قبل أيام، تابعتُ قناة العربية على تويتر، وقد قامت القناة بنشر فيديو عنوانه “القوات السعودية تصد زحفاً على مدينة الربوعة”.. فتحت الفيديو وأنا أضحك من سخرية الأقدار التي تأبى إلَّا أن تجعل مثل هؤلاء موضعاً للتندُّر..
الفيديو عبارة عن رسوم كارتونية متحركة، وانفجارات ونيران مرسومة بالكمبيوتر..
نفس الفضيحة السابقة تتكرر حين يريدون أن يصنعوا نصراً وهمياً ليتخبئوا خلفه من هزيمة محققة وموثقة بالصوت والصورة..
كانت المعلومة الجديدة هي أن عدد سكان الربوعة خمسة عشر ألف مواطن، وقد نزحوا منها جميعاً دون استثناء، حتى وإن قالت قناة العربية أنه قد تم إجلاؤهم في بداية ما تسميه عاصفة الحزم.
والمتابع للأحداث يعرف ما حدث جيداً في الربوعة، الشهر الفائت، حيث قام سبعة من رجال الله باقتحام هذه المدينة، وكان ثامنهم المصوِّر الذي وثَّق الهزيمة السعودية النكراء بكاميرته المتواضعة.
لم تشأ السعودية، رغم كاميراتها المرتبطة بالأقمار الصناعية، تصوير هزيمتها في الربوعة، فلجأت إلى تلفيق فيديو كارتوني لتقنع به المشاهد السعودي وتجعله يبتلع الطُّعم، بعد أن أقفلت عن شعبها كل القنوات وحجَبَت كل المواقع التي تتحدث عن انكسارهم تحت أقدام الجيش واللجان الشعبية.
أجمل ما في فيديو الربوعة- أقصد الفيديو الحقيقي- أنك ترى المقاتلين اليمنيين وهم يمشون بثقة كالأسود، بينما جنود آل سعود كانوا ينزلون من دباباتهم ومدرعاتهم وأطقمهم العسكرية ويفرون على أقدامهم كالنعاج.. ولا غرابة في ذلك، إذ لا مقارنة بين جنودنا وبينهم.
ويتساءل المشاهد: لماذا لا يدافع الجنود السعوديون عن وطنهم؟؟
الفيديو الذي بثته قناة العربية ليس الأول، فقد كان هناك فيديو، من قبل، كان مقطعاً كاملاً من لعبة البلاستيشن، ولن يكون الأخير ما دام آل سعود يدركون أن رؤوسهم ستنغمس في التراب، وأن جيشنا ورجالنا سيدوسون بأقدامهم الحافية على هاماتهم وكرامتهم التي تتمرغ الآن في كل جبهة.