المسيرة نت تقابل قيادي معارض من الشرقية أعدم النظام السعودي شقيقه (الحلقة 2)
أفق نيوز../
ينفذ النظام السعودي مهرجاناته الدموية بحق النشطاء السلميين في القطيف والعوامية في المنطقة الشرقية، كان آخرها مجزرة اعدامات جماعية قطعت 42 رأساً من أهالي المنطقة في 12 مارس الجاري، بينهم الشهيد محمد الشاخوري.
وكان النظام السعودي قد اعتقل الشهيد محمد الشاخوري في ٢٠١٧. وفي فبراير ٢٠٢١م، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكماً أولياً قضى بإعدام الشاخوري تعزيراً، ومؤخراً صادقت محكمة الاستئناف على حكم الإعدام.
ونسبت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الانسان تصريحاً للشهيد محمد الشاخوري قبل إعدامه، قال فيه إن المحاكمة “بعيدة كل البعد عن شروط العدالة، ببنما حكم الإعدام صدر بناء على اعترافات انتزعت مني تحت التعذيب”. مضيفاً: تعرضت لعدة انتهاكات إلى جانب التعذيب الذي أدى إلى سقوط عدد من أسناني، منها الانفرادي والاخفاء القسري”. وتؤكد المنظمة أن الشهيد الشاخوري تعرض للإخفاء القسري، وبقي في الانفرادي أكثر من ٣ أشهر. مشيرة إلى أن القضاء السعودي حكم عليه بالقتل تعزيراً “رغم أن الشاخوري لم يواجه تهماً جسيمة”.
وتظهر سجلات مؤسسات حقوقية أفراداً من أسرة الشاخوري ينتظرون تنفيذ أحكام الإعدام، بينما قتل النظام السعودي آخرين أحدهم أكبر حسن الشاخوري في يوليو ٢٠١٢م أثناء مشاركته في تظاهرة انطلقت احتجاجاً على اعتقال الشيخ الشهيد نمر النمر، قبل أن يعدمه النظام هو الآخر 2 يناير 2016م.
ويمنع النظام السعودي أسر الشهداء من استلام جثامين أبنائهم، ومن تشييعهم، وإقامة مجالس العزاء. بالمقابل لا صحة للمشاهد المتداولة مؤخراً في القطيف والعوامية التي تظهر تجمعات بالآلاف قيل إنها لتشييع شهداء الإعدامات الأخيرة، لكن تلك المشاهد تعود لاحتجاجات نفذت عام 2011م.
وتعد جريمة إخفاء جثامين المعارضين المعدومين، سياسة قديمة، انتهجها النظام السعودي منذ بدء تأسيسه. ويذكر أن عبدالعزيز آل سعود حين احتل القطيف، اغتال زعيمها عبده حسين بن جمعة، ولا أحد يعلم مصير جثمانه حتى اليوم، وفقاً لمصادر محلية. وكان نشطاء معارضون نفذوا حملات لمطالبة النظام السعودي بتسليم جثامين الشهداء الذي أقدم على اغتيالهم واعدامهم تحت #سلموا_الجثامين.
قيادي في “خلاص”: هدف النظام السعودي بث الرعب.. وشعارنا اسقاطه
وقال لـ “المسيرة نت” عضو الهيئة القيادية في حركة خلاص، حمزة الشاخوري (شقيق الشهيد محمد الشاخوري) إن النظام السعودي في العهد السلماني يبدو أنه بحاجة لاستعراض وسائل القمع والترهيب والبطش، بين عام وآخر. وأضاف: “الاعدامات لم تغب يوماً وكانت تتم بشكل فردي أو ثنائي وهذه باتت سمة العهد السلماني كل ثلاثة أعوام يرتكب مجزرة، منذ مجزرة عام 2016م التي راح ضحيتها 47 شخصاً بينهم آية الله الشيخ نمر باقر النمر ومن ثم مجزرة عام 2019م التي راح ضحيتها 33 شهيداً بينهم الشيخ محمد العطية والآن نحن أمام مجزرة دموية شاركنا فيها أخوتنا في اليمن وكذلك الشعب السوري” في إشارة منه إلى مجزرة الإعدامات في 12 مارس الجاري، والتي بلغ عددها نحو 82، بينهم نحو 41 شهيداً من المنطقة الشرقية، بينهم أسرى يمنيين.
وعن رسائل النظام السعودي من وراء الإعدامات الأخيرة التي أطلق عليها اسم #المجزرة_الثالثة يقول الشاخوري: النظام في رسائله للداخل أراد أن يقول للمعارضة أنه مازال قوياً ويملك أدوات القمع والبطش وهذا استكمال لما أشار له بن سلمان في مقابلة ذي أتلانتك، أن أمه من قبيلة العجمان وهذا تلويح واستعراض بمسألة القبيلة”.
ويورد الشاخوري شواهد على استعراض قوة القبيلة بقوله: “نحن نعلم أن قبائل الجزيرة كلها مسلحة وقد حرص بن سلمان في الأعوام التي شهدت الخلاف مع قطر أن يستعرض قوة قبائل العجمان والهواجر في الأحساء وحفر الباطن إذ شهدت حضور مئات الآلاف بأسلحتهم، في سياق استعراض القوة، وهنا مفارقة فالنظام الذي حرص على منع التجمعات السلمية سمح لهذا التجمع المسلح أن يستعرض قوته”.
موضحاً: “الآن يبدو النظام واضح لشعب الجزيرة العربية وللمعارضة في عموم دول المهاجر، أن هذا النظام لن يتوانى ولن يرتدع وقد أظهر أنه غير عابئ بالموقف الدولي الخجول وأن أي حركة اعتراض في الداخل على مسألة نشر ثقافة المجون أو الاعتراض على تردي الأوضاع الاقتصادية وفرض الضرائب تلو الضرائب، وأزمة السكن، وأيضا هدم القرى، لن يتوانى في قمعها”.
ويشير الشاخوري إلى أسباب أخرى دفعت بالنظام السعودي إلى ارتكاب جريمة الإعدامات الجماعية، فالملاحظ والرأي للشاخوري أن “هناك تصاعد لحركة اعتراض داخلية قد لا يكون الإعلام قد وجد مجالاً وفرصة لرصدها بشكل واضح ودقيق ولكن أجهزة الأمن السعودية ترقب وترصد كل ذلك وكذلك تصاعد النشاط المعارض لأبناء شبه الجزيرة في دول المهاجر، وهذا يبدو دفع النظام لارتكاب هذه المجزرة لتعميق مسألة الردع والخوف وبث الخوف والرهبة في النفوس، ولذلك وجدنا أنه يحرص على تعميم مسألة الإعدامات لتشمل السنة والشيعة لتشمل الحضر والقبائل لتشمل مختلف مكونات البلاد، والقصد أن تخترق رسالة الردع وتصل كل الأطياف وتصل إلى كل البيوت”.
وأمام هذا النظام القمعي، يؤكد الشاخوري: “اسقاط النظام هو مطلبنا وهو شعارنا وليس من اليوم هو من عقود هذا هو مطلبنا الرئيس، شعار انتفاضة المحرم 1409 ولاحقاً منظمة الثورة الإسلامية وحزب الله الحجاز، ونحن اليوم في حركة خلاص وفي لقاء المعارضة في شبه الجزيرة العربية، لا نؤمن بأن هذا النظام قابل للإصلاح، أو قابل للتغيير، نحن نطرح بالتالي الحل الجذري عبر اسقاط النظام”.
ويختم الشاخوري بالقول: “نحن أمام نظام تشكل في المائة عام الأخيرة عبر مخطط بريطاني ودعم أمريكي ولا مجال مع هذا النظام على إصلاح أو تغيير، نعم الشعار كان ولايزال هو اسقاط النظام والذهاب إلى إقامة حكم عادل، مستقل لا يرضخ لا إلى أمريكا ولا إلى دول الغرب، ويضمن المشاركة السياسية لجميع مكونات الشعب ويضمن التوزيع العادل للثروات ويضمن الحريات وحماية الدماء وصيانة كل مقدرات الوطن”.
المسيرة نت – إسحاق المساوى