هادي .. مأساة أبناء الجنوب
محمد الصفي الشامي
يعيش الشارع الجنوبي حالة من الغليان تنذر بانفجار الأوضاع نتيجة استيائهم المتراكم من هادي ودول العدوان وداعش وجهات أخرى من الذين قاموا باستغلال أبنائهم وعسكرتهم والزج بهم في جبهة تعز بغرض التخلص منهم ومن الحراك كله والقضية الجنوبية ، حيث استقبلت عدن قبل أيام المئات من أبنائها بين قتيل وجريح ، منهم من قتل جراء المواجهات مع الجيش واللجان الشعبية أثناء مشاركتهم في الهجوم على معسكرات العمري جنوب غرب تعز ، ومنهم من تم تصفيتهم أمثال القيادي السلفي المدعو هاشم السيد ونجله وابن شقيقته الذين تولا تصفيتهم مسلحون يتبعون تنظيم ما يسمى بالقاعدة .
هادي لم يعُد يثق إلا بالحراسة الأجنبية ، حيث اشترط منذ وصوله مؤخراً إلى مطار عدن الدولي بإخلاء عدن من مسلحي الحراك الذين يمثلون مصدر قلقً بالنسبة له بعد ان ورطهم في معارك مداخل تعز التي سقط فيها أعداد غير مسبوقة بين قتيل وجريح في صفوفهم .
أرسل هادي جرحى بالمئات هذه الأيام إلى الأردن للعلاج ولازال جرحى الجنوب الذين أصيبوا في معارك عدن قبل أشهر يعانون من التهميش والإهمال في مستشفيات الأردن ، نتيجة التلاعب من قبل هادي ونادية السقاف وزوجها “أردني الجنسية” وباعوم والسفير العلفي ، أولئك الجرحى منهم من فارق الحياة بسبب سوء العناية وعدم الاهتمام بهم وتدهور حالاتهم الصحية ، ومنهم من أتت الأوامر بإخراجهم من المستشفيات قبل استيفاء العلاج .
لقد تمكن هادي ودول العدوان مؤخراً من الزج بأبناء الجنوب في الحرب بمحافظة عدن ضد الجيش واللجان الشعبية بالوكالة عن النظام السعودي والإماراتي ، غير مُدركين بأن دول العدوان جاءت لكسر أي مشروع ثوري وطني سواء في شمال اليمن أو جنوبهِ, فالدول الغازية عندما تأتي لاحتلال أي بلد لا تفرق في اللهجة والقرية والمنطقة والمحافظة ولون البشرة لأي مواطن وكل ما تسعى إليه هو السيطرة وفرض قوتها وتنفيذ مخططاتها .
البعض من قيادات الحراك غرسوا رؤوسهم في الرمال ، وكأنهم ليسوا أصحاب قضية ، ودفعوا بأبناء الجنوب إلى الحرب ضد إخوانهم ، وساعدوا دول العدوان على دفن القضية الجنوبية وما ترتب عنها منذ صيف 94 م ، وهاهم جرحى الحرب يعانون اليوم في مستشفيات الأردن ولم يلاقوا أي اهتمام مما يسمى “الشرعية” بعد إن تم استخدامهم لتنفيذ مؤامرات ومخططات الدول الغازية .
وما أن قام الجيش واللجان الشعبية بالانسحاب من عدن بُغية تجنب إراقة المزيد من الدماء من الطرفين بعد أن تورط بعض الحراكيين في خوض الحرب بالوكالة نيابة عن دول العدوان ، سارع مرتزقة العدوان بإعلان تحرير الجنوب من الحوافيش حسب زعمهم ، متجاهلين القوات السعودية والإماراتية الغازية ومرتزقتهم من الدواعش وعصابات الجنجويد السودانية وبلاك وتر والمافيا الكولومبية الذين ينتشرون هذه الأيام في شوارعهم .
مصطلح “تحرير” لا يعني استخدام أبناء عدن والضالع وأبين وغيرها من المحافظات الجنوبية كوقودٍ للحرب ضد الجيش واللجان الشعبية واستقبال لجحافل الغزاة وكل السفلة في العالم ، لا يعني كذلك دفن القضية الجنوبية ورفع الصور الضخمة لملوك العدوان في كل ساحات فعاليات ذكرى اليوم العظيم يوم ثأر الجنوب الحر الأبي على المستعمر البريطاني واخرج آخر مستعمر من أراضيه في الـ 30 نوفمبر ، لا تعني أن تجعل من نفسك مرتزقا بائعا لوطنك وقضيتك من أجل المال مقابل أن تُذيق شعبك الموت والفوضى والصراع والانفلات الأمني لصالح أعداء الوطن ، أن تقوم بكل تلك الأعمال المُخزية والمواقف اللا مُشرفة فأنت تحتاج إلى أن تحرر عقلك أولا قبل أن تحرر أرضك .
لاتزال دول العدوان حتى يومنا مستمرة في تنفيذ مخططاتها ومؤامراتها من خلال الدفع بأبناء الجنوب إلى نيران الحرب المشتعلة في مناطق مختلفة من البلاد بغرض التخلص منهم وترسيخ تواجد قواتهم المحتلة في الجنوب .
فهل يا تُرى سيفوق أبناء الجنوب ليدركوا خطورة ما يحاك ضدهم ، أم ستنجح دول العدوان وتتمكن من التخلص منهم !!؟؟