كانت مرحلة الثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم للمشهد الثقافي الوطني, مرحلة زخم ثقافي متعاظم, كانت هناك شفافية في الرؤية والتخطيط لدى القائمين على الثقافة من أدب وفنون.
في ظل هذا المناخ وتوفر مساحة من الحرية نشطت الندوات والمؤتمرات الأدبية, وطنياً وقومياً.
بالنسبة لي كصحفي كانت فرصة لا تعوض من النشاط الإبداعي الثقافي سنحت لي الفرصة لممارسته, والغوص في دروبه ومسالكه, فقد شاركت في تغطية أكثر من ندوة ومهرجان ثقافي محلي وعربي من مؤتمر وزراء العدل العرب, مروراً بندوة الفكر والفن والأدب وندوة التخطيط للثقافة العربية التي كنت من المشاركين فيها كبار المثقفين العرب من سياسيين وأدباء ومفكرين.
في هذا الزخم الثقافي التي كانت تستضيفه اليمن سمحت لي الظروف الجلوس مع كبار الأدباء العرب من روائيين وشعراء ونقاد في الأدب, وقد أجريت لقاءات أدبية وسياسية مع كل من الروائي العربي السوداني الكبير الطيب صالح, والتربوي المثقف الكويتي الرائع عبدالعزيز حسين, والدكتور السياسي السوداني المعروف حسن الحرابي, والشاعر العراقي بلند الحيدري وعدد آخر من الأدباء والمفكرين العرب.
وقد خرجت من هذه المشاركات بحصيلة ثقافية رائعة وخبرة لا تزال في ذاكرتي تحضرني بين حين وآخر.
لعل أجمل ما استمتعت به من اللقاءات والحوارات الصحفية الأدبية, الحوار الذي أجريته مع الروائي السوداني الكبير الطيب صالح, طيب الله ثراه, و(ألف نور ورحمة عليه), كان حواراً ثقافياً رائعاً تجلى فيه الطيب صالح, نتكلم عن “موسم الهجرة إلى الشمال”, و”عرس الزين” و”دومة ود حامد”, كان الحوار معه شيقاً و لذيذاً, كان الرجل يتحدث بحميمية, والرجل ودود وطيب المعشر.
والذكريات في هذا الجانب تطول مرة أخرى سنحاول الحديث عن الأدباء والكتاب العرب الذين عرفتهم إن شاء الله.