المؤامرات على الحج صهيونية بأيدي آل سعود
أفق نيوز../
لما تتمتع به الكعبة المشرفة والحرمان الشريفان؛ من قدسية وأهمية ورمزية في نفوس المسلمين، حرص الصهاينة على الاستيلاء عليهما، وكما بدأوا بالاستيلاء على القدس، عملوا عبر بريطانيا على إنشاء كيان يستولي على المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، للاستيلاء على الحج، الذي بشكل عليهم خطورة بالغة، عبّروا عنها علناً في نصوص لوزرائهم ومفكريهم، وبالفعل تم دعم عصابة آل سعود، وتمكنت من السيطرة على مكة والمدينة، وباتت متحكمة بمصير ركن عتيد من أركان الإسلام، وها هي تفتح أبواب مكة المكرمة لأعدائها، وتدنس حرم الله، بأقدام من وصفهم في كتابه بأنهم «رجسٌ»، وحذرنا من أن يقربوا بيته الحرام.
«أول خطوة»
في أدق توصيفٍ لفريضة الحج وأهميتها وجدوائيتها وتحليل لغاياتها وأبعادها، يصفها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، في ملزمة «لا عذر للجميع أمام الله»، بأنه «عبادة مهمة، إنما عطّلها آل سعود، وعطّلها اليهود والنصارى، ولم يكتفوا بما يعمله آل سعود، القضية عندهم خطيرة جداً».
ويعزو الشهيد القائد رضوان الله عليه، في ملزمة «لا عذر للجميع أمام الله» المؤامرة الكبيرة على الحج، إلى أثره المهم ودوره الكبير في خدمة وحدة الأمة الإسلامية»، مؤكداً أنه يبقى بالنسبة للأعداء مشكلة «إذاً ما زال الحج رمزاً لوحدة المسلمين، ويلتقي حوله المسلمون، ويحمل معاني كثيرة».
لم يكن يريد الله للحج، إلا أن يكون ذا جدوى كبيرة للأمة، فهو يشكّل ملتقى لها، تتذاكر فيه واجباتها تجاه دينها ونفسها، ومنطلقاً لوحدتها، والبراءة من أعداء الله، كما كان أول مرة في الإسلام، حينما جرى إعلان البراءة من أعداء الله؛ ما يقض مضاجع الصهاينة والأمريكان وعملائهم، ويجعلهم في عمل متواصل لتعطيل هذا الركن الإسلامي العظيم.
الشهيد القائد رضوان الله عليه، في ملزمة معرفة الله – وعده ووعيده – الدرس الثاني عشر، يبيّن خطورة تقسيط عدد الحجاج لكل دولة، متسائلاً عن ذلك قبل عقدين من الزمن، «أليس ذلك ما هو حاصل الآن؟، هذه أول خطوة من خطوات احتلال اليهود للحج، لأنهم في الأخير لن يمنعوا الناس – من أول يوم – عن الحج».
ويضيف رضوان الله عليه، في ذات السياق، «عوّدونا على قبول نسبة محدودة، فإذا ما نقصت النسبة من عشرين ألفاً لليمن إلى عشرة آلاف ستكون مقبولة، أليس كذلك؟ ثم في عام معين تنقص من (عشرة آلاف) إلى (ألفين) مقبولة».
إن ما حذّر منه الشهيد القائد رضوان الله عليه، هو ما حدث فعلاً هذا العام، حيث حدد النظام السعودي لليمن، ما زعم أنه عشرة آلاف حاج، في حين تؤكد وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، أن العدد الفعلي هو نصف العدد الذي جرى الإعلان عنه.
«خطة أمريكية»
إلى طبيعة ومنشأ ومبتغى المؤامرة على الحج، يلفت الشهيد القائد رضوان الله عليه في «الدرس الثامن من سورة البقرة»، إلى أن خطة تخفيض عدد الحجاج لبيت الله الحرام، «خطة تبدو أمريكية، ترويض للناس على أن يتقبلوا تقليص وتقليل عدد الحُجاج من كل بلد عدد مُعيَّن، ويكون عدداً قابلاً للتخفيض».
ويضيف الشهيد القائد، «وكل سنة يخفضون أكثر، وكل سنة يفتعلون شيئاً فيما يتعلق بالكعبة، يقولون: (قد حصل وباء، أو حصل كذا من كثرة الازدحام) إذاً قللوا العدد، قللوا العدد، حتى يصبح الحج قضية غير مهمة عند المسلمين، أو في الأخير يوقفوه.
هنا أيضاً يتحقق بالنص، ما حذّر منه الشهيد القائد رضوان الله عليه، ففي عامي 2020 و2021، مُنع الحجاج بذريعة انتشار «فيروس كورونا»، وهكذا تتجلى حكمة الشهيد القائد رضوان الله عليه، في قراءته للأحداث وتفسيرها، من وحي آيات كتاب الله المبين، التي يثبت الواقع مصاديقها ما بين حينٍ وحين.
«لتفريغه من محتواه»
يفسّر الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، «في الدرس السابع من سورة البقرة» الأسباب التي جعلت اليهود ينظرون إلى الحج كقضية خطيرة، ويعملون على تفريغه من محتواه، قائلاً: إن الأمة بالحج لا تزال تمتلك نقطة تمثل قوة بالنسبة لها، وإيجابية كبيرة بالنسبة لها.
في ذات السياق، يضيف رضوان الله عليه عن الحج بالنسبة للأمة «عامل من عوامل إمكانية توحدها، إمكانية نقل المفهوم الواحد فيما بينها، تعميم المفهوم الواحد والرؤية الواحدة فيما بينها، اطلاع البعض منهم على ما يعاني البعض الآخر من خلال لقاءاتهم».
إن انفراد النظام السعودي في إدارة المشاعر المقدسة، دون بقية الأمة الإسلامية، يؤكد حقيقة واقع تسييس ذلك النظام للحج، واستغلاله بما يخدم مصالحه وأسياده من الصهاينة والأمريكان، ولا ينكر أحد من الأمة بمختلف اتجاهاتها، هذه الحقيقة التي ثَبُتت وتجلت منذ استيلاء آل سعود على المشاعر المقدسة حتى اليوم، في تصرفات وقيود وإجراءات ظالمة، نحن هنا في صدد الإضاءة على أبرزها، مع كثرها وتعددها، حيث لا تخفيها كتب التاريخ، ولا تجهلها شعوب الأمة.
تتعدد المظاهر التي تؤكد تسييس آل سعود للحج، وتبدؤ من تحكم هذا النظام بالعدد المسموح من الحجاج من كل دولة، بناءً على اختلاف واتفاق الدول مع عمالته لأعداء الأمة، بل إنه يمنع أحياناً استقبال حجاج من دول معينة مثل اليمن ودول أخرى، تناوئ توجه النظام السعودي في موالاة أعداء الأمة، ناهيك عن استغلال منبر خطبة يوم عرفة، الذي جرى تجييره هذا العام بصورة قبيحة، يأتي الحديث عنها في السياق.
فيما يتعلق بالاستغلال السياسي للحج يبيّن السيد القائد عبدالملك بدرالدرين الحوثي، أن النظام السعودي يمنع بعض المسلمين من الحج على خلفية الموقف السياسي لآل سعود تجاههم أو الموقف الأمريكي والإسرائيلي، ويستقبل وفود اليهود والصهاينة بكل ترحاب وتبجيل وتسهيل على عكس وفود المسلمين.
وصهينة «منبر عرفة»
في خطوة ليست غريبة، تُعد هي الأجرأ هذا العام، أعلن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، تعيين المطبّع محمد العيسى، خطيباً ليوم عرفة، ومن لا يعرف العيسى، المعروف بعلاقاته مع الصهاينة، حيث ظهر سابقا وهو يصلّي بخشوع على ضحايا «الهولوكوست» المزعومة في «أوشفيز» بولندا، وهو من كبار مهندسيّ الخيانة بالتطبيع مع العدو الصهيوني، بعلاقاته مع حاخامات صهاينة، وله تصريحات يعترف فيها بالعمل على تحطيم قيود «معاداة السامية».
هذه الخطوة أحدثت حالة من السخط لدى الأمة الإسلامية، ولقيت شجباً واستنكاراً واسعاً، وردود فعل قوية ورافضة، حيث اعتبرها الأغلب إِشارة إلى نية النظام السعودي، لإظهار علاقاته السرية مع العدو الصهيوني، تمهيداً لزيارة «بايدن» المرتقبة للسعودية، رفقة ضباط صهاينة كبار، بشأن أمن «إسرائيل»، ولا شك أن خطيب كالعيسى لن يخطب إلا في الترويج للتطبيع مع الصهاينة، والترويض للبدء بذلك، وما تم اختياره إلا لذلك، كما يعتبر أغلب المناهضين لهذا السلوك الخياني.
في هذا الصدد استنكر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين في تصريح له على «قناة المسيرة»، صعود المطبّع محمد العيسى منبر عرفة، وهو المعروف بتصهينه، مؤكداً «النظام السعودي يتقرب من اليهود ويخدم أمريكا ويضيق الخناق على شعبه ويقتل ويحاصر شعبنا اليمني».
هذه الخطوة هي من أبرز ما يؤكد، استغلال النظام السعودي للحج فيما يخدم سياساته الخيانية، وتفريغه له من محتواه وقيمته التي أرادها الله له، فبدلاً من أن يكون ملتقى للبراءة من أعداء الله، يصبح من يرفع شعار البراءة متهماً وملاحقاً من الأجهزة الأمنية للنظام السعودي، الأمر الذي يعمل اليهود والنصارى للوصول له منذ قرون، أَضف إلى ذلك الاستغلال المادي للعائدات المالية الباهظة للحج، وبصعود المطبّع العيسى على «منبر عرفة»، يصبح المنبر صهيونياً بامتياز، بعكس ما ينبغي أن يكون عليه.
مخافاً للناس
لكونه أداة رخيصة بيدي الأمريكي والصهيوني، يمعن النظام السعودي في اختلاق الذرائع لمنع وصول الأفئدة التي أراد الله أن تهوي إلى بيته الحرام، ويستخدم في ذلك وسائل خبيثة، يصنع من خلالها عوائق عديدة تحول دون إقامة هذا الركن الإسلامي، الذي تعود ثماره وبركاته على الأمة جمعاء، ووصل الحال به في الغالب إلى إزهاق نفوس المحرمين والملبين لله عز وجل، بعدم الاهتمام بتأمين سلامتهم، فضلاً عن تقصيره في إدارة شؤون الحج.
في ذات السياق، السيد عبدالملك في بيانه بمناسبة عيد الأضحى، يشير إلى أن النظام السعودي «جعل الحج عملية محاطة بالكثير من العوائق في مقدمتها تحديد أعداد محدودة جدا لشعوب أمتنا، ومن العوائق منع الحج على المسلمين في بعض المواسم كما حصل بذريعة كورونا، بينما استمرت حفلات المجون والخلاعة».
يمعن النظام السعودي في إعاقة وصول الحجاج اليمنيين على وجه الخصوص، مستخدماً كل الطرق والوسائل، منها ما تنفذه أجندته من خطف وتقطعات للحجاج وقتل لهم أو واستدراجهم وتسليمهم للأنظمة القمعية، بسبب عدم توفر الطرق الآمنة، ووجود مرتزقة العدوان في طريق الحجاج، رغم تقديم المجلس السياسي الأعلى التسهيلات والمبادرة بتوفير الخطوط الآمنة.
في هذا الشأن أشارت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، إلى مبادرة تم تقديمها من الطرف الوطني، بفتح طرق قريبة وآمنة، قوبلت بمماطلة وعدم التجاوب معها، وكانت تختصر مسافة الطريق إلى 10 ساعات، بدلاً من ثلاثة إلى خمسة أيام من السفر والمعاناة، خاصة لأصحاب الأعذار كالمرضى والمسنين.
ولفتت إلى أن الطرق التي تم طرح مقترحات بشأن فتحها، صنعاء – نهم – مفرق الجوف – مارب – الوديعة، وتقدر بحوالي 500 كم، وصنعاء – البيضاء – مارب – الوديعة، التي تقدر بحوالي 750 كم، وفتح مطار صنعاء للراغبين السفر عبر الجو.
في ذات السياق، أكدت الوزارة أن قوى العدوان والمرتزقة رفضوا فتح الطرق، ما زاد من معاناة الحجاج بالسفر لمسافة طويلة وشاقة تمر عبر تسع محافظات وتقدر بحوالي 2500 كم إلى مكة المكرمة منها 1500 كم إلى منفذ الوديعة.
«وما كانوا أولياءه»
بعد تخفيضه لأعداد الحجاج من كل دولة، في صد واضح عن بيت الله الحرام، وقبل ذلك منعهم من الحج لعامين بذريعة واهية، واستغلاله لإدارته للمشاعر المقدسة في النكاية بالأمة وقتل وتدمير شعوبها، وتدنيسه للحرمين الشريفين بإدخال الصهاينة إليهما، وخيانته وتخليه عن أولى القبلتين، بعد كل هذا أقدم النظام السعودي على رفع تكاليف الحج هذا العام بصورة انتهازية وابتزازية للحجاج، لإعاقتهم وجعل الأمر بالنسبة لهم مستحيلاً، واستغلال عائدات من استطاع ذلك منهم.
في هذا السياق، يؤكد قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في بيانه بمناسبة عيد الأضحى، أن الحج يأتي كركن من أركان الإسلام والنظام السعودي يمارس السياسات المعيقة لأدائه، ويبتز حجاج بيت الله بالتكاليف المالية المرهقة حتى أصبح الحج عملية معقدة.
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، أكدت في مؤتمر صحفي قبل أيام، أن النظام السعودي، فرض رسوماً وتكاليف باهظة تصل إلى ما يقارب 20 ألف ريال سعودي، أي ما يعادل ثلاثة ملايين ريال يمني، بما يسمى البرنامج الاقتصادي، بينما المناطق المحتلة وصل المبلغ إلى الضعف بحكم ارتفاع سعر الصرف.
وفي بيان لها، اعتبرت وزارة الإرشاد فرض الرسوم والتكاليف الباهظة، هدفه حرمان اليمنيين من أداء فريضة الحج بيسر وأمان، موضحاً أن تكاليف خدمات الحج والسكن والنقل للموسم 1443هـ حددها النظام السعودي بحوالي 14 ألف ريال سعودي.
وبحسب وزارة الإرشاد فإن ما يقارب 6500 ريال سعودي من المبلغ، تؤخذ مقابل خدمات وهمية تحت مسميات باقة خدمات وضرائب وتأمينات ورسوم تحسين وتأشيرة، ورسوم إيواء وتحويلات بنكية، علاوة على مصروفات الحاج التي لا تقل عن خمسة آلاف ريال سعودي، خاصة مع مضاعفة أسعار البضائع والخدمات.
تقارير إعلامية تعزو الارتفاع الباهظ لتكاليف الحج هذا العام، أو _بالأصح_ الحيل التي استخدمها النظام السعودي، لإجبار الحجاج على الدفع، لرفع أسعار الخدمات الإلزامية مثل خدمات المشاعر والطوافة والنقل، ورفع نسبة ما يسمى ضريبة القيمة المضافة.
كما تعزو التقارير الارتفاع لإضافة خدمات إلزامية جديدة، مثل الطوارئ والتأمين الصحي ورسوم التأشيرة، علاوة على غيرها من الأسباب، التي من أهمها منع أكبر عدد من المسلمين من أداء هذا الفرض الإسلامي المقدس والمهم، وفي الصدد فقد ارتفعت التكلفة في أغلب الدول العربية بنسب متفاوتة ناهز أعلاها 300%.
دماءٌ ليست منسية
مما لا شك فيه، أن مجازر النظام السعودي بحق الحجاج والكعبة ومكة المكرمة، عديدة ووثقها الكثير من المؤرخين والكتّاب، ويكفي لعرض الصورة الإجرامية الوهابية، لهذا النظام العميل، الإشارة إلى مجزرة الحجاج اليمنيين الكبرى، في تنومة، قبل أكثر من مئة عام، تحديداً في 1341ه.
لا يصدق أحد حينما يعلم بتفاصيل تلك المجزرة الشنيعة، بحق ضيوف بيت الله الحرام، لولا أن الأمر مرتبط بالنظام السعودي القاتل، الذي أرسل عصاباته الإجرامية، التي قطعت طريق أكثر من ثلاثة آلاف حاج يمني، وقتلتهم ونهبت ممتلكاتهم، ولم ينجُ منهم إلا القليل، ويذكر المؤرخون هنا أن دوافع القتل كانت اتهام هؤلاء الحجاج بأنهم كفار.
حاول النظام السعودي إخفاء وتغييب مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين، بيد أنه لم يستطع غسل يده الملطخة بدماء الحجاج اليمنيين، ومؤخراً اندلعت شرارة الانتقام، بعودة المجزرة وتفاصيلها للواجهة، بعد تغييبها لعشرات السنين.
بتلك النفسية الدموية ما يزال آل سعود منذ ما قبل تلك المجزرة، حتى ما قبل وبعد إقدامهم على شن العدوان على اليمن، خدمة للصهاينة والأمريكان، وما مجزرة تنومة إلا بداية مبكرة لعدوان سعودي مبكر على اليمن، واستمر لقرنٍ من الزمن، وما زال قائماً حتى اللحظة.
إلى ذلك تعددت وتنوعت جرائم النظام السعودي الخائن، بحق أبناء الأمة الإسلامية، وبحق المقدسات الإسلامية، منذ ما قبل استيلائهم على مكة، مطلع القرن التاسع عشر، حتى اليوم، من قتل لآلاف الحجاج من عدة دول بذرائع عديدة، في عرفة ومنى والحرم المكي، وهدم للقبور والقباب، وتدنيس وعبث بالمقدسات، وآخرها ظهور صور لصهاينة في الحرم المكي، ولا يتسع المجال لذكر جرائم آل سعود، إلا أنها كلها تضاف إلى جريمتهم الكبرى، وهي الصد عن البيت الحرام.
«إن أولياؤه إلا المتقون»
الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، لأهمية الحج تطرق له في أكثر من محاضرة، وشدد على خطورته فيما يتعلق بالأعداء، ففي ملزمة «لا عذر للجميع أمام الله» يقول «هذا الحج الذي لا نفهمه نحن، عندما نحج من اليمن ومن السعودية ومن مصر، نحن العرب الأغبياء عندما نحج، اليهود يفهمون قيمة الحج أكثر مما نفهمه، اليهود يعرفون خطورة الحج وأهمية الحج، أكثر مما نفهمه نحن».
الأمة التي لم تتخذ موقفاً جاداً بشأن احتلال العدو الصهيوني للقدس، وهو ثالث الحرمين، لن تقدر على حماية الكعبة المشرفة والحرمين الشريفين، واليهود يخططون للاستيلاء على الحج، وأمريكا و «إسرائيل» تخططان للاستيلاء على الحرمين؛ تلك هي فحوى ما ذكره الإمام الخميني، والشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليهما، وهو ما يبدو جلياً هذه الأيام، وما كان الناس حينها يعتبرونه مستحيلاً.
من ثلاثة ملايين ونصف، إلى مليوني شخص، إلى آلاف من الداخل، إلى مليون يحددهم النظام السعودي من كل دولة، وهذا ما يكشف قطعاً خطورة المؤامرة التي تحاك ضد الحج، في حين لا مواقف سجلتها الأمة، وهي ترى مشاعرها المقدسة بيد عملاء أعدائها، وتقترب من فقدانها تماماً، وهي ترى بأم عينيها.
في سياق الردود على سياسات النظام السعودي بحق الحج، لفت الرئيس مهدي المشاط، في كلمته بمناسبة عيد الأضحى، إلى أن الحج ليس لشعب دون شعب ولا لبلد دون بلد، هو لكل عباد الله، و «أن من يسعى لتعطيل الحج واستهداف المقدسات يرتكب خطيئة كبرى لا يجوز السكوت عنها .
الرئيس المشاط شدد أن على الأمة أن يكون لها موقف حيال تعاطي النظام السعودي الدائر كليا في الفلك الأمريكي والإسرائيلي، وفي سياقٍ متصل دعا مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين علماء الأمة، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه النظام السعودي الفاسق انطلاقا من سقوط ولايته على البيت الحرام.
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، دعت في بيانٍ لها الدول الإسلامية إلى شجب وإدانة واستنكار هذه الإجراءات التعسفية واتخاذ مواقف رافضة لمثل هكذا إجراء، مستهجناً صمت كثير من الدول الإسلامية والهيئات والمؤسسات العلمائية، وغضها الطرف عن الإجراءات التعسفية التي يمارسها النظام السعودي.
إن كل ما سبق ذكره والإشارة إليه، من سياسات نظام آل سعود الإجرامية بحق الحج والحجاج، والكثير مما لم يتسع المجال لذكره، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، عدم أهلية آل سعود لإدارة المشاعر المقدسة، وهم أبعد ما يمكن من التقوى، وخدمة الحرمين الشريفين، وما إن وقفت الأمة مكتوفة الأيدي أمام هذا العبث، فلن تجد نفسها، إلا مسلوبة قبلتها وحرميها الشريفين، كما سلبت أولى قبلتيها وثالث حرميها، وهنا تكون حرماتها قد انتُهكت، وقوتها تلاشت، على أيدي من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وهم صاغرين.
الثورة / عبدالجليل الموشكي