أفق نيوز
الخبر بلا حدود

تحريرُ مأرب.. ثلاثةُ أهداف وثلاثُ نتائج

174

أفق نيوز – بقلم – علي الدرواني
تتسارعُ خُطَى عمليات تحرير مَأرب بشكل غير متوقع، لتبدو مَأربُ حرةً قابَ قوسين أَو أدنى، هذا ما يقولُه الميدانُ العسكري، ومن خلال رصد العمليات العسكرية السابقة للجيش واللجان، منذ عملية نصر من الله، والبنيان المرصوص، وأمكن منهم، وما تلاها من عمليات في البيضاء وشبوة ومَأرب، وُصُـولاً إلى ربيع النصر2، نلاحظ أن الانتصارات على الأرض تتجاوزُ الانتصاراتِ المعلَنة بمراحلَ كبيرة، وتحتفظُ القواتُ المسلحة بالإعلان عنها لصالح العمليات العسكرية والأمنية والاستخباراتية، والجهود القبَلية والاجتماعية، وهذا يعني أن ما أُعلن بالأمس في إحاطة القوات المسلحة من العميد يحيى سريع، أقلُّ بكثير من حجم الإنجاز على الأرض، والأيّامُ القادمةُ ستكشفُ حقيقةَ التموضع الجديد للقوات المسلحة.

هذا بالنسبة للميدان، والحالُ لا يختلفُ كَثيراً إذَا ما حاولنا أخذَ المعطيات والتوقعات، التي تكاد تكونُ قناعاتٍ كبيرةً لدى مرتزِقة العدوان، بحتمية تحرير مَأرب، أَو حسب تعبيرهم سقوط مَأرب، وأن المسألة لا تعدو مُجَـرّد الإعلان عن ذلك رسميًّا، بما يعكسُه ذلك من انهيار معنويات عناصر العدوان، وتسليمهم بالأمر الواقع المنتظَر، وربما كان للعناصر المنهزمة في فرضة نهم، وبعدها كوفل وماس، ومؤخّراً من العبدية وماهلية ورحبة وجبل مراد والجوبة، ستزيدُ من طين انهيارهم بلةً من الهزيمة التي حملوها على ظهورهم إلى مدينة مَأرب، وانعكست على تصريحات وتلميحات قيادات الارتزاق وأبواقها الإعلامية التي بدأت تتحدثُ عن خطورة (سقوط مَأرب) على بقية الجغرافيا، ولا يتوقفون عند جغرافيا اليمن المحتلّة في الجنوب فحسب، بل يتحدثون عن الجزيرة العربية والمنطقة ككل، وهذه المبالغاتُ في التهويل تستجرُّ في طياتها دفعاً للرياض إلى مزيد من رمي الثقل في هذه المعارك، وهي التي لم تدخر جُهداً في الدعم العسكري لا سِـيَّـما الجوي، ومئات الغارات لمنع وكبح جماح التقدم العسكري على الأرض دون جدوى، ومع ذلك خرجت قوى الارتزاق ببيانٍ منسوبٍ للأحزاب المؤيدة للعدوان، تنعَى مَأربَ على وَقْــــعِ الانتصارات الأخيرة، وتحمِّلُ التحالُفَ وما تسميه الشرعية مسؤولية الخذلان.

أهميّةُ مَأرب بالنسبة لليمن سياسية وعسكرية واقتصادية، سياسيًّا، هي جزء محتلٌّ من البلاد ولا يمكن بأيِّ حال من الأحوال تركها في يد الغزاة والمحتلّين، ويجب إعادتها إلى حُضنِ الوطن وفرض السيادة الوطنية كاملة واستعادتها من أيدي الغزاة والمرتزِقة.

عسكريًّا، لطالما كانت مَأربُ بؤرةً وخنجراً في خاصِرة اليمن، واستخدمتها قوى العدوان كمعسكر جمعت فيه المتردية والنطيحة وما أكل السبع، من عناصر القاعدة وداعش والتكفيريين وبقايا حزب الإصلاح وحفنة من المرتزِقة الباحثين عن فُتات الرياض وما خلفته موائدُ نهب النفط والغاز، وهذه البؤرةُ الخطيرةُ التي هدّدت كُـلَّ المناطق المجاورة لها، الجوف شمالاً، وصنعاء غرباً، والبيضاء جنوباً، لا يجوزُ أن تبقى مصدرًا للتهديد، ومرتعا لعناصر القاعدة وداعش.

اقتصاديًّا، استخدمت الرياض مَأربَ كوسيلة حصار، بما يمثله من قطع إمدَادات النفط والغاز والكهرباء وهي خدماتٌ أكثرُ حيوية، وتنعكسُ على كُـلّ الجوانب الحياتية والمعيشية لقطاعٍ كبيرٍ من الشعب اليمني، وبتحريرها يتكسر جزءٌ من أسوار الحصار الظالم، وتتحطَّمُ عليها مخطّطاتُ العدوان وآمالهم في كسر إرادَة الشعب وتركيعه.

بالحديث عن النتائج، داخليًّا، فَـإنَّ إفشالَ العدوان ومخطّطاته، لا سِـيَّـما مخطّط التقسيم والأقلمة، وانتزاع واحدة من أهم أوراقه من يده، تعتبر إنجازاً مهماً، الأمر الذي سيجلبُ المعتدين إلى طاولة المفاوضات بدون أجنحة الكِبر والغرور والابتزاز السياسي والإنساني، ويفقدُها المناورةُ السياسيةُ والمقامرة الخطيرة التي كان يقومُ بها على حسابِ الشعب اليمني، وحاضره ومستقبله وحتى على مصادر عيشه….

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com