الحقيقة الكاملة حول إختفاء رجل الإمارات في الجنوب هاني بن بريك
أفق نيوز /
أكد موقع إخباري إماراتي معارض، أمس الخميس، أن الإمارات أوقفت نشاط أحد مرتزقتها هاني بن بريك القيادي فيما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم من أبوظبي في اليمن.
ونقل موقع ”إمارات ليكس” الإماراتي عن مصادر وصفها بـ”الخاصة”، أن وقف نشاط بن بريك شمل منع ظهوره إعلاميا واتخاذ إجراءات صارمة ضده على خلفية تصاعد سلسلة فضائح له في الأشهر الأخيرة.
وأوضح الموقع الإماراتي، أن فضائح بن بريك تشمل اختلاسات مالية وجنسية وكشف تورطه في عمليات اغتيالات استهدفت عدة شخصيات يمنية منهم قيادات إسلامية وهو ما تخشى أبوظبي من تداعيات الكشف عنها.
وبحسب الموقع، فإن إجراءات الإمارات ضد بن بريك شملت وقف نشاطه كليًا بما في ذلك مسئولياته داخل “المجلس الانتقالي الجنوبي” وتجميد أمواله داخل البنوك الإماراتية، ومنعه من السفر والتنقل داخل الأراضي الإماراتية.
وأضافت أن الإجراءات شملت كذلك ووقف نجل هاني بن بريك عن الخدمة العسكرية في الجيش الإماراتي باعتبار أنه يحمل جنسية أبوظبي.
وقال الموقع: “ولطالما دعت منظمات حقوقية بفتح تحقيق بشأن القرائن التي كشفت عنها محاضر تحقيقات النيابة العامة في عدن حول هاني بن بريك”.
وتحدثت المحاضر عن تورط بن بريك بالتخطيط لجرائم اغتيالات أدت لمقتل أكثر من 120 مواطنا لأسباب سياسية الفترة من 2015 إلى 2018 بينهم شخصيات اجتماعية وخطباء وضباط موالون للسلطة الشرعية في عدن ومدن أخرى، وفقا لمنظمة سام للحقوق والحريات التي مقرها جنيف.
وطبقاً لأحد القيادات الجنوبية الذي كان لديه تواصل سابق مع بن بريك وتحدث لـ”الجزيرة نت”، فإن الأخير ظل طوال سنوات الحرب الماضية يشارك بشكل مباشر في التخطيط والإشراف على عمليات اغتيال عشرات الدعاة في عدن، وكان يقرُ بذلك في عدد من اللقاءات والمجالس.
كما كان يصف بعض المشايخ المحسوبين على تيار السلفية وحزب الإصلاح ممن يخالفونه الرأي بالخوارج ويدعو لتصفيتهم.
وكان بن بريك بدأ دراسته في مركز دماج بمحافظة صعدة شمال اليمن التابع للشيخ السلفي المعروف مقبل الوادعي، قبل أن يرتبط بمدارس ربيع المدخلي وهو أحد شيوخ السلفية في السعودية.
وقد ارتبط بن بريك عقب ذلك بالمخابرات السعودية وكان ضمن أحد أعضاء لجان المناصحة (تبنى فكرتها الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز في محاولة لإقناع المتطرفين بالتراجع عن أفكارهم) حيث كان يحضر مع تلك اللجان في منطقة شرورة الحدودية مع اليمن، وغالبا ما كان يعقد اجتماعات ولقاءات مع جهاديين يتبعون تنظيم القاعدة.
ومع اندلاع الحرب في اليمن عام 2015 بدأ بن بريك بالتواصل مع التحالف، وأصبح لديه خطوط ارتباط مباشرة مع المخابرات الإماراتية حيث أوكلت إليه مهمة تصفية الأشخاص الذين تصنفهم على أنهم يتبعون جماعة الإخوان المسلمين في عدن واليمن، وأيضا الشخصيات المناهضة لأبو ظبي.
كما كانت تربط بن بريك علاقة وثيقة مع أبو عبد الله الطنيجي وغيره من الضباط الإماراتيين، وكانت له علاقات جيدة مع أبو خليفة سعيد النيادي الذي يعتبر رجل الإمارات الأول في عدن.
وبعد أشهر قليلة من سيطرة التحالف على عدن، أصدر الرئيس المعزول “عبد ربه منصور هادي” قرارا جمهوريا في التاسع من يناير 2016 بتعيين بن بريك وزيرا للدولة وعضوا بمجلس وزراء (حكومة التحالف”.
ولكنه لم يستمر طويلا حيث دفعت تصرفاته المناهضة لـ”حكومة هادي” لإقالته من قبل “هادي” في 28 أبريل 2017، وإحالته للتحقيق ومعه محافظ التحالف في عدن حينها عيدروس الزبيدي.
ولم يلبث بن بريك والزبيدي كثيرا حيث قاما بعد ذلك بإعلان ما يعرف ب”المجلس الانتقالي الجنوبي” برئاسة الأخير ونيابة الأول وتبنى فكرة الانفصال، وباتت صورهما مع بن زايد وتنقلهما ما بين عدن وأبو ظبي أمرا طبيعيا حيث تكفلت الأخيرة بعد ذلك بتوفير الدعم الكامل لهما، وتم الإعلان عن فتح باب التجنيد وتشكيل قوات النخبة الشبوانية والنخبة الحضرمية إضافة لقوات الحزام الأمني.
واستمر بن بريك في الإشراف على قوات الحزام الأمني وما يتبعها من تشكيلات بدعم إماراتي إضافة إلى إشرافه على الأنشطة الإعلامية المناهضة لدور “حكومة هادي” وإدارته قائمة طويلة من الإعلاميين والناشطين على مواقع التواصل الداعمين للإمارات فيما بات يعرف لاحقا بخلايا الذباب الإلكتروني، ودفع مرتبات باهظة لهم.