المقايضة بدماء أطفال اليمن
أفق نيوز – بقلم – حمدي دوبلة
تزامن قرار الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” – بشأن إدراج اليمن في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال- مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتزكيته أمينا عاما للمنظمة الدولية لولاية جديدة مدتها خمس سنوات إضافية تبدأ في الأول من يناير من العام المقبل أي قبل نحو ستة أشهر من نهاية ولايته الأولى .
-احتاج السياسي البرتغالي السابق غوتيريش ساعة فقط بعد مكافأة التزكية ليتحفنا بقراره الغريب العجيب بإدراج اليمن في قائمة منتهكي حقوق الأطفال السوداء وتبرئة ساحة العدوان السعودي الأمريكي من جرائمهم المروعة التي تتواصل في عامها السابع تواليا بحق أطفال اليمن على مرأى ومسمع من العالم كله .
– توقيت القرار ما بين التزكية والإدراج لم يكن عفويا أبدا ولعل غوتيريش كان حذرا للغاية واشترط في مقايضته هذه أن تتم التزكية أولا وهو ما تم فعلا وأوفى بإصدار قراره، متجاهلا كل الدعوات والمناشدات والإدانات والتقارير الدولية التي تتحدث بكل لغات العالم عمّا اقترفه ويقترفه تحالف العدوان بحق أطفال ونساء اليمن بما فيها تلك الصادرة عن منظمات تابعة للأمم المتحدة نفسها.
-كانت الأمم المتحدة قد أدرجت النظام السعودي – أكثر من مرة – في قائمتها السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال وفي كل مرة لا تلبث طويلا حتى تستبعدها بقرار سياسي من قيادة المنظمة المشبوهة، لكنها هذه المرة وبعد المقايضة بدماء أطفال اليمن لم تكتف باستبعاد قتلة الأطفال في النظام السعودي وكذلك في الكيان الصهيوني من قائمة غوتيريش السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال فقط، وإنما أدرجت اليمن في هذه القائمة التي صارت أشبه بسوق للمزادات العلنية والمقايضة والمساومة بدماء وأرواح البشر.
-لن نضيف شيئا إذا قلنا إن المال السعودي فعل فعلته خلال عدوان نظام ابن سلمان على اليمن خلال السبع السنوات الماضية واشترى القرارات والمواقف والذمم والولاءات حول العالم، لكن مالم يحسب حسابه جيدا أن كل ما أنفقه وينفقه على تجار الحروب وسماسرة الدماء لن يخفي حقيقة ما ارتكبه من جرائم بحق اليمن وسوريا والعراق وفي كل بلدان العالم وأن ذلك المال سيكون حسرة وحزنا عليه ولن يعفيه أبدا من تحمل كافة المسؤولية عن كل قطرة دم سالت من أبناء الشعب اليمني طال الزمن أم قصر وأن مقصلة العدالة آتية لا محالة بل إن من ينعمون بالمال السعودي اليوم هم أنفسهم من سيكونون غدا في مقدمة الصفوف التي تطالب بالقصاص العادل من قتلة الأطفال والمدنيين، وحينها لن ينفع الندم ولن يجدي البكاء على اللبن المسكوب.