مفاجآت بحرية جديدة .. تحرير الجزر اليمنية بات قريباً
أفق نيوز../
بعد أن كشفت القوات البحرية اليمنية عن أسلحة جديدة ظهرت لأول مرة خلال العرض المهيب بميدان السبعين مؤخراً بمناسبة العيد الثامن لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر؛ فقد تخلخل القلق والذعر لدى العدو والقواعد العسكرية المتواجدة في أطراف المياه الإقليمية.
لقد نجحت صنعاء في توجيه رسائل تحذيرية وإنذارية للعدو بكل بقوة وحنكة، خلال عرض الأسلحة البحرية ذات القدرة العالية، والتي تحمل سمات ووظائف متعددة في إطار حماية المياه الإقليمية، وإنهاء كلّ أشكال الخطر من القوى المتربصة، فقد أصبحت السواحل والجزر اليمنية في مأمن كبير، بعد أن كانت بوابة للغزو والاحتلال منذ القدم، وقد تعرضت للقرصنة والهيمنة الخارجية؛ لكنها اليوم وبعد ثورة الحرية والاستقلال لم تعد كذلك.
إننا نجد أن من أهداف ثورة 21 سبتمبر القضاء على كافة أشكال الوصاية، والهيمنة، والاحتلال، وحماية البلد من أي غزو خارجي، فقد استطاعت القوات البحرية اليمنية امتلاك أفخر الأسلحة الدفاعية، والهجومية، تم الكشف عنها مؤخراً في العرض العسكري المهيب، ومنها زوارق حربية متطورة من طراز عاصف1، عاصف2، عاصف3، طوفان1، طوفان2، طوفان3، وزورق ملاحة، حيث تتميز هذه الزوارق الجديدة، بسرعتها العالية وقدرتها على المناورة، وقدرتها على حمل أسلحة متنوعة، وأداء مهمات هجومية ودفاعية ضد أهداف ثابتة أو متحركة، بالإضافة إلى الأسلحة البحرية الأخرى المساعدة لها، من ألغام أو زوارق بحرية، إلى جانب الصواريخ البحرية المتطورة التي دخلت الخدمة وذاق العدو من بأسها.
وهنا يمكن القول إن جميع تلك القوة مثلت ذراعاً صاعقاً لتنفيذ مناورة الردع البحري الاستراتيجي، والتي ستشكل النقطة الفاصلة في فرض الانهاء الفعلي للعدوان، عبر وقف نهائي للاعتداءات المتكررة وللعمليات الحربية، وعبر فك الحصار والشروع بمفاوضات التسوية السياسية العادلة والصحيحة.
ويرى محللون سياسيون وناشطون إعلاميون، أن العروض العسكرية تحمل رسائل متعددة منها أن السفن النفطية التابعة للشركات الأجنبية في حالة خطر دائم، ولن يستمر العدوان في نهب ثرواتنا النفطية والغازية، وأن عليهم أن يأخذوا تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- على محمل الجد.
ويشير المحللون الى أنه باعتبار الجمهورية اليمنية منطقة بحرية، فقد كانت تتعرض للغزو والاحتلال في السابق من خلال المنافذ البحرية لها، منوهين إلى أن التاريخ خير شاهد على ذلك، فقد وجدت القيادة العسكرية والسياسية، أنه لا بدَّ من بناء قوة بحرية رادعة وهجومية في سياق إنجازات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وهذا ما شاهده العالم في مناسبة ذكرى الثورة المباركة.
سواحل باتت في مأمن
وفي هذا السياق يقول مستشار وزارة الإعلام الأستاذ توفيق الحميري: إن عرض القوات البحرية هي رسالة واضحة أننا حاضرون ومستعدون لمعركة البحر؛ ولاستكمال تحقيق السيادة الوطنية على مياهنا الإقليمية، وتحرير جزرنا وتأمين سواحلنا وموانئنا، مشيداً بالقوات البحرية وحضورها الكبير الذي كان بمستوى التحديات.
ويشير الحميري في تصريخ خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن أكثر من 60% من قوات أمريكا هي متواجدة في البحر، وهو الأمر الذي يتطلب جهوزيتنا لكسر الهيمنة الأمريكية، متبعاً أننا نواجه أمريكا بالدرجة الأساس، ولا بدَّ أن تكون قوتنا بهذا المستوى، وبهذه الاستراتيجية.
ويؤكد الحميري أن ما قدمته القوات البحرية في هذا العيد يعني كثيراً، بالنسبة لقرار الاستقلال والسيادة الوطنية، ويبشر سواحلنا وجزرنا المحتلة باقتراب النصر والتطهير.
خط أحمر
وفي خط موازِ يقول الناشط السياسي عبد الوهاب الحدي: إن القيادة العسكرية والسياسية ركزت بشكل كبير على الخطر القادم مستقبلاً من الساحل أكثر من أية خطورة أخرى نتيجة لتعدد القواعد العسكرية المحيطة باليمن من كلّ حد مائي، لافتاً الى أن اليمن في السابق قد تعرض للغزو والاحتلال عن طريق البحر، وأن النظام السابق الفاشل قد أهمل هذا الجانب كثيراً.
ويشير الحدي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن اليمن لن ينعم بالأمن والأمان إلا إذا تم إنشاء قوة بحرية وجوية قادرة على حماية السواحل والأجواء، لذا فإن القيادة قد اتّخذت القرار المناسب والمتمثل في تنبيه، وإعطاء رسائل قوية لهذه القواعد العسكرية في أننا يقظون لما تقومون به وتحضرون له، ونملك الأسلحة الرادعة لمجرد التفكير لأي تقدم نحو سواحلنا، أو محاولة غزو أراضينا، معتبرها خطوة أذهلت الجميع، وتدلل على حنكة وحكمة القيادة واستشعارها العالي بالخطر والتربص.
ويضيف أن الرسائل التي يراد توجيهها خلال عرض السلاح البحري هو أن اليمن قادرة على حماية سواحله البحرية الممتدة إلى قرابة السواحل الأفريقية، كما أن المياه اليمنية أصبحت خطاً أحمرَ للغزاة، وعلى رأسهم العدو الأمريكي.
تحذير ووعيد
بدوره يقول المحلل السياسي خالد العراسي: إنه عندما يتضمن العرض العسكري المهيب صواريخ بحرية قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة من قواتنا في البحر الأحمر (ميناء أم الرشراش المحتل صهيونياً والمسمى بميناء إيلات) وكذا إلى البحر العربي، منها المصنع في اليمن (فالق١ ومندب ١ و٢ وصاروخ البحر الأحمر) وأخرى روسية الصنع (روبيخ) وزوارق متعددة المهام، وألغام بحرية بالتوازي مع تجديد السيد القائد تحذيره للشركات التي تنهب ثرواتنا؛ فإن هذا معناه أن نهب الثروات لن يستمر.
ويضيف العراسي في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن رسالة عرض الأسلحة البحرية مفادها “يا العالم المتفرج و يا تحالف العدوان هذه هي القوة التي بفضل الله عز وجل، تحمي الساحل الغربي وباب المندب وخط الملاحة الدولي، وما دام السيد القائد لم يوجه حتى الآن بإغلاق باب المندب، أو مهاجمة سفنكم، وبوارجكم رغم ما نتعرض له من حصار ظالم، وقرصنة بحرية بحق سفن النفط ومشتقاته؛ فهذا دليل قاطع على احترام الأنصار للمواثيق والمعاهدات الدولية بما فيها معاهدة أعالي البحار، والمرور الآمن، وليس كما يروج له تحالف العدوان من أن الأنصار يشكلون خطراً على خط الملاحة الدولي”.
ويتابع أن تحالف العدوان بشكل خاص والعالم المتفرج بشكل عام بالتأكيد لاحظ بأن قواتنا البحرية باتت -بفضل الله عز وجل- قادرة على استهداف أي هدف في البحرين الأحمر والعربي، كما باتت أيضاً قادرة على إغلاق المضيق خلال ساعة، ولم يعد الأمر مرتهناً إلا بإشارة من السيد القائد، والمخرج الآن متعلق بجدية مساعي تحالف الشر والظلام للوصول إلى سلام عادل، ومشرف وغير منقوص.
ويشير العراسي إلى أن الأمر صعب على محور الشر والظلام العالمي، فالراية البيضاء سيليها انكسارات أخرى هنا وهناك، وسيكون اليمن نموذجاً للتحرر والاستقلال، والتخلص من سياسة الهيمنة والاستكبار، وسيكون القدوة لكل مستضعفي الأرض، إلا أن أمامكم مخرج لا بأس به وهو دعم الهدنة بشروطها الجديدة، وهي فتح للميناء والمطار بشكل كلي، وتبادل جميع الأسرى، وحل ومعالجة الملف الاقتصادي بمجمله، وعلى رأسه صرف المرتبات السابقة وضمان انتظام صرفها.
كما يخاطب تحالف العدوان أنه يجب الالتزام خلال الفترة القادمة ولا تظنوا أن خدعة الهدن الكاذبة ستستمر إلى ما لا نهاية في ظل استمرار خنقكم للشعب اقتصادياً ومالياً ومعيشياً وبشتى الطرق، مشيراً إلى أن هناك قضايا انسانية يجب حلها بشكل سريع بعيداً عن المماطلة والتسويف والتطويل، ومن ثم الوصول إلى المفاوضات النهائية، فهذا سيخرجكم من مأزق كبير، ويجنبكم جزءاً من الخزي والعار في حال تم ذلك عبر استئناف المعارك؛ لأن القادم مرعب بكل تفاصيله.
ويزيد: “لكم أن تتخيلوا منشآت حيوية في السعودية والإمارات تشتعل عن بكرة أبيها ونموذج أرامكو الأخير لا شيء أمام القادم ، وبوارج حربية تدمر وتغرق وسط البحر، وكلّ الأسلحة التي ذقتم نكالها سابقاً وجعلتكم تهرعون لطلب الهدنة، ستعود وإلى جانبها أسلحة جديدة لا طاقة لكم بها ، أما برياً فلم يعد لديكم ما يمكن تقديمه أكثر مما فعلته جيوش المرتزِقة، وقد بات جميعهم يدعون الله ليل نهار ألا تعود المعارك مرة أخرى، وفي المقابل لدينا رجال يعشقون الشهادة كما تعشقون أنتم الحياة، مشيراً إلى أن هناك سيناريو مفزع للغاية سيجعلكم تشعرون بأن كلّ الوجع السابق لم يكن أكثر من نزهة مقابل ما هو آتٍ.
*المسيرة | أيمن قايد