أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ماذا يعني توقيع بوتين مرسوم التعبئة الجزئية..؟

251

أفق نيوز../

جاء أمر الرئيس الروسي بوتين المفاجئ بإعلان أول تعبئة جزئية لجيشه منذ الحرب العالمية الثانية، أشبه بصب الزيت على النار التي هي أصلا مشتعلة.

حيث وقع الرئيس فلاديمير بوتين، مرسوماً تعبويا للجيش الروسي وصف بالجزئي، اعتباراً من يوم أمس الأربعاء 21 سبتمبر 2022.

بوتين عزى إعلان التعبئة، للدفاع عن الأراضي الروسية في إشارة للدول الغربية التي يعتبرها بوتين العدو الأول للدب الروسي.

وقال بوتين: “نحن نتحدث عن التعبئة الجزئية؛ أي أن المواطنين الموجودين حالياً في الاحتياط، وقبل كل شيء، أولئك الذين خدموا في القوات المسلحة، ولديهم تخصصات عسكرية معينة وخبرة ذات صلة سيخضعون للخدمة العسكرية”.

والحديث لايزال للرئيس بوتين: “أولئك الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية سيخضعون لتدريب عسكري إضافي دون أن يفشلوا، مع مراعاة تجربة عملية عسكرية خاصة، قبل إرسالهم إلى الوحدات”.

مواطني المنطقة لا يريدون الخضوع مجدداً إلى ما سماه “عبودية” أوكرانيا.

بوتين قال أيضاً: “إن الغرب لا يريد حلاً سلمياً في أوكرانيا، مؤكداً عزم بلاده استخدام كافة الوسائل المتاحة إذا تعرضت أراضيها لاي تهديد، مؤيدا، قرارات استقلال مناطق دونباس وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية”.

 

*فما هو اعلان التعبئة الجزئية.. وماذا يعني؟

بحسب وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، فإن التعبئة الجزئية تهدف إلى إحكام السيطرة على الأراضي التي تم تحريرها سابقا خلال العملية العسكرية الروسية خاصة في أوكرانيا.

وأوضح شويغو في مقابلة مع قناة “روسيا 24” التلفزيونية، أمس الأربعاء، أن “خط التماس، أو ما يمكن تسميته بخط الجبهة، يزيد عن 1000 كيلومتر.

وقال الوزير الروسي: “بطبيعة الحال، يجب تأمين هذا الخط من الخلف، ويجب التحكم في هذه المناطق، بالطبع، العمل الذي يتم القيام به، وأقصد التعبئة الجزئية يتم على هذا الأساس”.

وأكد شويغو أن روسيا تمتلك موارد بشرية ضخمة للتعبئة الجزئية، حيث من الممكن استدعاء 300 ألف جندي احتياطي إجمالا، وهو ما يمثل أكثر من 1% من قوات الاحتياط.

وعزى محللون سياسيون وعسكريون، إعلان اول تعبئة جزئية للجيش الروسي منذ الحرب العالمية الثانية ، بسبب انتكاسات كبيرة مُني بها الجيش الروسي في ساحة المعركة في أوكرانيا، وذلك في محاولة للتغلب على المد العسكري في صراع يعتبره فاصلاً بين الشرق والغرب.

وبحسب الرواية الرسمية للنظام الروسي، فتصف التعبئة حتى الآن بأنها “جزئية”، يتم استدعاء 300 ألف جندي من قوات الاحتياط على مدى أشهر، بدلاً من استدعاء كامل يعتمد على قوة احتياطية هائلة يبلغ قوامها 25 مليوناً، على حد قول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.

وفقاً للتشريعات الروسية، يمكن من الناحية النظرية استدعاء من تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً، سواء كانوا رجالاً أو نساء، ضمن قوات الاحتياط وفقاً لرتبهم.

في حين يقول محللون عسكريون غربيون إن روسيا تعاني نقصاً بالغاً في القوة البشرية بساحة المعركة في أوكرانيا بسبب تكبدها خسائر فادحة، ويدعو القوميون الروس منذ شهور إلى نوع من التعبئة لبث روح جديدة في حملة يصفونها بأنها متعثرة.

في المقابل، أطلقت أوكرانيا برنامج تعبئة قبل يومين من الغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير الماضي ، ثم أعلنت لاحقاً، الأحكام العرفية التي تمنع الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً من مغادرة البلاد، حيث وصلت الآن في المرحلة الرابعة من التعبئة.

وبحسب وسائل إعلامية، فإن العدد الدقيق للجنود الذين تمت تعبئتهم من قوات الاحتياط في أوكرانيا سري، لكن التصريحات الرسمية تشير إلى أنه لا يقل عن 400 ألف جندي.

ويشير مصطلح التعبئة الجزئية مصطلح يشير إلى وقت استدعاء مجموعات معينة من الناس للخدمة في القوات المسلحة الروسية، وهو يختلف عن التعبئة العامة، التي تنطوي على التجنيد من عامة السكان، وإعادة تركيز الاقتصاد بأكمله، ووضع البلد بأكمله في طريق حرب، وإيقاف الوضع الطبيعي للحياة اليومية.

 

*نص مرسوم التعبئة الجزئية

ونشر موقع الكرملين الإلكتروني أمس الأربعاء العناصر الرئيسية لخطة التعبئة في 11 نقطة.. وهي كما يلي:

ووفقا للنص الذي نشره الكرملين حول التعبئة الجزئية، فإنه:

– وفقا للقوانين الفيدرالية الصادرة في 31 مايو 1996 “بشأن الدفاع”، وفي 26 فبراير 1997 “بشأن التحضير للتعبئة، والتعبئة في روسيا الاتحادية”، والقوانين المؤرخة في 28 مارس 1998 الخاصة ” بالواجب العسكري والخدمة العسكرية” تقرر:

– الإعلان عن التعبئة الجزئية في روسيا الاتحادية اعتبارا من 21 سبتمبر 2022.

– القيام بدعوة مواطني روسيا الاتحادية للخدمة العسكرية من خلال التعبئة في القوات المسلحة لروسيا الاتحادية. ويتمتع مواطنو روسيا الاتحادية الذين يتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية عن طريق التعبئة بوضع الأفراد العسكريين المتعاقدين الذين يخدمون في القوات المسلحة الروسية.

– إثبات أن مستوى الأجور لمواطني روسيا الاتحادية الذين يتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية بالتعبئة في القوات المسلحة الروسية يتوافق مع مستوى أجور الأفراد العسكريين المتعاقدين العاملين في القوات المسلحة الروسية.

– يستمر سريان عقود الخدمة العسكرية التي يبرمها العسكريون حتى نهاية فترة التعبئة الجزئية، باستثناء حالات فصل العسكريين من الخدمة العسكرية على الأسس التي يحددها هذا المرسوم.

– يتم تحديد أسباب الإعفاء من الخدمة العسكرية خلال فترة التعبئة الجزئية للجنود الذين يؤدون الخدمة العسكرية بموجب عقد، وكذلك مواطني روسيا الاتحادية، الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية للتعبئة في القوات المسلحة للاتحاد الروسي :

حسب العمر، إذا تجاوزا السن الأقصى للخدمة العسكرية؛

حسب الحالة الصحية، مرتبط باعتراف اللجنة الطبية العسكرية بأن الشخص غير صالح للخدمة العسكرية، باستثناء الأفراد العسكريين الذين أعربوا عن رغبتهم في مواصلة الخدمة العسكرية.

ـ فيما يتعلق بدخول حكم المحكمة حيز التنفيذ بشأن فرض عقوبة في شكل سلب الحرية.

– على الحكومة الروسية تمويل أنشطة التعبئة الجزئية، واتخاذ التدابير اللازمة لتلبية احتياجات القوات المسلحة لروسيا الاتحادية والقوات والتشكيلات والهيئات العسكرية الأخرى خلال فترة التعبئة الجزئية.

– على كبار المسؤولين في كيانات روسيا الاتحادية ضمان تجنيد المواطنين للخدمة العسكرية من أجل التعبئة في القوات المسلحة لروسيا الاتحادية بالعدد المطلوب والآجال التي تحددها وزارة الدفاع الروسية لكل كيان من الكيانات المكونة لروسيا الاتحادية.

– منح مواطني روسيا الاتحادية العاملين في المجمعات الصناعية العسكرية الحق في تأجيل التجنيد للخدمة العسكرية للتعبئة (خلال فترة العمل في هذه المؤسسات)، وتحدد حكومة روسيا الاتحادية فئات مواطني روسيا الاتحادية الذين يُمنحون حق التأجيل وإجراءات منحه.

– يدخل هذا المرسوم حيز التنفيذ اعتبارا من يوم نشره رسميا.

 

* مفهوم التعبئة الجزئية وتفاصيلها

في السياق ، أعلن رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، أن نواب المجلس لا يتمتعون بحصانة من التعبئة الجزئية المعلنة في روسيا وسوف يشارك من يستوفي الشروط في العملية العسكرية الخاصة.

جاء ذلك في منشور لفولودين بـ قناته الرسمية على تطبيق “تليغرام”، وفقا لموقع (روسيا اليوم ) ،حيث أشار إلى الأسئلة التي تهم المواطنين، وشرح مفهوم التعبئة الجزئية وتفاصيلها:

“لقد مرت 24 ساعة منذ صدور مرسوم الرئيس، فلاديمير بوتين، بشأن التعبئة الجزئية، والتي سوف تساعد في تنفيذ مهام العملية العسكرية الخاصة. وهناك أسئلة تهم مواطنينا، نجيب عليها على نحو صحيح:

اليوم، ليست التشكيلات النازية الأوكرانية المسلحة من تقف وحدها أمام جنودنا وضباطنا بل تقاتل إلى جانبهم قوات (الناتو): ففي أوكرانيا يعمل مدربون من (الناتو)، ومرتزقة من (الناتو)، ومعدات وأسلحة وذخائر من (الناتو)، حيث يبلغ خط التماس مع العدو أكثر من 1000 كيلومتر. ولكي نفهم أكثر: في الحرب العالمية الثانية، عملت 4 جبهات لتحرير الأراضي الأوكرانية من النازيين، لذلك أصبح من الواضح ضرورة زيادة حجم قواتنا المسلحة المشاركة في العملية العسكرية الخاصة.

 

*من يخضع للتعبئة الجزئية؟

ستؤثر التعبئة الجزئية على من خدموا في الجيش الروسي من قبل، من ذوي الخبرة القتالية، ومن لديهم تخصص عسكري مطلوب.

سيتم استدعاء 300 ألف جندي احتياطي، ولن يطال ذلك 99% من موارد التعبئة، بمعنى أن أولئك الذين لم يخدموا في الجيش، ومن ليس لديهم خبرة عسكرية، ومن يدرسون في الجامعات، إلخ. لن تطالهم التعبئة الجزئية.

*بشأن الضمانات

سيكون الوضع القانوني للمتطوعين والمقاتلين في صفوف قوات جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك هو نفس الوضع القانوني لأفراد الجيش الروسي، كما ستتخذ قرارات بشأن الأولوية في الإجازات الائتمانية والحفاظ على ضمانات العمل للمواطنين قيد الاستدعاء. وتلك القضايا محل اهتمام. ولن نغفل أحدا.

*بشأن النواب

يتعين على أولئك الذين يستوفون متطلبات التعبئة الجزئية المساعدة بالمشاركة في العملية العسكرية الخاصة، ولا حصانة للنواب من التعبئة.

مثالا على ذلك، ومنذ بداية العملية العسكرية يقود النواب آدم ديليمخانوف، دميتري سابلين وفيكتور فودولاتسكي، وأحمد دوغاييف وآخرون المتطوعين من جمهورية الشيشان في دونباس.

نحن في زمن التحدي، وسنتغلب عليهم معا بالتأكيد، وسنضمن أمن مواطنينا وسيادة بلادنا”.

بينما، قال منتقدون للخطة، بحسب تقرير إعلامية ، إن صياغة مرسوم التعبئة والتفاصيل المتعلقة بمن سيشمله ومن يستبعده تُركت غامضة عن عمد فيما يبدو لمنح السلطات مساحة واسعة من الحرية عند تنفيذه.

حيث لم يرد ذكر رقم 300 ألف في المرسوم الذي تم نشره، إلا في مقابلة أجراها وزير الدفاع سيرجي شويجو مع التلفزيون الرسمي. وقال الكرملين إن جزءاً من المرسوم، الذي قال إنه أشار إلى تعبئة ما يصل إلى 300 ألف جندي على مراحل، لم يُنشر عن عمد. ولم يتضح ما إذا كانت تفاصيل أخرى قد حُجبت عن عمد أيضاً.

ويرى محللون، إنه لا يمكن نشر جنود الاحتياط فعلياً في أوكرانيا على الفور، لأنهم بحاجة أولاً إلى تنشيط أو تدريب جديد والاطلاع على الطريقة التي تنفذ بها روسيا ما تصفه بأنه “عملية عسكرية خاصة”.

فيما يتوقع محللون عسكريون غربيون ألا يروا تحركاً قبل أشهر.

وبحسب نسخة من مشروع القانون اطلعت عليها رويترز يصبح استسلام العسكريين الروس طوعاً جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة عشر سنوات.

في السياق، يتساءل محللون عسكريون غربيون عما إذا كان لدى لروسيا معدات عسكرية كافية وعدد كاف من المدربين العسكريين ذوي الخبرة لتأهيل ونشر جنود الاحتياط بعد الخسائر التي تكبدتها في أوكرانيا. وتقول موسكو إن لديها هذا بالفعل.

في حين يختلف المحللون العسكريون الغربيون حول ما إذا كانت التعبئة الجزئية صغيرة جداً ومتأخرة جداً بما لا يدع مجالاً لتغيير مسار الحرب لصالح موسكو، فمعظمهم يعتقد أن الأوان قد فات، لكن عدداً قليلاً يرى أن التعبئة يمكن أن تساعد روسيا في بعض النواحي لكن ليس بشكل فوري ولا قاطع.

 

*معنى مصطلح التعبئة

يعبر مصطلح التعبئة عن نقل القوات من حالة السلم إلى حالة الاستعداد للقتال، واستدعاء قوات الاحتياط مع إعداد مخزونات الأسلحة والعتاد والمعدات العسكرية، وعادةً ما تتزامن التعبئة بإعلان الحرب.

 

*التعبئة الجزئية

التعبئة الجزئية للجيش تعنى حشد الرئيس قواته المسلحة استجابة للتهديدات الخارجية للأمن القومي، لمدة لا تزيد عن 24 شهرًا.

 

*التعبئة العامة

اللجوء إلى التعبئة العامة يعني حشد جميع وحدات الاحتياط استجابة للطوارئ التي تتعرض لها البلاد، في حالة الحرب أو شبه الحرب، وتستمر التعبئة في حالة الطوارئ طوال تلك الفترة، بالإضافة إلى 6 أشهر لتلبية متطلبات الحرب أو الطوارئ التي تتعرض لها البلاد.

وتحدث التعبئة الشاملة عندما يقوم الرئيس بتنشيط القوات المسلحة ورصد الموارد الوطنية بالكامل لتلبية متطلبات الحرب أو لرد التهديد الذي يتعرض له الأمن القومي، فيما تندرج الكوارث الطبيعية والنكبات تحت حالة شبه الحرب والتي تستدعي أيضاً الأوامر بالتعبئة.

 

*ردود أفعال

في أول تعليق غربي على خطاب بوتين، قالت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيجان لشبكة سكاي نيوز إن خطاب الرئيس الروسي،أمس الأربعاء، يمثل تصعيداً مقلقاً، ويجب أخذ التهديدات التي وجهها فيه على محمل الجد.

وأثار إعلان التعبئة الروسي، “فزع” بعض جنود الاحتياط المحتملين على ما يبدو، كما أفادت وكالات الانباء، ووفقاً لبيانات مبيعات تذاكر الطيران، نفدت بسرعة أمس الأربعاء تذاكر الرحلات المغادرة لروسيا.

ردا على اعلان التعبئة ، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولاك:” إن “في الحياة أمور مضحكة” ..لقد انتهى المطاف بالروس، الذي كانوا يسعون لتدمير أوكرانيا، بأولًا تعبئة جزئية وثانيًا حدود مغلقة وحسابات بنكية محظورة وثالثًا سجن الجنود الفارين… كل شيء يسير وفق الخطة… أليس كذلك؟ في الحياة الكثير من الأمور الطريفة”، حسب قوله.

واعتبرت السفيرة الأمريكية لدى أوكرانيا، بريجيت برينك، أن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، “التعبئة الجزئية” دليل “ضعف وفشل روسي”.

ورأى وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أن إعلان بوتين عن التعبئة الجزئية هو اعتراف بفشل الغزو الروسي لأوكرانيا.

واعتبر وزير الاقتصاد الألماني، روبيرت هابيك، أن إعلان روسيا التعبئة الجزئية يثمل “تطورا في الاتجاه الخطأ”، حسبما قال لصحفيين في العاصمة، برلين.

وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “التعبئة الجزئية” للمواطنين الذين هم في سن القتال، بأنه خطوة “خطيرة ومتهورة”.

فيما نددت المفوضية الأوروبية بقرار الرئيس الروسي، معتبرة أن هذه الخطوة تثبت أنه “في حالة يأس” ولا يسعى إلا إلى تصعيد الأزمة.

من جهتها، دعت الصين إلى التفاوض على وقف لإطلاق النار بين موسكو وكييف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانع وينبين في مؤتمره الصحافي الدوري: “ندعو كل الأطراف المعنيين إلى وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور، وإيجاد حل يراعي المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف في أسرع وقت ممكن”.

وتوقع السياسي الروسي المعارض المسجون أليكسي نافالني أمس الأربعاء أن يحاول كثيرون الإفلات من التعبئة.

فيما دعا نشطاء من تحالف فيسنا (الربيع) المناهض للحرب المواطنين إلى الاحتجاج على إعلان التعبئة في وسط المدن والبلدات.

وقال تحالف فيسنا في بيان إن التعبئة “تعني الإلقاء بآلاف الروس -من آبائنا وإخوتنا وأزواجنا- في مفرمة الحرب”. وأضاف: “الآن، تحل الحرب داخل كل بيت وكل أسرة”.

على إثر ذلك، اندلعت احتجاجات في مدن روسية، امس الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2022؛ رفضاً لقرار التعبئة الجزئية؛ حيث قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الاحتجاجات ضد التعبئة هي الأكبر منذ تلك التي أعقبت بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير.

وأشارت الوكالة إلى أن السلطات الروسية اعتقلت ألف شخص في أنحاء روسيا، فيما واجهت عناصر من الشرطة مزوَّدين بمعدات مكافحة الشغب، المتظاهرين الرافضين لقرار بوتين.

من جانبها، قالت منظمة “أو.في.دي إنفو” المستقلة لرصد الاحتجاجات، إنها علمت بوقوع اعتقالات في 15 مدينة روسية مختلفة على الأقل.

ويرجح محللون أن تفرق السلطات إن حصلت أي احتجاجات من هذا القبيل ، حيث لا يسمح القانون الروسي بأي مظاهرات لم تحصل على إذن مسبق.

 

*هل يستعد بوتين لحرب نووية ؟

يرى محللون ان الرئيس بوتين يواجه مأزقاً في حربه مع أوكرانيا، وهو الآن يفضل التوجه نحو التصعيد، وربما إلى حافة حرب نووية، على أن تتعرض روسيا للهزيمة ، حيث استشهد المحللون بإعلان بوتين مرسوم التعبئة .

وهنا تقول مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم المملوكة للدولة وعضوة جماعة ضغط تنادي بالحرب: “بالنظر إلى ما يحدث وما على وشك أن يحدث، فهذا الأسبوع إما سيكون بداية لانتصارنا الوشيك أو بداية حرب نووية. لا أرى خياراً ثالثاً”.

فيما هدد سيرجي ماركوف، أحد أبرز مستشاري بوتين، أمريكا وبريطانيا بهجوم نووي في مقابلة إذاعية عبر “بي بي سي”، اليوم الخميس ، قائلاً إن الرئيس بوتين “لا يخادع” بشأن استخدام أسلحة الدمار الشامل”.

وقال ماركوف، العضو السابق في مجلس دوما الدولة الروسي والمستشار المقرب لبوتين، إن “الرئيس أوضح أنه سيكون مستعداً لاستخدام ترسانته ضد الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا”.

وأضاف ماركوف، بحسب ما نقلت صحيفة Telegraph البريطانية، أن “جو بايدن وبوريس جونسون وليز تروس قد يكونون مسؤولين عن الحرب النووية بسبب سلوكهم المجنون فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا”.

لكن صحيفة الغارديان، تقول إن خطة روسيا لإجراء استفتاءات لضم مدن أوكرانية والتهديد بتصعيد عسكري واسع النطاق، لا تعدو عن كونها “ابتزازاً”.

حيث اعتبرها محاولة لوقف الهجوم المضاد شرق البلاد. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: “لأوكرانيا كل الحق في تحرير أراضيها، وستواصل تحريرها مهما قالت روسيا”.

*فهل يعد تهديد روسيا إنذار نهائي لإنقاذها من الهزيمة؟ أم أنها مستعدة حتى النهاية؟

يقول محللون في تقارير إعلامية، إنه إذا تراجع أنصار أوكرانيا والغرب قريباً (وهذا مستبعد)، فبوتين سيكون راضياً. أما لو لم يفعلوا، فمهما حدث بعد ذلك ليس خطأنا، بلسان حال الكرملين.

ونقلت صحيفة الغارديان عن ألكسندر باونوف، المحلل السياسي الروسي، قوله إن “تحركات موسكو، ستكون إما في اتجاه إنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن أو، لو لم تنجح في ذلك، إلقاء اللوم على الآخرين، وتحويل الغزو الروسي لدولة مجاورة إلى حرب دفاعية.

ويُطلق على بوتين أحياناً خبير استراتيجية “التصعيد لخفض التصعيد”، أي تحاشي الحرب بالتهديد برد انتقامي غير مسبوق.

ولكن لا يبدو أن بوتين يرغب في التهدئة. والوصف الأنسب لاستراتيجيته ربما يكون “النصر أو التصعيد”. وعلى حد تعبير مارغريتا رئيسة تحرير قناة RT: فإن “روسيا لن تتراجع”.

يقول السياسي البريطاني وعضو مجلس العموم، توبياس إلوود، في مقالة له بصحيفة Telegraph البريطانية، إن “الحرب في أوكرانيا قد ارتفعت إلى مستوى خطير، والهجوم الأوكراني المضاد الأخير قد أهان بوتين لدرجة أن هناك كل التوقعات بأنه سيلعب الآن بشكل أقبح مما فعل بالفعل”.

ويرى إلوود أن السيطرة الأوكرانية على الأراضي التي كانت واقعة تحت سيطرة الروس على نطاق واسع، يمكن القول إنها أخطر نكسة لبوتين حتى الآن، وقد غذت شعوراً بالتفاؤل بأن أوكرانيا يمكن أن تفوز بالفعل.

لكن سيكون من غير المسؤول افتراض أن نقطة التحول هذه في الحرب ستشهد الهزيمة الواضحة لروسيا.

ويخلص الكاتب في قوله إلى أن بوتين لا يستطيع تحمل الخسارة، ويجب أن يتوقع الغرب منه مواصلة تعزيز تكتيكاته الحربية غير التقليدية (إلى جانب الضربات العسكرية على البنية التحتية الأوكرانية) للتعويض عن الأداء السيئ لقواته على الأرض.

مشيراً إلى أن “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو التهديد باستخدام روسيا لأسلحة الدمار الشامل، الكيماوية أو البيولوجية أو النووية التكتيكية. هذه خطوط لا يجب أن نفترض أن بوتين لن يتخطاها، لكن إذا فعل ذلك، فماذا سيكون رد الغرب؟”.

في ذات صلة، تنبأ الجنرال الأمريكي المتقاعد، مارك هارتلينغ، بعواقب “كارثية” للجيش الروسي بعد إعلان بوتين، التعبئة الجزئية ،

وقال هارتلينغ في مقابلة لـCNN إن “تعبئة 300 ألف جندي يصدم عقول الجميع”، مضيفًا “لكن عندما تعرف تعقيدات استدعاء القوات الاحتياطية وإخراجهم من بيئتهم المدنية وتحويلهم سريعًا إلى جنود، فهذا أمر صعب جدًا عندما يكون لديك هذا العدد الكبير منهم، خصوصًا في الوضع الحالي لروسيا”.

فيما، يرى مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لم يذكر اسمه ، إن محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “اللعب بالورقة النووية” في الخطاب، الذي ألقاه في وقت سابق امس الأربعاء، وإصدراه أوامر بـ”التعبئة الجزئية” يشير إلى وجود “بيئة شديدة الضغط” في روسيا.

ووجه الرئيس الأمريكي توبيخًا قاسًيا للرئيس الروسي في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة، قائلاً إن غزو روسيا لأوكرانيا “ينتهك بلا خجل” ميثاق الأمم المتحدة، وقال بايدن في خطابه: “بوتين يدعي أنه اضطر إلى التحرك لأن روسيا تعرضت للتهديد لكن لم يهدد أحد روسيا ولا أحد آخر بأن روسيا تسعى إلى الصراع”.

 

*حصيلة الحرب

أقرت روسيا بمقتل 5937 جنديا من قواتها منذ بدء غزوها لأوكرانيا نهاية فبراير وهي حصيلة أقل بكثير من التقديرات الأوكرانية والغربية.

حيث أقر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في مقابلة مع محطة “روسيا-24” التلفزيونية: “خسائرنا حتى اليوم بلغت 5937 قتيلا”.

*سبأ: صادق سريع

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com