أفق نيوز
الخبر بلا حدود

مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية في تفشي كورونا.. إضافة جديدة لسجلها المخزي

203

أفق نيوز../

 

يُجمع العديد من الخبراء والأطباء على تحمل الولايات المتحدة الأمريكية مسئولية كبيرة عن الانتشار الواسع لفيروس (كورونا) والذي تسبب في إصابة أكثر من 278 مليون شخص ونحو 5.4 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم ولا يزال يعوق التعافي العالمي.

 

ويرى الخبراء أن الولايات المتحدة في بدايات انتشار الجائحة تصرفت ببطء وبطريقة غير مسؤولة، وهوّن كبار مسؤوليها الحكوميين مراراً وتكراراً من خطر فيروس كورونا لعامة الناس، وتعمدوا مقارنته بالإنفلونزا الشائعة.

 

ووصف الخبراء استجابة الإدارة الأمريكية لأزمة كورونا الصحية بالكارثية، خاصة بعدما تجاهلت تحذيرات المجتمع الدولي وخبراء الصحة من تفشي الفيروس، وفشل البيت الابيض أيضاً في تطبيق إرشادات وإجراءات الوقاية من الجائحة في الوقت المناسب، وسمح للفيروس بالانتشار بلا رادع في جميع أنحاء البلاد.

 

فيما اعتبر عدد من العلماء ذلك أنه السبب الرئيسي وراء التحول السريع للولايات المتحدة لتصبح بؤرة للوباء العالمي، فيما لا تزال مُثقلة بأكبر عدد من حالات الإصابة والوفيات في العالم.

 

كما يشيرون إلى احتكار شركات الأدوية الأمريكية المصنّعة للقاحات ضد كورونا وممارستها الضغوط دفاعاً على احتكارها ما زاد من اتساع فجوة التحصين ضد كورونا بين البلدان الغنية والفقيرة، وذلك وسط انتقادات دولية واسعة.

 

ويستشهدون بما كشفت عنه صحيفة “واشنطن بوست”، عن قيام شركات أدوية أمريكية بالضغط على إدارة الرئيس جو بايدن، من أجل الدفاع عن “احتكارها” لحقوق ملكية وبراءات اختراع لقاحات فيروس كورونا.

 

وأوضحت الصحيفة أن شركات الأدوية التي طوّرت وحصلت على تراخيص لقاحات فيروس كورونا في وقت قياسي، اتفقت فيما بينها على بيع معظم الجرعات الأولى من خطوط الإنتاج إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية وعدد قليل من الدول الغنية الأخرى.

 

وأكدت أن بٌطء وتيرة الإنتاج، ونقص المواد الخام، فاقمت المصاعب التي تعاني منها البلدان غير القادرة على تحمّل نفقات كبيرة لحجز إمدادات مبكرة، ما خلّف مليارات الأشخاص في حالة “انتظار غير مؤكدة”، إذ لا يُتوقّع أن تحقق معظم دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وآسيا، تغطية تطعيم واسعة النطاق حتى عام 2023م.

 

إضافة إلى ذلك ظل الحزبان المتنافسان في الولايات المتحدة “الديمقراطي والجمهوري” يلقيان باللائمة على بعضها البعض بدلاً من تسوية خلافاتهما والعمل معاً لاحتواء الجائحة وإنقاذ المزيد من الأرواح.

 

وفي هذا الصدد يرى المراقبون أن بعض السياسيين والقوى السياسية قاموا باختلاق نظريات المؤامرة بشكل خبيث، وتركوا المصالح الذاتية السياسية تطغى على الحقائق والمصلحة العامة.

 

وإلى جانب ذلك، عندما اختارت معظم الدول الحد من تنقل البشر لمكافحة المرض، تبنت الولايات المتحدة سياسة عدم التدخل والتساهل من خلال تخفيف القيود على السفر المحلي والدولي، في خطوة سابقة لأوانها يُعتقد أنها أدت إلى تفشي كوفيد-19 في أجزاء أخرى من العالم.

 

يضاف إلى ذلك أن 12 دولة على الأقل أبلغت أن “المريض الأول” المصاب بمرض كوفيد-19 جاء من الولايات المتحدة، ومن بينها كندا والتي أكدت في أبريل 2020م أن الحالات المبكرة في البلاد جاءت بشكل أساسي من الولايات المتحدة.

 

وشهدت الولايات المتحدة ذروة انتشار الجائحة في الفترة من نوفمبر 2020م إلى يناير 2021م، وبلغ متوسط حالات الإصابة المؤكدة اليومية 186 ألفًا، فيما بلغ عدد الأمريكيين المسافرين للخارج مستوى عالياً عند 87 ألفًا يومياً.

 

ويُعتقد أن التداخل بين العدد الكبير للمصابين والمسافرين للخارج، قد ساهم في انتشار كبير لمسببات المرض من الولايات المتحدة إلى الدول الأخرى.

 

علاوة على ذلك، فقد ساهمت الولايات المتحدة في زيادة حالات الإصابة الوافدة في العديد من البلدان من خلال ترحيل المهاجرين غير الشرعيين أثناء الجائحة،

 

الجدير ذكره أن التقارير الإعلامية تحدثت عن أن القوات الأمريكية في الخارج انتهكت بروتوكولات الوقاية من الجائحة في العديد من البلدان، ما أدى إلى تسريع انتقال الفيروس، في وقت رفضت فيه واشنطن ودون مبالاة، رفع العقوبات المفروضة على دول معينة في حاجة ماسة إلى الإمدادات الطبية.

 

ويجمع العديد من المراقبين ومن خلال ما أظهرته هذه الحقائق عدم إمكانية تنصل للولايات المتحدة، وتحت أي ظرف من الظروف، التنصل من المسؤولية عن تفشي الجائحة في جميع أنحاء العالم.

 

وبحسب أحدث الإحصاءات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية فقد تجاوزت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا في العالم الـ280 مليون إصابة، فيما بلغ إجمالي الوفيات نحو 5.4 مليون وفاة.. وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات وإجمالي الإصابات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com