علماء ومفكرون : الحج هو الرمز الأول لوحدة المسلمين
أفق نيوز../
يعيش المسلمون في هذه الأيام في بقاع الأرض المختلفة موسماً من أعظم مواسم الخير على الإطلاق .. حيث تجتمع القلوب وترتفع نبرات الحناجر ملبية لله تعالى في التوحيد.. يجتمع المسلمون في صعيد واحد وبلباس واحد مجسدين بذلك وحدة المسلمين
«الثورة» التقت عدداً من العلماء والمفكرين الذين تحدثوا عن الحج كأهم رمز لوحدة المسلمين وخرجت بالحصيلة التالية:
البداية كانت مع الكاتب والباحث يوسف الحاضري الذي أوضح أن الاجتماع في هذا المكان مرة في السنة له قدسية وله رؤية وحكمة إلهية بأن يجمع العالم الإسلامي سنوياً ليتدارسوا شؤنهم وأوضاعهم ويذكروا الله ويكون ذكرهم لأوضاعهم مرتبط بذكر الله سبحانه وتعالى ليصححوا الاختلالات والثقافات المغلوطة ليرتبطوا علاقة برجل واحد وفي الأخير يتبرأون من أعدائهم وأعداء الله ورسوله لأن ذلك هي من أساسيات الحج.
ويضيف: تخيلوا عندما يتبرأ العالم الإسلامي جميعاً من الأمريكان والصهاينة لأن هؤلاء هم الأعداء ويرفعون شعار البراءة بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل ثم يعود كل إنسان إلى بلده وينشر هذه الثقافة.. ثم يعودون السنة القادمة، وهكذا تبقى الأمور في حالة ارتباط وتأصل وتعاظم بين المجتمع الإسلامي، لا يكون كما هو حاله اليوم أكثر من خمسين زعيماً إسلامياً لا يستطيعون تطهير الحرمين الشريفين من رجس آل سعود.. لا يستطيعون تطهير القدس من رجس الصهاينة.. أمريكا تتحكم في كل شؤونهم صغيرها وكبيرها، لماذا لأنهم أضاعوا الحكمة الحقيقية من الحج.. تلك الأمور العظيمة التي يجب أن نعيها ونرتبط بها.. لأنه إذا لم يحقق هذا الهدف فلا حج للإنسان حتى وان خسر وتعب وأرهق نفسه مثله مثل الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر فاذا لم تنه الصلاة عن الفحشاء والمنكر فالإنسان تعب فقط في صلاته.. كذلك الصيام أن لم يؤد الصيام أن تكون من المتقين فلا صيام لك ..
ويقول الحاضري : إن هذا الاجتماع الذي يكون في هذا المكان وهذه البقعة المقدسة التي قال الله سبحانه وتعالى « إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا» ، بركتها كما بركة المسجد الأقصى يقول الله سبحانه وتعالى « سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ» أي قدسيتهن جميعاً يجب على كل إنسان إن يضعها في رأسه ويسعى لتطهيرهما من صهاينة العرب المتمثلين في آل سعود أو صهاينة اليهود .
من شعائر الدين
العلامة عبدالفتاح الكبسي عضو رابطة علماء اليمن تحدث قائلاً : الحج ركن من أركان الإسلام قال الله سبحانه وتعالى « وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» .. جعل الله سبحانه وتعالى الحج والتعظيم والسفر إلى بيت الله الحرام من شعائر دينه .. والسفر إلى تلك البقاع المطهرة يعتبر من الجهاد الأصغر الذي يتطلب من الإنسان عبادة جسدية ومالية وقدرة على التمكن على السفر حتى يصل إلى تلك المشاعر الطيبة إلى أول بيت وضع للناس إلى البيت الذي رفعه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأمر الله سبحانه وتعالى .
ويضيف: جعل الله سبحانه وتعالى هذا الحج أن يجتمع فيه الناس من كل فج عميق على شاكله واحدة يأتوا إلى باب بيته الذي تسكب عنده العبرات .. البيت المقدس الذي رفع شأنه وطهره وكرمه وجعل فيه مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً .
ويتابع: في الحج يجتمع المسلمون في عيد واحد على شاكلة واحدة يتذكرون انهم أمام رب واحد ورسول واحد وبيت واحد وانهم سواسية كأسنان المشط « إن أكرمكم عند الله اتقاكم « يتذكرون الوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم لا تملك نفس لنفس شيئا.
مناسبة لإعلان البراة من أعداء الله
ويؤكد العلامة الكبسي أن الله جعل هذه الشعيرة مناسبة للبراءة من أعدائه.. المجمع الذي يجتمع فيه المسلمون ليناقشوا قضاياهم.. ولو كان القائمون على البيت الذين أمر الله سبحانه وتعالى أن يقيموا هذا البيت، لأرشدوا الناس ولعرفوهم بما يجب عليهم .. فاليوم من منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مكة المكرمة ومن منبر رسول الله في المسجد النبوي يبث ويٌعرف الناس أن قضية التطبيع أمرها سهل وان النبي كان يتعامل مع اليهود .. النبي لم يكن يتعامل مع اليهود كيهود وإنما كمواطنين بشروط المواطنة التي كانت لديهم .. لم يكن النبي موالياً لليهود أو محباً لليهود وإنما كان يعاملهم كما يعامل الإمام رعيته .. وهم كانوا من رعيته لكن لما خالفوا وخانوا النبي وقد أوثقهم هذه المواثيق أخرجهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وعن معنى البراءة يقول العلامة الكبسي: إن البراءة هي أن يعلن المسلمون انهم يوالون الله ورسوله والذين آمنوا ويتبراؤن من أعداء الله فكراً وعملاً ومقاطعة وانهم يقابلونهم ويصدون عدوانهم في أي مجال من المجالات .
الرمز الأول لوحدة المسلمين
العلامة محمد مفتاح مستشار المجلس السياسي الأعلى ورئيس حزب الأمة، تحدث قائلاً : الحج من أعظم العبادات لأنه الرمز الأول لوحدة المسلمين ففي الحج تأتي جميع الأجناس واللغات والألوان كلها تجتمع في صعيد واحد .. وبشعار واحد يرددون التلبية الموحدة بل وحتى أثناء الإحرام يلبسون اللبس الموحد وهذا يدل على وحدة الروح البشرية وعلى وحدة الفطرة البشرية .
ويوضح العلامة محمد مفتاح: أن الحج يعلم الناس الانضباط والدقة وإن المواعيد التي فرضها الله للحشر والقيامة والحساب هي مواعيد منضبطة ودقيقة سيحضر الناس في يوم واحد بقدرة القادر سبحانه وتعالى وبأمره .. علمهم الانضباط في الدنيا كيف ينضبطون في زمن واحد ومكان واحد، فكل هؤلاء الحجاج يجب أن يحضروا إلى عرفة لا يتأخر أحد وإلا لن يتم له حجة ولا يعتبر حضر الحج اذا فاته يوم عرفة .
وعن رمي الجمرات يقول: إن هذا النسك الرمزي هو تعبير عن رمي الإنسان لكل أهوائه وأخطائه وكل نزاعته كما رمى إبراهيم الشيطان .. فالشيطان هو رمز للغواية ، وللاغراء ورمز للشهوات .. فرميه معناه رمي للغواية والشهوات ..
الثورة / محمد الروحاني