قيادات جنوبية: ما يحدث في عدن والمحافظات المحتلة ثورة شعبية حتى طرد التحالف وأدواته
أفق نيوز../
بلغت الاحتجاجات الشعبية في المحافظات المحتلة ذروتها لطرد أدوات تحالف العدوان بعد تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين بشكل مخيف مما ينذر بكارثة حقيقية بعد اتساع دائرة التضييق على المواطنين وانتشار أعمال القتل وتدهور سعر العملة وارتفاع أسعار السلع والمشتقات النفطية وغياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة لتصبح معاناة المواطنين دافعا لمواصلة التظاهرات وقطع الطرقات والانتقال – ربما – إلى الكفاح المسلح لاقتلاع المحتل ومرتزقته من كافة تراب الوطن كما اقتلعوا الاستعمار البريطاني في الثلاثين من نوفمبر 1967م..
وفي هذا السياق قيادات من المحافظات الجنوبية يتحدثون للثورة في السطور التالية..
البداية مع الأستاذ طارق سلام –محافظ محافظة عدن، حيث قال:
” المتابع للأحداث اليوم يدرك أن الذي يحكم عدن اليوم هي الفوضى، والجريمة، والجوع، فحقيقة الوضع الأمني في عدن المسؤول عنه هو الاحتلال الإماراتي السعودي، الذي أنشأ مليشيات موالية له داخل المدينة وفي بقية المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، من خلال أدوات الارتزاق الرخيصة. والمتابع أيضاً لمجريات الأحداث في المحافظات المحتلة يدرك أن كل طرف يعمل لصالح قوى عالمية أمريكية إسرائيلية أو بريطانية، فالإمارات ما كان لها أن تتحرك بكل هذه القوة والسيطرة ما لم يكن لديها غطاء دولي يتستر على جرائمها ووحشيتها دون حساب، وهي تدرك أنه لا مجتمع دولي سيوقفها أو منظمات ستعاقبها ما دامت تسير على الخطة التي يرسمها اللاعبون الرئيسيون لها.
نهب الثروات وإغلاق الميناء وتدمير البنية التحتية ومؤسسات الدولة وإغراق عدن في صراعات المرتزقة وتفشي الأوبئة والأمراض بصورة مخيفة ومرعبة يؤكد للجميع أن ذلك ليس إلا سلوكاً دأب عليه المحتل البريطاني خلال فترة احتلاله البائد وانه يسعى من خلال الأدوات الحالية لتحقيق أمجاده الفانية دون أن يظهر في الصورة حتى لا تحسب عليه أي انتكاسة أو خيبة جديدة ، حيث صارت الاغتيالات روتينا يوميا للمرتزقة وآخرها جريمة اغتيال مراسل شبكة التلفزيون الياباني في عدن الإعلامي صابر الحيدري، عبر زرع عبوة ناسفة بسيارته وتفجيرها وأودى بحياته واثنين آخرين بجواره. وجاءت الجريمة ضمن سلسلة جرائم ممنهجة بحق الصحافيين والإعلاميين في المناطق المحتلة وخاصة عدن ومن هنا نؤكد أن طريق الاستقلال لن يكون مفروشاً بالورود ولن يصل أبناء عدن وبقية المحافظات المحتلّة إلى ما يسعون إليه ما لم تكن هناك جهودٌ كبيرة وتضحيات عظيمة تتصدى لهذه المخاطر والتحديات وتواجهها بكل بسالة وهي مناسبة لتوجيه دعوة مخلصة للشرفاء والأحرار من أبناء عدن والمحافظات المحتلة، لنيل شرف الالتحاق بالثورة والنضال ضد الاستعمار الجديد، حتى نيل الحرية والاستقلال”.
صراع مناطقي
بدوره قال لـ(الثورة) الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء عبد الله الجفري:
“اليوم أصبح المواطنون في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة يدركون جيداً أنهم دخلوا في مستنقع لا يستطيعون الخروج منه وأصبحوا ضحية مشاريع خارجية وصراع إقليمي والهدف منه السيطرة على القرار السياسي وإيجاد نفوذ وتشكيل مليشيات عسكرية حتى يتسنى لهم نهب الثروات الاقتصادية والسيطرة على الممرات المائية والملاحية والمنافذ والمطارات والموانئ والجزر وهذا المشروع هو قديم جديد وليس بغريب على أعداء الجمهورية اليمنية الذين سعوا جاهدين لإنشاء جماعات ومليشيات تتصارع فيما بينها صراعاً مناطقياً محتدماً للعام الرابع بين ما يسمى الانتقالي الذين يتبعون منطقة في محافظة لحج وما يسمى الشرعية وحزب الإصلاح من أبناء محافظتي أبين وشبوة وما كان يطلق عليهم في الماضي الطغمة والزمرة ولذلك هذا مخطط تآمري دولي لتكرار أحداث 13 يناير وغيرها من الصراعات التي دارت سابقاً في جنوب الوطن وهذا ما نشاهده اليوم من تشكيل عدة مليشيات منها الانتقالي وحراس الجمهورية بقيادة المرتزق طارق عفاش الذي بات يسيطر على مناطق واسعة في شبوة ثم عدن، ومما سبق فهذه الأمور أوصلت المحافظات الجنوبية والشرقية إلى وضع سيئ جداً لا يسر عدوا ولا صديقا وأصبحت عدن اليوم على صفيح ساخن تشهد صراعا مناطقيا وحزبيا وجهويا وهذا هو المشروع لتمزيق النسيج الاجتماعي والصف الوطني ليصبح الجميع هناك يعيش في ظل عدم وجود خدمات مثل الكهرباء التي أصبحت تنقطع لفترات طويلة تصل إلى عشرين ساعة في اليوم في ظل صيف حار ومع انقطاع الكهرباء تنقطع المياه التي تعمل بالطاقة الكهربائية بسبب تعطل الآبار الارتوازية في بئر ناصر
وأيضا في ظل الفوضى العارمة للنهب والسلب والبسط على أراضي المواطنين والسيطرة على مؤسسات الدولة والانتهاكات المتمثلة باختطاف الأطفال والنساء والاغتصابات وأيضا انتشار الحبوب المخدرة والمنشطات كما لا ننسى أن المواطنين يعيشون بدون مرتبات وهبوط سعر العملة اليمنية بفارق الصرف بين صنعاء وعدن المحتلة وهذه العوامل جميعها أوصلت عند المواطنين في المحافظات المحتلة قناعة أن كل المعاناة التي يتجرعونها هي بسبب التحالف وفي ظل سياسة ممنهجة ،
وهذه المظاهرات والاعتصامات بلا شك ستنتقل في الأيام القادمة إلى مرحلة الكفاح المسلح على غرار ما حصل في ستينيات القرن الماضي عندما تم طرد الاستعمار البريطاني في الثلاثين من نوفمبر عام 67 من قبل الجبهة القومية وجبهة التحرير وبعض الفصائل والمكونات الوطنية الأخرى لعل هذه المظاهرات وقطع الطرقات في عدن والمكلا والمهرة وشبوة بادرة جيدة لطرد التحالف المحتل في ظل تردي الأوضاع وعدم توفر الخدمات وانفلات الوضع الأمني وتكرر الاغتيالات، والأيام القادمة مبشرة بمناهضة مشاريع التحالف ومرتزقته من كل تراب الوطن”.
سجون ومعتقلون
رئيس المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية سمير حُميد تحدث عن تردي الأوضاع في المحافظات المحتلة قائلاً:
” ما يحدث في المحافظات الجنوبية المحتلة من فوضى عارمة تؤكد غياب دولة النظام والقانون والمؤسسات ، وتثبت عجز قدرات المرتزقة والمحتلين عن الاستجابة لمطالب المواطنين ، فالمواطن في هذه المحافظات التي تحولت إلى ساحة صراع مصالح بين مراكز نفوذ تابعة لدول الاحتلال وبين دول الاحتلال السعودي الإماراتي، فهذه المحافظات تعيش أسوأ مرحلة تاريخية عاشها سكانها في ظل الاحتلال والعدوان ، فملف حقوق الإنسان للاحتلال فيها ملف أسود يزداد سوداوية من فترة لأخرى قبل سنوات سادت الاغتيالات الممنهجة التي أودت بحياة الخطباء والمساجد وارتفعت عدد السجون السرية إلى ٢٦ سجنا سريا ارتكب فيها مختلف أنواع التنكيل والتعذيب حتى الموت، وحاولت دول العدوان طي هذا الملف الأسود الذي لا يسقط بالتقادم،
ومنذ عامين تصاعدت مظاهر الانفلات الأمني وتجاوزت حدود المدن الرئيسية إلى المناطق الريفية والطرقات العامة وأصبح المحتل يدير المحافظات الجنوبية بتوحش وبالعنف مطلقاً الضوء الأخضر لمليشياته ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات لكي يتفرغ لنهب الثروات وتنفيذ أجندته الخفية بينما ينشغل المواطن الجنوبي بحياته اليومية القاسية الناتجة عن تدهور سعر صرف العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية وأزمات الكهرباء والوقود وغياب الأمن والاستقرار، وفي هذا الإطار المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية بصدد إصدار تقرير ربع سنوي عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الاحتلال في المحافظات الجنوبية خلال الفترة الماضية من العام الجاري والأرقام مرعبة تؤكد بأن فاتورة الاحتلال أكبر بكثير من أي وقت مضى”.
مخطط التحالف
القيادي في المقاومة الجنوبية والناشط سياسي سمير المسني هو الآخر تحدث للثورة عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها أبناء المحافظات المحتلة قائلاً:
“أصبحنا ندرك تماما أن جملة القضايا المعقدة والشائكة والتي أدت إلى تفاقم وتردي الأوضاع على كل المسارات (اختلالات أمنية وتدهور غير مسبوق لسعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الخارجية…..) كل تلك الأمور تدخل ضمن سياق مخطط وسيناريو تم إعداده بعناية في مطابخ قوى التحالف ( اللاعربي ) وتم تنفيذه من خلال أدوات قوى الاحتلال في المحافظات الجنوبية المحتلة لغرض خلط الأوراق وإرباك المشهدين السياسي والعسكري من جهة وضرب النسيج المجتمعي في تلك المحافظات وبالتالي تستطيع قوى العدوان والاحتلال من تمرير أجنداتها المشبوهة ونهب مقدرات وثروات المحافظات الجنوبية ويتم ذلك في ظل غياب قوى سياسية وطنية فاعلة تقود الشارع الجنوبي وتعمل على تنظيم الصفوف وتماسك الجبهة الداخلية في الجنوب .لذلك نلاحظ أن العديد من التظاهرات المنددة والرافضة للتواجد الأجنبي وأدواتهم في الداخل لا يكتب لها النجاح وتتعثر بسبب العشوائية في تحديد أولويات المطالب الشعبية المشروعة من جهة وعدم وجود قيادة موحدة تقود الجماهير من جهة ثانية وبذلك يسهل قمع تلك التظاهرات والانتفاضات وبذلك نعود مرة أخرى إلى المربع الأول وتستمر معاناة جماهيرنا في الداخل بل تزداد سوءا، لذلك طالبنا في السابق وما زلنا نطالب بتوحيد جهود كل الأحزاب والمكونات السياسية الوطنية في الداخل في إطار ائتلاف سياسي واحد لمواجهة التحديات المستقبلية للخروج من عنق الزجاجة ؛ وهذا لن يتأتى إلا من خلال تفعيل دور الجماهير الشعبية والاستعداد لمرحلة الكفاح المسلح السبيل الوحيد لإنهاء معاناة شعبنا من خلال طرد قوى الاحتلال وأدواته في الداخل ونيل استقلالنا الثاني”.
استهداف الخدمات الحيوية
من جانبها اعتبرت الناشطة السياسية المعروفة ميرندا شهاب أن المحافظات المحتلة تعيش أسوأ وضع منذ عشرات السنين حيث قالت:
“ما يجري ويحدث في عدن من تفاقم وتدهور للأوضاع المعيشية سببها ونتيجتها وجود التحالف وأدواته ومرتزقته وأفعاله الإجرامية عبر أدواته من تدمير ممنهج لتركيع أبناء عدن واستخدام أسلوب التطفيش للمواطن من خلال سياسته القذرة والتي انتهجها منذ احتلاله عبر العملاء والمرتزقة لتدمير الخدمات الحيوية عبر إتلاف أسلاك الكهرباء وكسر أنابيب المياه والتلاعب بالأسعار الغذائية وارتفاعها بشكل جنوني لكي يثقل كاهل المواطن ويعيش المواطن في ضيق ونكد وضنك من المعيشة التي أنتجتها سياسة التحالف التدميرية لسحق الشعب وإرضاخه وإذلاله وقهره وتجويعه لكي يرضخ أبناؤه للفتات – هذا اذا وجد الفتات ، لن تحل مشاكلنا وننعم بثرواتنا إلا إذا وعينا وفهمنا أن المحتل طامع ومدمر وكما شاهدنا منذ دخول المحتل إلى الآن والجنوب يدمر وينهب ويسرق ويقتل أبناؤه، ولذلك وبسبب ما حدث ويحدث ندعو أبناء عدن للاستمرار في الاحتجاجات والتصعيد الثوري بكافة السبل وكل الأساليب المتاحة حتى يحقق آمال وطموحات هذا الشعب الأبي ومطالبه المشروعة والمحقة بأن يكون حرا مستقلا في إرادته وفي قراره ورافضاً سياسة الإفقار لتجويع الشعب وإذلاله، ونقول لأبناء عدن والمحافظات الجنوبية استمروا في التصعيد الثوري الجهادي ضد أعداء اليمن والثورة مستمرة حتى تحقيق أهدافها”.
الثورة / استطلاع / أحمد السعيدي