ابن زايد حانب مع شقيقته الكبرى وبين أشقائه الصغار
أفق نيوز../
قال معهد واشنطن إن رئيس الإمارات الجديد، محمد بن زايد، أمام تحديات كبيرة مع تسلمه المنصب الذي كان يشغله بحكم الأمر الواقع قبل أن يصبح قانونيا ورسميا.
وأوضح المعهد أن مسألة ولي العهد المقبل لإمارة أبوظبي سؤال مطروح، فعندما حمل لقب ولي العهد لم يكن الشيخ خليفة هو من اختاره، وإنما والدهما الشيخ زايد هو من عينه نائبا لولي العهد في عام 2003 ثم أصبح وليا للعهد بعد عام واحد عندما توفي زايد وخلفه خليفة رئيسا للبلاد.
وأشار إلى أنه يتعين على محمد بن زايد اليوم أن يقرر ما إذا كان سيختار أحد أشقائه الخمسة المعروفين جماعياً باسم «بني فاطمة»، وهو الخيار الأقل ترجيحاً، أو أحد من العديد من إخوته غير الأشقاء.
ومن الممكن بدلا من ذلك أن يعين أحد أبنائه الأربعة، أكبرهم خالد (40 عاما) وذياب (33 عاما). وسيتم إيلاء اهتمام خاص لأي مكانة أو سلطة إضافية تمنح لأخيه الشقيق طحنون، مستشار الأمن القومي.
من جهتها سلطت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية الضوء على الترشيحات المتوقعة لاختيار ولي العهد الجديد في الإمارات، وهو المنصب الذي خلا بانتخاب محمد بن زايد (61 عاما) رئيسا للدولة الخليجية بعد وفاة الشيخ خليفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترشيحات الخبراء والمراقبين تصب في الوقت الحالي لصالح خيار غير تقليدي في الإمارات، وهو أن يختار ابن زايد نجله كولي عهد للبلاد، في خطوة من شأنها تركيز السلطة في الدولة الخليجية بيد نسله وتخالف التقاليد المعمول بها في اختيار الرئيس أحد أشقائه كولي للعهد.
ويتوقع محللون أن يقوم ابن زايد بتعيين نجله خالد (40 عاما) وليا للعهد، مشيرين إلى أن القوة التي يمتلكها ابن زايد، والتي اكتسبها خلال سنوات كان فيها الحاكم الفعلي للدولة، تمكنه من تنفيذ هذا الإجراء.
وربما يعين ابن زايد شقيقه طحنون وليا للعهد، وابنه نائبا لولي العهد، بحيث يعطي ابنه وقتا لكي يتعلم ويكبر في الدور.
طحنون ومنصور وهزاع خيارات تقليدية
ووفق الصحيفة فإنه في حال قرر ابن زايد مواصلة التقاليد العائلية واختار واحدا من أشقائه فالمرشح الأبرز سيكون هو مستشار الأمن القومي، طحنون.
وأشارت إلى أن طحنون لعب دورا بارزا في التدخلات الإقليمية العقد الماضي، بما فيها الحرب على اليمن.
وذكرت أن طحنون يشرف على أعمدة اقتصاد أبوظبي، منها الشركة القابضة (إي دي كيو)، وأكبر مصرف حكومي (إف إي بي).
ولدى طحنون مصالح تجارية خاصة وواسعة، بما فيها مجموعة شركات (إي إتش سي)، التي تطورت من شركة مزارع سمك لتصبح واحدة من أكبر شركات أبوظبي بمصالح متعددة وعمليات استحواذ.
ووفقا للصحيفة فأمام ابن زايد اختيار تقليدي آخر، وهو شقيقه منصور، نائب رئيس الوزراء، مالك نادي مانشستر سيتي البريطاني ومصالح تجارية أخرى. لكنها عقبت بأن اسم منصور ارتبط بفضيحة مالية تتعلق بالشركة الماليزية (إم دي بي).
ومن المرشحين أيضا أمام ابن زايد لاختياره وليا للعهد هزاع، الذي تم الحديث عنه كولي عهد في المستقبل ومن سنوات طويلة.
وعلى صعيد السياسة الخارجية سلط معهد واشنطن الضوء على علاقات الإمارات بالسعودية. فحين تولى سلمان العرش في عام 2015 كان محمد بن زايد يعتبر بمثابة المرشد لمحمد بن سلمان الأصغر منه بأربعة وعشرين عاما.
ومع ذلك يبدو أن التوتر يشوب العلاقة بينهما، فابن سلمان يريد أن يجعل السعودية المركز التجاري لشبه الجزيرة العربية؛ لكن هذا من شأنه أن يقوض مكانة الإمارات، لاسيما بالنسبة إلى دبي، ثاني أكبر إماراتها.
من جهةٍ أخرى تتحدث أنيل شيلين على موقع «ريسبونسبل ستيتكرافت» عن استغلال الرئيس الأمريكي جو بايدن لمناسبة العزاء في خليفة والمباركة لخليفته محمد لتصويب علاقاته مع هذا الأخير. حيث قادت نائبة بايدن، كامالا هاريس، أرفع وفد أمريكي يزور الإمارات منذ تولي بايدن منصبه. وشملت المجموعة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، ومبعوث المناخ، جون كيري، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، بيل بيرنز.
ويدل مستوى التمثيل الرفيع على رغبة إدارة بايدن في تحسين العلاقات المتعثرة منذ نهاية إدارة ترامب، التي ازدادت تعثراً عندما لم يخف المسؤولون الإماراتيون إحباطهم من طبيعة الاستجابة الأمريكية لهجوم القوات اليمنية على أبوظبي في منتصف كانون الثاني/ يناير.
وبعد تأكيدها في البداية على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، قررت إدارة بايدن إعطاء الأولوية لأمن كل من السعوديين والإماراتيين، من خلال إمداد الرياض بأنظمة «باتريوت» إضافية في آذار/ مارس، وإرسال مدمرة بحرية وطائرات مقاتلة من الجيل الخامس للمساعدة في الدفاع عن أبوظبي بعد هجمات الطائرات المسيرة التي شنها اليمنيون.