«قناة البحرين».. تعاون إسرائيلي أردني يهدد الأمن القومي العربي
في تطور جديد للعلاقات الأردنية الإسرائيلية بعد التوقيع على مشروع ربط البحر الأحمر بالبحر الميت، أعلنت الحكومة الأردنية عن طرح عطاء تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع لتلقي عروض لتنفيذ المشروع من قبل مقاولي الشركات المحلية والدولية، وفق الدراسات الفنية والشروط التي وضعتها وزارة المياه والري الأردنية، ما يؤكد أنه أصبح حيز التنفيذ مما يطرح تساؤلات حول خطورته على الأمن القومي العربي والمصري.
ونشرت الحكومة الأردنية بعض التفاصيل في بيان لها قالت فيه إن المشروع يأتي ضمن استراتيجية قطاع المياه والخطط التنفيذية المعدة لعام 2025، والتي تهدف إلى زيادة التزويد المائي لتلبية احتياجات البلاد من المياه.
في الوقت نفسه احتفي الكيان الصهوني بهذه الخطوة معتبرًا أنها تمثل صفحة جديدة في التعاون مع الدول العربية، وقال وزير الداخلية الإسرئيلي سيلفان شالوم “لقد خطونا اليوم خطوة تاريخية أخرى من أجل إنقاذ البحر الميت، إن المناقصة الدولية المشتركة والتي سيُعلن عنها، هي إثبات على التعاون المشترك بين الكيان الصهيونى والأردن ورد على كل من شكك بالتنفيذ الفعلي لمشروع قناة المياه”، مؤكدًا أنه سيمول البنك الدولي والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية المشروع، موضحا أنه سيكون أكبر مشروع تقوم الكيان الصهيونى والأردن بتطويره معًا منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين.
ويرى مراقبون أن من شأن هذا المشروع أن يدع إسرائيل شوكة فى ظهر الوطن العربى وخاصة مصر لتحقق بها المزيد من أطماعها السياسية ومكاسبها الاقتصادية موهمة مملكة الأردن وفلسطين، أن ذلك المشروع سيعود عليهما بالخير الوفير على عدة مستويات، وهو الأمر الغريب، خصوصا أن نيات الإسرائيليين فى المنطقة معروفة، ولا شك ما يحدث في فلسطين شاهد على ذلك.
سلطت دراسة تحت عنوان (قناة البحرين الإسرائيلية.. الخطر المقبل على مصر) قام بها الدكتور جمال يوسف عبد الحميد أستاذ العلوم السياسية، وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، الخطر الناتج عن هذا المشروع والذي اعتبره ناقوس خطر يدق على الأبواب المصرية، خاصة أنه قد يؤثر على قناة السويس.
فى البداية أكدت الدراسة أن الاتفاق الثلاثى الموقع بين إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، والذى حدث فجأة دون إنذار مسبق، هو كشف أننا أمام مخطط متكامل تقوم إسرائيل بالتحرك من خلاله، وليس مجرد مشروع هنا أو قناة هناك، إنه الشرق الأوسط الإسرائيلى الذى تسعى للوصول إليه قبل إتمام التسوية على مسارات الصراع بأكمله، والذي لن يكون على المسار الفلسطيني فقط، خصوصا أن الإدارة الأمريكية الراهنة تُسَوِق الآن لفكرة السلام الاقتصادي بين إسرائيل وجيرانها فى حال فشل السلام السياسى.
وأوضحت الدراسة أن مثل تلك المشاريع التى تخطط لها إسرائيل وتأتى ضمن إستراتيجيتها تهدف إلى إنشاء شرق أوسط جديد، لينتقل مركز الثقل الرئيسي بالشرق الأوسط الجديد إلى إسرائيل، أما الدول العربية أياً كان وزنها فستصبح هامشية فى هذا التكوين الجديد، وتقوم فكرة المشروع الأمريكى – الإسرائيلي على نقل مراكز القوة الاقتصادية من الدول العربية إلى إسرائيل، وأن المميزات الاقتصادية النسبية التى تتمتع بها الدول العربية سوف تقل أهميتها باكتمال مراحل هذا المشروع الجديد.
وترى إسرائيل أن بديل قناة السويس المصرية يعد من أهم المشروعات الخمسة في هذا المخطط، حيث ترى إسرائيل أن مصر دولة غير مأمونة الجانب وأن معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية عرضة للإلغاء أو التجميد فى أى وقت، كما تشير المعلومات إلى أن المشروع الأمريكى – الإسرائيلى فى إحدى أوراقه المهمة، يؤكد فكرة الاستثمار الإستراتيجى فى الشرق الأوسط والذى يعنى حزمة من المشروعات الاستثمارية الكبرى التى تشرف عليها الولايات المتحدة أو إسرائيل أوالاثنان معاً، وأن جميع المشروعات الإسرائيلية المتعلقة بقناة السويس سواء فى خط أنابيب بترول إيلات – عسقلان أو السكك الحديدية إيلات – أشدود سوف تدخل فى نطاق هذه المشروعات الاستثمارية.
موقع البديل المصري