صنعاء تواجه الإرهاب الأمريكي وجها لوجه في مأرب
أفق نيوز – تقرير- محسن علي الجمال
تتواصل وتيرة العمليات العسكرية الواسعة التي يخوض غمارها أبطال الجيش واللجان الشعبية بخطى متسارعة على مشارف مدينة مأرب الغنية بالنفط والغاز لتحريرها من دنس التحالف الأمريكي السعودي وفصائل المرتزقة التي تقاتل بجانبه في أكثر من محور على رأسها مليشيا حزب الإصلاح وعناصر القاعدة وداعش, وهو ما يظهر الإرتباط الوثيق للمشروع الأمريكي السعودي بالعناصر التكفيرية التي تقاتل ضمن صفوفه في إحدى عشر جبهة في اليمن, بعد أن تم تطويقها من القلب والميمنة والمسيرة بعد أن عبث تحالف العدوان ومرتزقته بثرواتها واستأثر بها على مدى 6 سنوات وحولها إلى أداة خنق داخلية لمضاعفة حصائره الجائر للشعب اليمني.
قرار تحرير مأرب يأتي بعد سلسلة مبادرات قدمتها صنعاء خلال السنوات الماضية تضمنت 9 بنود رئيسية كمطالب محقة واستحقاقات عادلة للشعب اليمني في مقدمتها، إعادة توزيع وضخ نفط غاز مارب إلى جميع المحافظات بما فيها تلك الواقعةُ تحت سيطرة حكومة المجلس السياسي الأعلى، وفتحَ الطريق بين مارب وصنعاء وعدمَ التعرض للمسافرين أَو البضائع، بالإضافة إلى تحييد مناطق المحافظة وتأمينها وعدم استخدامها في أي نشاط للتحشيد أَو التحَرّك العسكري أَو التقطع.
ومن أهم ما تضمنته المبادرة الالتزامُ بإخراج جميع فصائل التنظيمات التكفيرية (القاعدة وداعش) المتواجدة حَـاليًّا في المحافظة والتي تقاتِلُ وتعملُ بجانب تحالف العدوان , ووقف نهب إيرادات نفط وغاز وضرائب المحافظة وتوريد تلك الأموال لخدمة المواطنين وصرف رواتب الموظفين في كُـلّ المحافظات.
غير أن بنودها قوبلت بالرفض التام والمطلق من قبل الطرف الآخر المصر على المزيد من خنق الشعب اليمني, الأمر الذي جعل القيادة في صنعاء تحمل على عاتقها تطهير كل شبر محتل في ارض اليمن الميمون, وإزاء هذا التحرك الذي اتخذته صنعاء سارعت جميع وسائل الإعلام الموالية للعدوان توجيه طلب نداء واستغاثة دولية لوقف الإجتياح القادم من صنعاء تزعمت عناوينها الحفاظ على دماء المدنيين مستخدمة النازحين دروعا بشرية في كافة المخيمات, ولربما لن ترعوي في اللجوء لارتكاب مجازر بشعة بحقهم لاستعطاف المجتمع الدولي ثم محاولة إلصاقها بأنصار الله، كما حدث ويحدث في محافظة تعز.
العدوان على الذي تقوده السعودية على اليمن جاء بضوء أخضر أمريكي وتتبنى فيه الإدارة الأمريكية الدعم اللوجستي والعسكري وجنت منذ إعلانه على لسان السفير السعودي السابق عادل الجبير من خلال بيعها للعديد من صفقات الأسلحة مليارات الدولارات, فسياسية إفقار الشعوب والأنظمة تعد إحدى الأهداف الإستراتيجية لواشنطن والسيطرة على ثرواتها والحفاظ عليها تعتبر أهداف أمريكية بامتياز, لتبقى بؤر للجماعات التكفيرية والمسلحة وتضمن بقاؤها لتجنيد العناصر التكفيرية التي تقاتل تحت الغطاء الأمريكي بأسلحة أمريكية أدخلتها إلى اليمن تحت يافطة إسناد ما يسمى بالشرعية .
يؤكد ذلك الإهتمام الأمريكي لمحافظة مأرب وما هو ما تجلى يوم أمس مؤخرا حيث دعت الإدارة الأمريكية عبر لسان وزير خارجيتها من أسمتهم بالحوثيين إلى وقف العمليات العسكرية صوب مدينة مأرب, في محاولة امريكية على ما بنته منذ بداية العدوان, وهي حشد الجماعات الكتفيرية من سوريا والعراق إلى مأرب, التي حضت بدعم لوجستي غير محدود من قبل الإدارة الأمريكية, والتي تعتبرها أمريكا كأهم الأدوات الأمنية والعسكرية الفعالة على الأرض.
ومع تصاعد حدة المواجهات التي وصلت إلى أطراف مدينة مأرب من جهة الجوف وصرواح والجهة الغربية الشرقية للمدينة بعثت صنعاء عدة رسائل تطمينية لجميع المواطنين حيث وجه رئيس الوفد الوطني في تغريدة له على منتصه “تويتر” رسالة قال فيها: أهل مارب أهلنا، وقد عانوا كثيرا جراء سيطرة تحالف العدوان ومرتزقته بتحويل مارب لغرفة سوداء بالمظالم الفظيعة.
وأضاف: فلأهلنا الكرام في مارب أن يطمئنوا بأن عمليات الجيش واللجان لا تستهدف سوى المنخرطين عسكريا مع العدو الأجنبي ،وعليهم أن يعودوا لرشدهم ويدركوا أن تحالف العدوان يقاتل بهم لا لهم..
احتدام المعارك في كافة محاور القتال تزامناً مع غليان كبير يشهده الشارع اليمني في عموم المحافظات وسخط شعبي كبير وإعلان القبائل اليمنية النفير العام والنكف القبلي بعد أن أقدمت مليشا الإصلاح على ارتكاب جريمة في الأسابيع الماضية على اختطاف عدد من النساء بذرائع وهمية واقتيادهن إلى جهات مجهولة في خطوات تعكس مدى الإفلاس الأخلاقي الذي وصلت إليه تلك المليشيات المتجردة من كافة المبادئ والقيم والتقاليد والأعراف, حيث لاقت استنكار واسع من كافة الأحزاب اليمنية ومنظمات المجتمع اليمني بل وضاعفت من التفاف القبائل مع الجيش واللجان في المواجهة, والإصرار على تحرير المدينة..
الثلاثة المحاور الرئيسة التي تدور فيها العمليات القتالية ليس مرتزقة الإصلاح فقط وحدهم الذين يقاتلون الجيش واللجان الشعبية, بل يضم الطرف الأخر العديد من المرتزقة الذين تم استقطابهم من عدة محافظات بالإغراءات المالية مستغلا الوضع الإقتصادي الذي تسبب به العدوان, كما يضم الآلاف من عناصر ما يسمى القاعدة وداعش التي تكبدت خسائر كبيرة في العدة والعتاد والتي كان أخرها مقتل القيادي في صفوف داعش الصريع محمد صالح الطيابي أحد المطلوبين دوليا بعد أن لقي حتفه في جبهة العلم شمال المدينة مع عدد من مرافقيه مطلع الأسبوع الجاري.
وهو ما صرح به رئيس هيئة الإستخبارات العسكرية اللواء عبدالله حاكم في الإجتماع الإستنائي الذي ترأسه مطلع الأسبوع الجاري بالعاصمة صنعاء وضم رؤساء الهيئات ومدراء الدوائر بوزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة لمناقشة آلية حسم المعركة في مارب باستخدام كل الوسائل المشروعة لضرب ما تبقى من قدرات الأعداء حيث كشف بأن” الذين يقاتلوننا اليوم ليسوا أبناء مارب بل سعوديين وإماراتيين وأمريكيين ومرتزقة من بعض المحافظات”.
الهيئة وعبر كوادرها الإستخباراتية تمكنت من التوغل في عمق العدو واخترقت وضعه الداخلي وهيأت الأوضاع بشكل كبير للمقاتلين من أبطال الجيش واللجان الشعبية, وهو ما يفسر سر عمليات الفرار والإنهيارات الكبيرة التي نجم عنها سقوط العديد من المواقع العسكرية والألوية بعدتها وعتادها في يد قوات صنعاء فضلا عن تكبيد قيادات المرتزقة خسائر كبيرة, وفق ما اعترفت به وسائل إعلامية موالية للعدوان من سيطرة الجيش واللجان الشعبية على كامل جغرافيا مديرية صرواح وصولا إلى سد مأرب ومناطق جديدة استراتيجية جديدة في جبهتي جبل مراد والجوبة غرب شرق مارب, ومن جهة الجوف أيضا..
القضاء على العنصر البشري اليمني أيا كان إنتماؤه يعد أهم أهداف التحالف العدوان, غير أن القيادة في صنعاء ومع كل عملية تفتح نافذة أمل وتمد طوق نجاة لعودة المخدوعين إلى جادة الصواب وذلك من منطلق حرصها عليهم وسعيها لإنتشالهم خصوصا بعد حزمة معلومات تؤكد أن المخدوعين يعشيون في أوضاع مأساوية بعد انكشاف أهداف التحالف من جهة, ومن جهة أخرى وقوفهم الصارخ على خذلان التحالف لهم بل وقتله العديد منهم بالغارات الجوية, وهو ما أجبر الالاف منهم للتواصل مع صنعاء حيث تلقت هيئة الإٍستخبارات يوم الخميس الماضي فقط إتصالات لأكثر من 250 عنصر منهم لتنسيق عودتهم إلى أهاليهم, واستطاعت تحييد وتجنيد الكثير من أفراد وضباط العدو في مارب لقلب الطاولة على رأس المحتل من الداخل كخطة إستراتيجية أعلنها بكل صراحة ووضوح رئيس هيئة الإستخبارات اللواء الحاكم .
الحاكم وفي الإجتماع الإستنثائي فجر فضائح صاعقة لتحالف العدوان معلنا عودة 20000 من المخدوعين إلى مناطقهم وأهاليهم بعد أن انكشفت لهم حقيقة أهداف العدوان الساعي للنيل من كرامة شعبنا ونهب ثرواته, فيما تمكنت أيضا من تجنيد المئات منهم للقيام بالدور المطلوب وبصحوتهم تمكنت صنعاء من تحديد بنك أهداف دسمة لتواجد وتحركات تجمعات الغزاة والمرتزقة لما من شأنه توجيه ضربات استباقية عبر سلاح الجو المسير والصواريخ البالستية قضت فيها على قيادات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية.
وردا على تصعيد العدوان الجوي والعسكري على مختلف المحافظات سيما مدينة مأرب ومديريات طوقها التي تعرضت لعشرات الغارات الجوية خلال اليومي الماضيين نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير للجيش واللجان الشعبية خلال الأسبوع الماضي عمليات نوعية استهدفت أهداف عسكرية حساسة في العمق السعودي
حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن إطلاق القوة الصاروخية صاروخا بالستيا مناسبا لم يُكشف عنه بعد، باتجاه خميس مشيط مستهدفا قاعدة الملك خالد الجوية, فيما شن سلاح الجو المسير بطائرات صماد 3 وكي 2 خمس هجمات متتالية على أهداف وصفت بالهامة والحساسة في مطار أبها الدولي وصولا لمطار جدة منذ الخميس المنصرم, كرد مشروع بعد أن حولهما النظام السعودي إلى قاعدة عسكرية لاستهداف شعبنا, متوعداً في الوقت نفسه باستمرار العمليات العسكرية حتى توقف العدوان وإنهاء الحصار, وشهد الأسبوع قبل الماضي إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة نوع CH4 صينية الصنع بصاروخ أرض جو لم يكشف عنه بعد أثناء قيامها بأعمال عدائية وتجسسية في أجواء منطقة مدغل بمحافظة مأرب.
وبينما يحاول إعلام الإصلاح إختلاق نصر إعلامي جديد الهدف رفع معنويات مليشياته المنهارة والدفع بالمزيد من المخدوعين إلى محارق الموت في جبهة صرواح كأهم محور لديه خاصة بعد سقوط معسكر كوفل أحد أهم قواعده العسكرية في يد الجيش واللجان ومزاعم إستعادته من قبل إعلام العدو, تداول ناشطون صورا لمحافظ مأرب المعين من سلطة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء اللواء علي طعيمان أظهرت تواجده في مقر قيادة معسكر كوفل ليحسم الجدل بذلك.
التحركات صوب مدينة مأرب أخر معاقل مليشيا الشرعية المزعومة دفعت بالسفير البريطاني والمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفتش إلى الإدلاء بتصريحات كشفت طبيعة الدور الإجرامي الذي تقوم به بريطانيا في عدوانها على اليمن حيث وصفت تلك التصريحات أعمال المدافعين عن أنفسهم من أبناء الشعب اليمني بالأعمال العدائية ,داعية إلى التوقف الفوري, تحت مزاعم وقف الحرب وتبني خيار السلام, وفي هذا الصدد تصاعدت أيضا العديد من المواقف الداعية لوقف الحرب ورفع الحصار والتي كان آخرها تصريح الإتحاد الأوروبي, وصفتها صنعاء بالمواقف الإيجابية, لكنها أكدت بدورها أيضا أنه لا معنى لأي دعوات للسلام ما لم تتحول إلى حقيقة ملموسة على الأرض.
وتعليقا على تلك التصريحات قال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام ” كما منطق السفير البريطاني، غريفيث يصف أعمال المدافعين عن أنفسهم من أبناء شعبنا بالعدائية ما يجعل منه مبعوث بلاده بلبوس أممي, وقال من يتوسط لإحلال السلام عليه أن يعدل من منطقه الأعوج.. مضيفا :”إذا الأمم المتحدة تصر على مقاربة الشأن اليمني من منظور رباعية العدوان فهي تساهم في استمرار المعاناة.”
وحلال ستة أعوام من سيطرة تحالف العدوان ومليشياته على مأرب نهب حزب الإصلاح مليارات الدولارات من عوائد النفط والغاز وملأوا بها أرصدتهم البنكية الخاصة في مختلف دول العالم, واستأثروا بها في شراء الفلل والقصور والشقق السكنية في تركيا وأروبا ومصر وأرسلوا أولادهم للعيش هناك بينما حرموا منها حتى من يقاتل في صفوفهم بمرتب الإرتزاق والعمالة, فضلا عن بقية أبناء الشعب اليمني.
الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهة مارب تحتم علينا مضاعفة الجهود لاستكمال معركة التحرر وحسم الموقف للدفاع عن الأرض والعرض والكرامة في كل شبر من أرض اليمن وتحرير ما دنسه الغزاة والمرتزقة بكل الإمكانات والوسائل المتاحة ودعم الجبهات بالرجال والمال والسلاح.