أفق نيوز
الخبر بلا حدود

الشهيد القائد .. مشروع مقاوم لمخططات قوى الإستكبار

226

أفق نيوز../

 

ظلت الجمهورية اليمنية على مدى عقود، محط أطماع العديد من القوى الكبرى والاستعمارية بسبب ما تحويه أرضها من ثروات وخيرات وما يتمتع به موقعها الجيوسياسي من ميزات ومقومات وإرث ثقافي أصيل انفرد به اليمن موطن وأصل العروبة.

 

ولعل من أهم الاستهدافات للجمهورية اليمنية جاءت من جارتها السعودية التي كانت أداة لهذه القوى المستعمرة وقدمت الأموال الهائلة والسخية لاستعمار البلاد من الداخل، فكان لها ما أرادت، وتدخلت بشكل مباشر لتكوين قيادة هزيلة للبلاد تعمل بالريمونت من الرياض، فكانت نتيجة ذلك بلاد شبه محطمة ومدمرة، معتمدة في كل الأمور على الغير والمساعدات الخارجية.

 

كما ظلت الجمهورية اليمنية مهددة بالغزو والاحتلال خاصة بوجود قادة اتسم أداؤهم بالضعف وتغليبهم لمصالحهم الشخصية على المصالح العليا للبلاد.

 

استشعر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، هذه الخطورة منذ وقت مبكر، بنظرته القرآنية الثاقبة ولما تمتع به من ملكة قيادية وبُعد ثقافي مكنه من التنبؤ بمآلات الأحداث، وإدراك ما تحيكه الدوائر الاستعمارية من مؤامرات كبيرة تستهدف البلاد وأبعادها وخطورتها، فكان لزاماً التهيؤ والاستعداد لمواجهة تلك المخاطر، تمثل ذلك بالانطلاق في مشروع مقاوم يسبق الاحتلال ويتصدى له والتخطيط لعملية المواجهة والحشد والتعبئة المبكرة لكتائب المقاومة على كافة المستويات .

 

وبسبب ما امتلكه من صفات قيادية فريدة ومتميزة كان يدرك أن خطراً داهماً سيحل على البلاد، الأمر الذي ينبغي معه التجهيز والاستعداد لمواجهة ذلك الخطر.

 

ولما تمتع به الشهيد القائد من قوة شخصية ومنطق قرآني واضح، استطاع من خلال ذلك اقناع الناس بالخطر وتوجيههم نحو الاستعداد لمواجهة أحداث كارثية قادمة ستؤثر على البلاد ومعيشية وحياة المواطنين.

 

لقد كانت قراءة ونظرة الشهيد القائد للمتغيرات والتحولات الدولية والإقليمية مستندة على قاعدته “عين على الأحداث وعين على القرآن”، تلك المتغيرات كانت في المحصلة النهائية تستهدف الأمة العربية والإسلامية، والتي لم يدركها الكثيرون وقرأوها في إطار محدد متأثرين بالخطاب الإعلامي الأمريكي الصهيوني الغربي لأدواتهم في المنطقة.

 

ولأن اليمن كان في صلب الاستهداف كجزء من الأمة الإسلامية نهض السيد حسين بدر الدين الحوثي للاضطلاع بواجبه تجاه شعبه وأمته لمواجهة التحديات والأخطار، وكان له ما أراد، وبقدرته القيادية الفذة ومشروعه القرآني استطاع التأسيس لمقاومة منظمة وقوية في زمن قياسي، وقبل وقوع الغزو والاحتلال، متجاوزاً بذلك حقائق التاريخ المتمثلة في الهبات والغليان الشعبي الذي يسببه الاحتلال، فتتبلور مقاومة لمناهضته بالرغم من أن البيئة التي يعمل فيها الشهيد القائد تقطنها مجتمعات فقيرة يتركز همها الأول في توفير لقمة العيش ليس إلا.

 

عرف القادة العظماء عبر التاريخ بأدوارهم البارزة والمشهودة في قيادة المجتمعات وتوجيهها نحو جملة من الثوابت الوطنية، ويصبح معها الإيمان بتوجيهات القائد وأطروحاته حدثا مسلما به وإيمانا مطلقاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com