حكومة الإنقاذ الوطني تحيي أربعينية العلامة أبو بكر المشهور
أفق نيوز../
وأشار رئيس الوزراء في كلمته اليوم خلال أربعينية فقيد الأمة العلامة أبو بكر بن علي المشهور باعلوي، التي نظمتها حكومة الإنقاذ الوطني بحضور رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس وجمع من أصحاب الفضيلة العلماء والفقهاء، إلى المكانة العظيمة للفقيد باعلوي وأمثاله من العلماء الأجلاء.
وقال ” إننا نجل ونبجل ونحترم ونقدر العلماء باعتبار ذلك جزءا من ديننا وواجبنا في الدفاع عن الدين وعن هذه الفئة التي تعرضت طيلة المسار التاريخي وتحديدا منذ العام 1440هـ لظلم كبير”.
وأضاف” لا نريد أن ننكئ الجراح لكننا عشنا ونحن أطفال، كيف تعامل النظام في جنوب الوطن مع العلماء من بني هاشم، وكيف سحلوا وقتلوا وشرودا، بحجة انهم يعلمون، ويجيدون قراءة القرآن وتعليم علومه الشرعية للعامة”.
وبين الدكتور بن حبتور، أن المدرسة الصوفية هي مدرسة الأحرار الذين رفضوا العدوان والاحتلال لإيمانهم أن الأوطان لا تبنى إلا بالحرية، وأن كرامة الإنسان أغلى بكثير من كل مغريات الحياة.
ولفت إلى أنه وفي المقابل هناك الفكر الوهابي الذي جمع حوله المتطرفين من اليمين واليسار والوسط ممن يؤمنون بالعصبية الحزبية الضيقة والذين تحولوا إلى مطية لأعداء الأمة من الأمريكان وغلاة الفكر الصهيوني والنظام الغربي المتصهين برمته، لتنفيذ مخططاتهم بحق الأمة وهويتها.
وقال” وصل الحد بالعلماء المنضوين تحت العدوان إلى وصف قصف طائرات تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لليمن وقتله للمدنيين، بالمشيئة والإرادة الربانية ليبرروا بذلك مجازر وجرائم العدوان بحق اليمن وأهله”.
ونوه رئيس الوزراء بأعمال فقيد الأمة باعلوي الذي تخرج من جامعة عدن، وبإنجازاته التي بموجبها حصل على شهادة الدكتوراه الفخرية.. لافتا إلى إنجازات الفقيد التي تتنوع ما بين 100 كتاب وأربعة آلاف محاضرة و700 بحث علمي، غير الشعر والرسم.
وأكد على أهمية جمع أعمال وكتب وأبحاث الفقيد أبوبكر المشهور وأمثاله من العلماء الأجلاء وطباعتها في مرحلة ما بعد العدوان وإيجاد صيغة مؤسسية علمية أشبه بجامعة أو معاهد خاصة تجمع كل إنتاجهم الفكري والإرشادي والثقافي والعلمي.
وعبر رئيس الوزراء عن سعادته بلقاء هذه الكوكبة من العلماء والفقهاء وسماع مشاركاتهم في هذه الفعالية.
من جانبه أشاد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، بإسهامات ومناقب الفقيد الراحل أبو بكر المشهور، الذي قضى جل عمره في خدمة الدعوة الإسلامية تربية وتعليماً ومنهاجاً، ونشر الوعي الديني على منهج الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي.
وأكد أن العلماء هم ورثة الأنبياء ومن يحملون الرسالة المحمدية وتبليغها للأمة والذين يجب أن يكونوا مؤثرين ويصدحون بالحق لا يخشون في الله لومة لائم.. مستشهداً بقول الإمام علي عليه السلام لجابر الأنصاري رضي الله عنه “يا جابر قوام الدين والدنيا بأربعة، عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا ضيع العالم علمه، استنكف الجاهل أن يتعلم، واذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه”.
وتطرق إلى أدوار العلامة المشهور وحرصه على لم الشمل والحفاظ على وحدة الأمة باعتبارها من ضرورات العالم الرباني الذي يسعى إلى جمع الناس على كلمة سواء وتوضيح مؤامرات الأعداء لنشر الفرقة والشتات بين أبناء الأمة.
واعتبر العلامة شرف الدين، الفقيد محط إجماع واحترام الجميع في الداخل والخارج نظراً لدوره الكبير في السعي لجمع كلمة الأمة وعدم انحرافها في مسالك “الدم والذم” .. مبيناً أن الفقيد كان يؤكد على واجب العلماء والحكام في أن يقدروا للأمانة قدرها فيعملون ما استطاعوا على إعادة لحمة العلاقات الإيمانية بين المذاهب والجماعات والأحزاب والفئات والطوائف والتيارات على أساس القواسم المشتركة.
واستعرض دور العلامة المشهور في مسيرة حياته، منها تأسيس الأربطة الدينية، حيث كان الموجّه العام لأربطة التربية الإسلامية والمعاهد العلمية، وأسس مركز دار الزهراء لتعليم المرأة في تريم حضرموت، وله فروع في عدد من المحافظات، كما أسس مركز الإبداع للدراسات وخدمة التراث في حضرموت، وله فروع أَيْـضاً في عدد من المحافظات.
فيما أكد العلامة حسين الهدار، أن اليمن والعالم الإسلامي والمدرسة الوسطية في الإسلام خسروا برحيل العلامة المشهور أحد العلماء الذين خدموا الإسلام وكان لهم بصمة وإسهام في الدعوة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا، إضافة إلى دوره الإنساني والاجتماعي من خلال ما ورّثه للإنسانية من علم وفكر.
ولفت إلى أن الفقيد دعا إلى تصحيح الانحرافات الفكرية من خلال توضيح المفاهيم، وله مؤلفات ومنظومات في مختلف العلوم والفنون، مثل الفِكر والتربية وفقه الدعوة، والتاريخ، والتراجم والسِيَر، والفقه، والشِّعر.
وتطرق إلى دور الفقيد الراحل في الحد من التنصير الذي كان يزحف في جنوب اليمن على أيدي البريطانيين وأدواتهم في المنطقة.. مستعرضاً أهم مؤلفاته في خدمة الدعوة الإسلامية والتربية الأبوية الشرعية وأهمها الأسس والمنطلقات في تحليل غوامض سنة المواقف، وفقه التحولات، والتليد والطارف، وشرح منظومة فقه التحولات وسنة المواقف، وإحياء لغة الإسلام العالمية، وإحياء منهجية النمط الأوسط من بقية السيف وسادة الصلح.
بدورهما استعرض علوي سهيل بن عقيل، ورضوان المحيا محطات من حياة العلامة أبو بكر المشهور، كفقيه وأديب ومتصوف ومفكّر وداعية إسلامي يعتبر من أشهر أعلام مدرسة التصوف العلوية الحضرمية في التاريخ المعاصر.. لافتين إلى أن الفقيد أنشأ عشرات المعاهد التربوية التعليمية، ومراكز للدراسات والأبحاث العلمية، وله العديد من المؤلفات والمنظومات والأطروحات الفكرية في مختلف المجالات، والتي بلغت 16رباطا علمياً و80 مركزاً تعليمياً في أنحاء الجمهورية اليمنية.
وبينا أن العلامة المشهور تميز بنهجه الدعوي الوسطي وتأسيسه لمدرسة فقه الواقع، وخطابه الدعوي الإرشادي من أجل تكريس النهج النبوي والتعاليم الربانية، وفقهه الخاص المسمى بـ”فقه التحولات” والذي تناوله بالتفصيل في كتبه.
حضر الفعالية نائب رئيس الوزراء لشئون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى وعدد من العلماء والمحافظين والشخصيات الاجتماعية.