ليس تعصباً ولا تفاخراً بالانتماء عندما يكتب كاتب عن مدينة تعز والتباهي بها ووصفها ومدحها أو التغني بها وبمكانتها التاريخية والجغرافية والثقافية والمعرفية وحتى العلمية.
عندما نكتب حول تعز ليس تشيعاً مناطقياً كما يعتقد البعض ويروج له ، بل لأنها المربي والمعلم وهي التاريخ والثقافة والتجارة ومنجم البشر ومنهل العلم والطب والهندسة وجامع علوم الاجتماع والسياسة والفقه والدين والفلسفة والتكنولوجيا والحداثة والرواية والقصة والشعر والحب والوطنية والقومية وصولاً إلى أنها جامع وحاضن للثورة والثوار والرواد والشعراء والفنانين.
* لا أبالغ حين أكتب أنا أو غيري من أبنا الوطن في مديح هذه المدينة العصرية التي ترزح اليوم تحت العدوان والإحتراب الداخلي والتدمير المنهجي والمقصود حقداً وتعمداً لأنها كانت وما زالت صاحبة تلك الأدوار النضالية والتنويرية على مستوى اليمن ودول الإقليم والعالم والأمثلة والدلائل والشواهد كثيرة وقائمة ومادية تثبت هذه المكانة الوجودية لهذه المدينة التي ينتشر أبنائها في كل المدن اليمنية والعالمية يساهمون في تعمير الأرض وتقديم ما لديهم من إبداعات ومهارات متنوعة في شتى المجالات الكونية .
* لا أغالي عندما أقول أن مدينة تعز هي حاضرة المدن اليمنية ومعلمها الأول نحو الحرف والكلمة والتنمية والحضارة ، وأن أبناءها كانوا وما يزالون حلقة الوصل بين أبناء الوطن والبشرية عموماً.. بل هي القلب النابض لليمن وعنوان نهضته وتقدمه منذ التحولات التاريخية في العصر الحديث والمعاصر.
* هكذا كانت تعز الحالمة حتى أبريل 2015م عندما حولها العدوان ونخاس السياسة وتجار الحروب والأحزاب والعصابات والجماعات المسلحة وطالبي الزعامات والبطولات – حولوها إلى مدينة أشباح وأثر بعد عين وركام للمباني والمدارس والمستشفيات والمباني الحكومية.. لماذا؟
* لأنها مدينة العلم والتنوير وساحة وملتقى للسياسيين واللبراليين والتقدميين والأصوليين كانت مكانا مشعلا لكل الثورات التي غيرت مجرى التاريخ اليمني
ولأنها كذالك حولها هؤلاء الحاقدون إلى مدنية أشبه بخرابة، نكل بأهلها وتحويلهم من معلمين وتربويين وعلماء ومثقفين وقادة رأي وحملة للفكر والعلم والقلم إلى حملة للبندقية وقطاع طرق وقتلة وزعماء عصابات يتشاركون الجرم وقتل أبناء هذه المدنية الفاضلة مع أقطاب الصراع السياسي المسلح وتجار الحروب ونافخي كير الاحتراب والقتل في هذه المدينة .
* نالت تعز نصيبا وافراً من التدمير والقتل تحت يافطات ومبررات واهية من كل المتنازعين والمتصارعين وذلك انتقاماً من هذه المدنية وأبنائها كونها كانت مصدر ومشعل العلم والرقي والتنوير والقلب النابض لحياة اليمنيين نتيجة لذلك المسار الثقافي الممزوج بالتنوع الفكري السياسي أرادت السعودية ومرتزقتها وأقطاب الصراع على السلطة تنفيذ مخططات تحويل هذه المحافظة العصرية والثقافية بفكر أبنائها إلى محافظة دموية تملأ شوارعها الجثث وأفراد العصابات المسلحة وكائنات متوحشة بدلا من السياسيين والعلماء وقادة العلم والمعرفة .
* أخيرا يجب التذكير أن السعودية حاقدة على اليمن وتعز خصوصا كونها مصدراً للفكر السياسي المتنوع الذي ينغص مملكة داعش ويقض مخادعها وعروشها وهي تنتقم منها اليوم, لهذا السبب وبتعاون المرتزقة والفرقاء السياسيين سواء كانوا من أبنائها أو من خارج أسوارها ..وبالتالي وخلاصة للقول فإنني أدعو كل أبناء تعز والعقلاء والمشائخ والمثقفين ورجال الدين والوطنيين والشرفاء , أدعوهم إلى قول كلمة الحق وإيقاف هذا العبث وحقن الدماء وصون حقوق وأملاك الموطنين أو على الأقل لما تبقى منها والمساهمة في إحلال السلام وإنها الصراع والالتفاف حول المحافظ عبده الجندي لإنقاذ تعز واليمن , حان وقت أن نقول كفى عبثا ودماراً لأن كل هذه الصراعات السياسية والحرب لن تخدم أحدا وسيكون الخاسر الوحيد من كل ذلك هو المواطن الذي دمرت ممتلكاته ومنازله والبنية التحتية لمدينته ومصالحه الخدمية التي تقدر اليوم بمئات المليارات ..فهل نعي ذلك؟