها بجهادهم ويفضحونها بعزمهم وثباتهم ودفاعهم المقدس بالحفاظ على سلامة الدين و المقدسات وحفظ ما تبقى من كرامة وعزة لهذه الأمة المنكوبة.
إن قرار أمّ الإرهاب القذر بحق الأنصار وقذفها للمجاهدين الأحرار في اليمن بوصفهم وتصنيفهم بالإرهابيين، قرار لا يقدم ولا يؤخِر ،كما أنه لا ينفع أمريكا كلا ولن يضرنا، فكل أوراق أمريكا قد أُحرقت في اليمن، وأي قرار يصدر اليوم من أمريكا ضد اليمنيين يكون محله الاحتقار والبصق عليه ،ويكون موضعه تحت الأقدام والدوس عليه بالنعال ، فهنا كل أبناء هذا الشعب هم أنصار الله وأنصار الرسالة المحمدية، كلهم أنصار للدين وللمستضعفين، وقرار أمريكا الأخير ضد أنصار الله قرار لن يكون إلا تحت أقدام المؤمنين، فالمواقف اليمانية ثابتة لا تتزلزل ولن تتحول أو تتبدل تجاه قضايا الأمة الكبرى والأساسية، ولن تنثني بإذن الله عزائم المجاهدين عن مواجهة أعداء الله وأعداء الإنسانية أمريكا وإسرائيل الذين هم في الأساس عدو الأمة الأول.
فمن منطلق قول الله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ » لذلك وامتثالا لهذا الأمر الإلهي فإن يمن الإيمان قد أعد اليوم القوة التي بإمكانها أن تردع المعتدين على هذا البلد وشعبه المظلوم ، واليوم وبفضل من الله تعالى وجهاد الرجال الصادقين ها قد أصبحت الدولة اليمنية تمتلك قوة إيمانية عظمى تهابها دول الاستكبار والإجرام والشر العالمي، ولديها من القوة العسكرية اليمانية ما يرهب أعداء الله وأعداء الإنسانية، إن اليمنيين بفضل من الله وبفضل القيادة القرآنية الحكيمة باتوا اليوم أكثر إيمانا ووعيا من الماضي، وباتوا أقوى عزماً، وأكثر تصميماً وأذكى عوداً وأشد صلابة مما مضى بكثير والحمد لله ، وما زادتهم سنوات العدوان والحصار إلا قوة و عزماً وإلا إيماناً بعدالة قضيتهم، وقناعة بأحقية الموقف الثابت والمبدئي الذي هم عليه ،لم يزداد اليمانيون إلا تصميماً وإقداماً في الانطلاقة، وقوة في الإرادة وبالحزم والعزم اليماني بالنفير والاستنفار بدعم وإسناد ورفد الجبهات العسكرية، وكلهم إصرار بالاستعانة بالله الأقوى على مواجهة الظالمين والمستكبرين، ولن تثنيهم أي قرارات أمريكية عن القرار الإلهي الذي أعطاهم الحق في الدفاع عن أنفسهم وبلدهم وعن دينهم وأمتهم ولا تراجع عن هذا القرار الإلهي عن مواجهة أعداء الله حتى يكرمهم الله بالنصر أو يأتيهم بفتح من عنده والله خيرٌ ناصراً وخيرٌ أملا، وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز.