علماء وتربويون: الصرخة.. خارطة الطريق الواضحة في رسم أسس المواجهة مع أعداء الأمة
أفق نيوز../
الصرخة بكلماتها البسيطة التي لا تتجاوز ١١ كلمة إلا أنها هزت عروش الظالمين وزلزلت كيانهم ، وبثّت فيهم الخوف والرعب والتيه، تزعجهم هذه الكلمات البسيطة في اللفظ، والقوية في التأثير، فبمجرد الجهر بها ترتعد فرائص الأعداء وتنهار نفسياتهم، لأنهم يعلمون أن أثرها ليس بهين، وقد تطابقت الصرخة مع الواقع اليوم. وبهذه المناسبة أجرت صحيفة “الثورة” استطلاعا للرأي مع بعض من العلماء.. وإليكم التفاصيل:
يقول العلامة عبدالسلام الوجيه: الصرخة هي التي زلزلت الطواغيت وهي التي أنقذت اليمن من الاحتلال الأمريكي السعودي والإماراتي وأخرجت اليمن من حظيرة آل سعود، طبعا دفع اليمن الثمن الكبير والتضحيات الكبيرة في إعلاء هذا الشعار، وصد المشروع الأمريكي وقطع أيدي الاحتلال، وقد حرر نفسه وأنقذها من الوصاية والهيمنة الأمريكية والخليجية، وقريبا بمشيئة الله سيحرر القدس والحرمين الشريفين، وستدوي الصرخة في القدس وفي الحرمين الشريفين.
ويضيف الوجيه: أعتقد أن الصرخة بداية النهاية للطواغيت من حكام الخليج وغيرهم، وعندما صرخنا في جبل مران كان البعض يسخر ويستهزئ، واليوم زلزلت الصرخة أولئك، فطالما صرخوا وطالما استهزأوا.
وقال: كانت البداية من دماج وما أدراك ما دماج ومن خيوان ومن خمر ثم إلى عمران ومن ثم إلى صنعاء وانتهت بهروب الطغاة من أمثال علي محسن ومن هم على شاكلته من الطغاة المستبدين وها هي الصرخة الآن تسهم في تحرير الشعب اليمني وستسهم عما قريب في تحرير الأمة العربية والإسلامية بحول الله وقوته لأنها تمثل صُلب ما جاء به القرآن الكريم من ناحية تكبير الله سبحانه وتعالى ومن ناحية البراءة من اليهود والنصارى الذين قال الله فيهم ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) ففي الصرخة تطبيق لهذه الآية التي تتبرأ من أعداء الله وأعداء الإسلام.
الصرخة كلمة حق
الأستاذ -زاهد محمد العمدي: هو الآخر يرى بأن الصرخة تعبر عن المبادئ الأساسية التي نستطيع من خلالها مواجهة المخاطر التي تحاك ضد الأمة الإسلامية من قبل اليهود والنصارى.. فالصرخة هي خارطة الطريق الواضحة في رسم أسس المواجهة مع أعداء الأمة.. كما أنها تعبر عن الطريقة الإلهية في المواجهة باعتبارها منسجمة مع المبادئ الثابتة في المنهاج الإلهي.. الذي عبر عنها في كتابه المنزل القرآن الكريم.. والصرخة دليل واضح وصريح على فاعلية الطريقة الإلهية في مقارعة مكر وخداع وتضليل الأعداء. أبطلت الصرخة سحر وأساليب وأكاذيب المضللين والمروجين للدعاية التي تخدم اليهود والنصارى، الصرخة كشفت هشاشة الفكر الذي سعى الأعداء إلى تثبيته خلال فترة زمنية طويلة، وحاول فرض الأمر الواقع وترسيخ ثقافة الخنوع والرضى والاستسلام لشذاذ الآفاق من اليهود والنصارى. الصرخة هي كلمة حق في وجه طاغية ظالم.
المنبه الذي يذكّر الآخرين
وتحدث الأستاذ العلامة والأديب- عبدالحفيظ حسن الخزان قائلا: الصرخة هي شعار معنوي يشير إلى مواضع الطغيان عند الآخر المستكبر ويحشد الهمم باتجاهها، وما من نبي إلا كان له مثل ذلك ، لأن الصرخة تلخص المشكلة والحل، كما أنها تعبئة إيمانية تنزل الرعب في قلوب المستكبرين والمعتدين والمرتزقة ومن لف لفهم، والصرخة في عباراتها الخمس محور ارتكاز معنوي للإشارة إلى الاتجاه الذي يجب أن يكون بمثابة المنبه الذي يذكّر الآخرين إلى مكامن الخطر، وأن عليهم أن يحتشدوا في كل موضع يساعد على إحراز النصر للأمة المستضعفة وإنزال الهزيمة بالمعتدي المستكبر.
وأضاف الخزان: للصرخة أثر مستقبلي يتمثل في نقطة تتجمع حولها الهمم والجهود، كما أنها عملية إحصائية تشير إلى الحضور المتوالي والتموضع المتزايد للمستضعفين، كما أنها تؤسس للمشاريع التي تساعد على النصر وتؤدي دورها في إنزال الهزيمة في معنويات المعتدين وتقض مضاجعهم وتشعرهم أن الناس يقظون ولن يناموا أو يستكينوا.
الصرخة حصانة من التضليل
من جانبه أوضح أحمد عبد الخالق عقبة -مسؤول الأوقاف بمديرية التحرير بأن الصرخة حصانة من التضليل وهي أمر بالمعروف فقد قال رسول الله صل الله عليه وعلى آله وسلم ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبة وذلك أضعف الإيمان))..
وقال: عقبة من هذا المنطلق قام الشهيد القائد سلام الله عليه بالتحرك لأنه رأى منكراً وبناءً على ما واجهه من المصاعب رأى أقل ما يمكن فعله هو اللسان التي أصبحت صرخة في وجه المستكبرين فالصرخة تعني الولاء والبراء فالولاء أن الله هو الكبير وأن النصر للإسلام والبراء تعني تطبيق القانون الإلهي بالأمر لعبيده بعدم توليهم لليهود والنصارى ومن يتولهم من المسلمين فإنه منهم وهذا يعتبر واجباً دينياً علينا الالتزام به، أما أهميتها فهي سلاح قوي وفعال في وجه المستكبرين والمشركين ودليلها ما نطق وأعلن به رئيس وزراء بني إسرائيل بقوله إنه اكتشف ما هو أخطر من الفلسطينيين عليهم وهو الشعار المعلن به في اليمن لذلك فالشعار له أهمية كبرى أولها إعلان الولاء والبراء وثانيها تحصين أنفسنا وأولادنا حتى لا يكونوا عرضة للتضليل الكاذب وإبعاد الخوف واللامبالاة التي تم زرعها من قبل أعداء الله على شكل استعمار سابق واستعمار أشد وأخطر حاليا مما حصدوا تخويف الناس بعدم القدرة على نطقها خوفا من مخابراتهم وغيرها، إذاً لها أهمية كبرى في نزع الخوف واللامبالاة وتذكير الناس بالواجب الذي كلفهم الله به ليتم تطبيق وعد الله لنا بقوله تعالى ((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)) ولله الحمد فقد رأينا كلنا نتائج الصرخة، والآن نقطف ثمارها في أنفسنا وأولادنا وتتمثل ثمارها في إبعاد الخوف وتصغير كل قوى الأرض التي لا تذكر ولا تقارن بقدرة الله تعالى وأقولها بكل فخر وبصوت عال إن الصرخة أيقظتنا تجاه ديننا وقيمنا وأرجعت عاداتنا وتقاليدنا الصحيحة التي دفنت على أيدي الخونة والعملاء من اليهود والنصارى والأمريكان وعملائهم العرب وأظهرت أننا أقوياء بقوة الله أعزاء بعزة الله كبيرنا وصغيرنا فيجب علينا التمسك بها وتخليدها لأجيالنا.
الصرخة تحيي فينا العداء للعدو
وأكد عبدالرحمن محمد حميد الدين مدير إدارة أعلام الهدى في مؤسسة الإمام الهادي الثقافية على أن الصرخة في وجه المستكبرين – أمريكا وإسرائيل – تحيي فينا المواقف العملية تجاه العدو التاريخي للأمة الإسلامية؛ ومن أبرز ما تحييه فينا الصرخة البراءة العملية من أعداء الله من اليهود والمشركين والنصارى.
تعزز حالة السخط في أنفسنا ومجتمعاتنا تجاه أمريكا وإسرائيل وتجاه ممارساتهم الإرهابية وفسادهم في الأرض. أنها أوجدت حالة من السخط على الأعداء وهذا أكثر ما يتفاداه اليهود ويبذلون المليارات لتحسين صورتهم القبيحة عند العرب والمسلمين. كما أنها تعزز حالة الوعي والمنعة لأبنائنا وأجيالنا تجاه العناوين الزائفة والحرب الناعمة التي تستخدمها ماكينات أمريكا واليهود الإعلامية ومنظماتهم المشبوهة، حتى وإن كانت تحت يافطات عربية وإسلامية. أنها تحوُل ما بين أبناء الأمة وبين أن تخترقهم أيادي العدو الأمريكي والإسرائيلي لتجنيدهم كعملاء أو استغلالهم. أنها تبقي الأمة العربية والإسلامية على أهبّة الاستعداد وتحصينها وتأهيلها ثقافيا، وعسكريا، واقتصاديا، وسياسيا، وإعلاميا لمواجهة أمريكا وإسرائيل، والانتقال من حالة اللا موقف إلى حالة الموقف أنها كسر حالة الصمت التي أُريد لها أن تُفرض على شعوب هذه الأمة، ومواجهة حالة الاستسلام والتدجين، وعملية استنهاض وتحريك للأمة وتحصين الشعوب في مواجهة الاختراق والتطبيع مع العدو الإسرائيلي.
الشعار فضح اليهود
بدوره أشار القاضي مجاهد الشبيبي إلى أن الصرخة تحيي فينا روح العزة والكرامة والإباء وتوجيه بوصلة العداء للعدو الحقيقي لهذه الأمة وهم أمريكا وإسرائيل أئمة الكفر في زماننا فالشعار فضحهم على حقيقتهم وكشف حقيقتهم فهو شعار من وحي القرآن الكريم وعلى لسان قرين القرآن السيد حسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه فهو سلاح وموقف ولذلك أزعج اليهود وحاربوه من أول يوم ومادام وهو يزعجهم فإن في ذلك إرضاءً لله كما أنه يعمل على تحصين الشباب والأجيال من الموالاة لأعداء الله وتعرفهم بالعدو الحقيقي للإسلام والمسلمين وتبعث فيهم الحمية والحماس والعزة والإباء وأن لا يخافوا في الله لومة لائم وهي استجابة لله القائل “وكبره تكبيرا والقائل” لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدون).
الثورة / زين العابدين حلاوى