التحالف الإسرائيلي الخليجي في الممرات المائية
أفق نيوز../
مشروع التطبيع الذي بدأ بعناوين سياسية واقتصادية يتجلى اليوم كمشروع عسكري أمني بالدرجة الأولى.
في هذا السياق تؤكد وزارة الخارجية البحرينية إلحاق ضباط صهيوني في البلاد بعد تعيينه لأول مرة بمهمة ضابط إتصال مع الأسطول الخامس الأمريكي، قائلةً إنه يأتي في إطار ترتيبات متعلقة بتحالف دولي يضم أكثر من 34 دولة، زاعمةً أن مهمته تأمين حرية الملاحة في المياه الإقليمية للمنطقة وحماية التجارة الدولية ومواجهة أعمال القرصنة والإرهاب في المنطقة، حد قولها، وهي شعارات لتبرير التواجد العسكري وتبرير الأعمال العدوانية التي تستهدف دول وشعوب المنطقة كما يجري اليوم في اليمن.
تعيين الضابط الصهيوني يأتي بعد أيام من زيارة وزير حرب العدو بيني غانتس إلى البحرين ونتج عن الزيارة توقيع اتفاقية أمنية، وقد أوضح إعلام العدو بأن الإتفاقية تسمح بتسريع وتطوير التعاون الأمني والإستخباري، ولم يكن غريباً أن تسمح السعودية لغانتس بالعبور فوق أجوائها فالإندفاعة البحرينية نحو الولاء لكيان العدو لم تكن لتحدث لولا أنها مدفوعة سعودياً، غير أن الرياض تفضل أن تبقى بعيدة عن الأضواء في هذه المرحلة خشية العواقب غير المحسوبة.
تأتي هذه التطورات بينما تشارك البحرين والسعودية والإمارات في مناورات بحرية إلى جانب كيان العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة وعشرات الدول والمنظمات، وقد جاءت المناورات تحت عنوان تعزيز الأمن البحري تعكسه هذه الخطوات أن الممرات البحرية في المنطقة من باب المندب وحتى مضيق هرمز وكذلك البحار والسواحل الجزر المرتبطة بها تمثل أولوية لهذا التحالف عبر تعزيز الهيمنة على المنطقة لحماية أمن الكيان الغاصب كأولوية وصولاً إلى مواجهة التحالف المقابل المتمثل بمحور المقاومة وهذا ما يجري في اليمن كما أنه يفسر تصريحات تحالف العدوان التي تعتمد على تصوير القوات المسلحة اليمنية كخطراً يتهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهي تبريرات مكشوفة لإستمرار فرض الحصار والحيلولة دون رفعه.
وكانت الرياض قد أعلنت مطلع العام 2020م عن تحالف الدول المشاطئة للبحر الأحمر وفي حينه قال وزير خارجيتها فيصل بن فرحان إنه يهدف للتنسيق والتشاور بشأن الممر المائي الحيوي في ظل تحديات متزايدة في المنطقة في إطار حفظ الأمن والإستقرار ومواجهة الاخطار المحدقة، حد قوله. وهي خطوات تأخذ بعين الإعتبار حماية أمن الكيان الغاصب الذي يظهر توجساً كبيراً من باب المندب مع فشل تحالف العدوان للعام السابع على التوالي.
تقرير: بندر الهتار – المسيرة