أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هل تتحول الإمارات إلى البقرة الحلوب رقم 2 ؟

260

أفق نيوز../

 

لا يزال الكثيرون يتذكرون الوصف الذي نعت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب به السعودية وسماها بالبقرة الحلوب التي يجب ان تعطي ثرواتها لأمريكا مقابل قيام أمريكا بالمحافظة على أمنها، فذهبت الثروات ولم يأتي الأمن.

 

وبعد مضي سنوات قليلة نرى بأن الأمريكيين و الصهاينة وأخيرا الفرنسيين “يهبون” هبة واحدة لتقديم المساعدة الأمنية والعسكرية للإمارات وكأن الحليب السعودي كان طيب المذاق والآن يروق للجميع ان يتذوقوا الدولارات والأرصدة الإماراتية أيضاً تحت ذريعة تقديم الدعم أمام الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية.

 

ومن يضمن للإمارات جلب الأمن والأمان اليها أمام الضربات الانتقامية لليمانيين وهل السعودية أصبحت في أمن وأمان وبمنأى عن الرد اليماني بعد وهب التريليونات من الأرصدة السعودية لادارة ترامب ؟

 

بعد الأعاصير اليمنية الأخيرة التي ضربت العمق الإماراتي قامت أمريكا والكيان الصهيوني بالاعلان عن تزويدهم الإمارات بأنظمة الاشعار السريع والتي تشمل الرادارات كما اعلنت أمريكا أيضا عن قيامها بحماية الأجواء الإماراتية عبر ارسال طائرات مقاتلة حديثة.

 

ومن بعيد جاءت فرنسا راكضة أيضا حيث أعلن وزير دفاعها “فلورنس بارلي” في تغريدة على التويتر يوم الجمعة “ان باريس  ستساعد الإمارات لحفظ أجوائها التي تتعرض لهجمات حركة أنصار الله”.

 

وأضاف وزير الدفاع الفرنسي : ان الإمارات قد تعرضت لهجمات خطيرة في شهر يناير وان فرنسا ومن أجل ابداء تضامنها مع هذا البلد الصديق قد اتخذت قرارا بتقديم دعم عسكري وخاصة لحفظ أمن الأجواء الاماراتية، حسب تعبيره.

 

ولم يشر الوزير الفرنسي إلى سفك دماء الآلاف من أبناء الشعب اليمني قرابة 7 اعوام مضت وكأن العربي الغني بالدولارات هو المهم للمشاعر الإنسانية الفرنسية والعربي الفقير لا يحرك المشاعر الإنسانية حتى لو أريق دمه.

 

كما لم يشير الوزير الفرنسي هل ان ابداء الدعم هذا جاء بطلب اماراتي ام ان فرنسا هي التي قررت من تلقاء نفسها المشاركة في دعم الإمارات لكي لا تتأخر عن مائدة الدولارات التي ستتوزع بالمليارات على أمل جلب الأمن لحكام الإمارات.

 

وكان موقع “آكسيوس” الاخباري أيضا قد اورد يوم الأربعاء الماضي بأن وفدا من وزارة الحرب الصهيونية وصل الى أبوظبي مؤخرا للتشاور بشان الهجمات الانتقامية للقوات المسلحة اليمنية.

 

وكتب الموقع نقلا عن مسؤولين صهاينة بأن عددا من المسؤولين العسكريين الصهاينة وصلوا الإمارات خلال الأسبوع الماضي لتقديم الدعم العسكري والأمني للإمارات، مضيفا بأن مثل هذا التعاون بين الجانبين “موجودة منذ قرابة عقدين”.

 

وأضاف الموقع الأمريكي ان الإمارات طلبت من تل أبيب دعما في مجال الدفاع الصاروخي والتصدي للطائرات المسيرة وان الصهاينة سيدرسون قريبا طلب المساعدة الإماراتية وانهم ينوون تقديم المساعدة قدر الامكان لكنهم لايعتزمون تزويد الإمارات بـ “تقنياتهم الحساسة”.

 

وكانت القناة 13 في التلفزيون الصهيوني قد أعلنت مؤخرا ان تل أبيب تنوي تزويد الإمارات بانظمة الاشعار السريع لرصد الصواريخ اليمنية، مضيفة بأن هدف تل أبيب من تزويد الإمارت بمثل هذه الأنظمة هو “انشاء منظومة دفاع اقليمية تستطيع تل أبيب الاستفادة منها مستقبلا”.

 

وسائل الإعلام الصهيونية قالت في تقاريرها ان تل أبيب قد وافقت على بيع الإمارت نظام “القبة الحديدية” وان هذه الموافقة السريعة جاءت بعد الزيارة الأخيرة لرئيس كيان الاحتلال “اسحاق هرتزوغ” إلى الإمارات.

 

ولم تشر وسائل الإعلام الصهيونية إلى فشل نظام القبة الحديدية في اعتراض قسم كبير من الصواريخ الفلسطينية في حرب غزة الأخيرة.

 

اما موقع “المتابعات” اليمني أيضا قد أشار إلى القرار الأمريكي بارسال سفن حربية إلى الخليج لدعم الإمارات ونشر مقاتلات أمريكية من الجيل الخامس.

 

ووضع الموقع الإخباري اليمني هذا الأمر في خانة “ابتزاز الامارات وحلبها” متسائلا ألم يحن الوقت لوقف هذه الحرب العبثية التي أحرقت الأخضر واليابس؟ ألم يستخلص المسؤولون الاماراتيون والسعوديون بأن أمنهم هو رهن بايقاف هذه الحرب؟ عندما يتعرض اليمنيون للهجمات فلا يمكن لعقود شراء الأسلحة ان تجلب الأمن للإمارات والسعودية.

 

وقد أكد اليمنيون على لسان عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ان الاعداد للدفاع الجوي الاماراتي “اكذوبة” وان صرف مبالغ طائلة لا يأتي بنتيجة للسعودية والامارات، متسائلا كيف يمكن ان يدافع عن الامارات من فشل في الدفاع عن السعودية طيلة سنوات ؟ وهل تختلف أموال الامارات عن أموال السعودية؟

 

ستكثر في المرحلة القادمة الشركات والدول المنتجة للأسلحة التي تعرض منتجاتها على الإمارات وتعلن بان الهدف هو تقديم دعم لحليف قريب وسنسمع بعدها عن اجراءات تقشف وهروب الرساميل وذوبان الأرصدة في البنوك الخارجية وما شابه، لكن هل يتعلم الإماراتيون مما أصاب السعودية ويدركون بان الطريق الأقرب لايقاف الصواريخ اليمنية هو وقف تدخلاتهم الدامية في اليمن؟

 

المصدر: وكالة أنباء فارس

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com